رأت مجلة "التايم" الأمريكية أن جماعة الإخوان المسلمين تواجه تهديدا على جبهتين يقوض قبضتها على الحياة السياسية في مصر الجديدة، فمن جهة استقال سياسيين ليبراليين من لجنة صياغة الدستور احتجاجا على هيمنة الإسلاميين عليها مما أضر بمصداقيتها، والأكثر خطورة هو إصدار الجيش تهديدا مستترا للجماعة إذا استمرت في مطالبها بتشكيل حكومة جديدة. وقالت الصحيفة إن القوى الإسلامية تواجه رد فعل عنيف على الجبهتين ، مشيرة الى إن تحذير العسكري للاخوان يشير إلى تزايد احتمال المواجهة بين الإخوان والجيش، الذي برز بوصفه المؤسستين الأقوى في مصر منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، موضحة ان القوتين انتقلوا من التعاون إلى التصارع على الموقف، فقد كانت الاخوان تطالب بإقالة رئيس الوزراء حتى يتمكنوا من تشكيل حكومتهم، ولكن الجيش رفض بشدة، كما أنهم استخدموا قوتهم في البرلمان لإنشاء لجنة دستورية ذات غالبية إسلامية، ومنحهم السيطرة على كتابة الدستور الجديد. ولفتت الصحيفة إلى أن تصاعد التوتر بين الجيش الإخوان من جهة، والإخوان والليبراليين من جهة أخرى يهدد انتقال البلاد إلى الحكم المدني، فقد يدفع بالجماعات الليبرالية والعلمانية إلى الشارع مرة أخرى بعد أشهر من الهدوء، وانسحابهم من لجنة صياغة الدستور يدل على أن العلاقات بين الجانبين قد توترت بحيث لا يمكن التقارب بينهما قريبا.