- قبل أن تقرأ: يقينا لابد أنك تتساءل معى لماذا استأسد العسكريون على الثوار؟ ولماذا يضرب المتظاهرون بيد من حديد ويضرب البلطجية والمفسدون بأغصان الزيتون؟!. كيف تكون قبضة «العسكرى» بهذه الشراسة على الثوار وبهذه النعومة والوداعة على البلطجية والمخربين والمهربين واللصوص والفلول.. والذين يحولون حياة المصريين الى جحيم؟! - إن اعتراف الوزير جودة عبد الخالق بأن فلول الحزب الوطنى وأن شركات مجدى راسخ صهر علاء مبارك هى المافيا التى تتحكم فى الاتجار فى المواد البترولية وتهريبها وتعطيش السوق منها هى ابلغ دليل على استمرار حكم الساقط مبارك واستمرار فساده.. وأن مافيا هذا النظام موجودة فى البنوك والقضاء والصحة والزراعة والصناعة والبورصة وهلم جرا, وأن العسكرى يغض الطرف عن خطايا ومهازل أتباع الرئيس الساقط والمنتفعين من استمرار سياساته.. (ولعله قد حان الأوان لكى يبرئ العسكرى ذمته من الاتهامات والشائعات التى تلاحق بعض جنرالاته وبعض أسرهم والأقاويل المنتشرة فى بر مصر بأن هناك روابط وثيقة «وبزنس» ضخماً بين هذه الأسر وبين أولاد وأقارب وأصهار الرئيس الساقط؟!).. لقد جاء اعتراف جودة عبد الخالق قذيفة فى وجه الحكومة التى ترخى سدول الصمت والنسيان على «فجر» (بضم الفاء) آل مبارك وأذنابهم خارج السجون.. وكيف أنهم بعد أن اطمأنوا وعرفوا الى أين تتجه بوصلة النظام.. خرجوا من الجحور وراحوا يعيشون حياتهم كأباطرة وسلاطين بعد أن عاشوا فى الأيام الأولى متوارين عن الأنظار خائفين ومرتعشين ومرعوبين.. الآن خرج منهم «تنظيم الفلول» المجرمون والمهربون وتجار الحشيش والسلاح.. وحتى المرشحون الرئاسيون(...) خرجوا بعد أن كان قد واراهم النسيان والخوف من فتح الملفات وبعد أن «توارى» الثوار - بفعل فاعل - أو خنقوا - أيضا بفعل فاعل - عاد إلى الواجهة رجال الزمن البائد.. عاد عمر سليمان وأحمد شفيق مترشحين للرئاسة!!.. والمفاجأة أنهما يتحدثان باسم الثورة وعن الثوار ومكافحة الفساد.. ولا أدرى لماذا لا تراود شفيق الشجاعة فيطلب من النائب العام اعلان نتائج التحقيقات فى وقائع وبلاغات الفساد عن ما جرى فى عهده فى وزارة الطيران.. والاتهامات المرفوعة إليه والتى تلاحقه منذ خروجه من الوزارة.. ولكن الحكام الجدد خنقوا صوتها أيضا ومنعوه من أن يصل للناس فلماذا هذا التستر؟ هل لأنهم أصدقاء العمر منذ عشرين عاما؟.. ولماذا لا تواتى اللواء عمر سليمان الشجاعة فيكشف عن هوية «الشخص» - الرئاسى - الذى أكد أبو الغيط ومصطفى الفقى ومصطفى بكرى أنه متورط فى محاولة اغتياله.. وهل طلب «مبارك» منه أن لا يفتح هذا الملف احتراما للصداقة التى بينهما. هو الآخر؟! - اختنق الثوار والمتظاهرون ووروا ثرى الاهمال وذاقوا مرارة الانسحاق والقهر بعد أن وثقوا فى أن العسكر سيستمرون فى الثورة ثم أفاقوا على لدغة الثعبان الشيطان الذى نفث فيهم سمه القاتل.. فكانت النتيجة أن عاد لالتقاط أنفاسه مجدى راسخ.. فظهرت أزمات البنزين وعمليات تهريب السولار مرة بعد أخرى.. رغم وضوح الاتهام الذى وجهه وزير فى حكومة العسكرى إلا أنه لم يبادر – أى العسكرى - فيقلب الدنيا رأسا على عقب وينزل بالمجرمين أشد العقاب.. لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ هل هذا تواطؤ؟ أم تخاذل؟ أم عدم ثقة فى صحة الكلام الذى جلس الوزير جودة عبد الخالق ليدلى به أمام الكاميرات؟! إذا كانت الأولى فتلك مصيبة واذا كانت الثانية فلابد من إقالة الوزير الذى يتردد أنه ساع لخوض غمار المعركة الانتخابية الرئاسية. - لم نوار الثوار الثرى وحسب وانما أعدنا أركان النظام الساقط للحياة.. وبدا حديث الإفك والعفو والتصالح - على الدم!! - وليس هذا وحسب بل عاد «التلفزيون» إلى سيرته الأولى ليصبح تلفزيونا ممسوخا لا طعم له ولا لون ولا رائحة للجهد والعرق والصدق.. ليس تلفزيونا للدولة المصرية ولا يستطيع حتى منافسة قناة خاصة حديثة.. واستبدلنا ب «الاخوان والسلفيين» «الحزب الوطنى».. وما أسوأ من «سيدى إلا ستى».. فتحنا مكلمة لا طائل من ورائها ولا محاسبة.. توارى الثوار وعاد رجال الزمن الماضى إلى الواجهة.. وعاد القضاء كما كان.. مقيدا من السلطان.. موجها من الحكام وفضيحة عبد المعز مازالت ماثلة للأذهان.. اختنق الثوار وكبت صوتهم وعلا صوت البلطجية وعلا صوت الفلول وأذناب الحزب الوطنى ومحاميه وضباطه وعسكرييه والذين امتلأت بهم الفضائيات والميادين وباتوا يحكمون ويتحكمون(...)!! - بعد أن قرأت: كل هذا سيدفعك لتطرح تساؤلات جديدة كل لحظة.. أقلها الاسئلة عن المجلس الأعلى قد تسأل لماذا يفعل كل ذلك ولماذا لايبرئ ذمته أمام الله والشعب والتاريخ من تهمة مساندة وحماية هذا النظام الساقط وأتباعه وأذنابه.. ولماذا لا يمتنع عن التستر عليه وعلى جرائمه حتى لا تطوله اتهامات قد تؤذى سمعته.. لكن مع الأسف هذه أسئله بلا اجابة فهو مصر على حمايتهم أما الثوار فثورتهم مستمرة ولذا فهم لا يكفون عن وصمهم بأنهم «كاذبون» ويؤكدون أنهم على القصاص «مصرون»!!