كتب: باسل عاطف جريمة لا يمكن أن ينساها المصريون على مر التاريخ، فهي واحدة من أبشع المجازر التى ارتكبتها القوات الإسرائيلية على الإطلاق، حيث قامت بقتل ما يقرب من 30 طفلا مصريا وإصابة 50 اَخرين من خلال قصفهم بالطيران وهم داخل مدرستهم بمنطقة بحر البقر التابعة لمحافظة الشرقية. ويحل اليوم الذكري ال48 على حادث مجزرة مدرسة بحر البقر. تفاصيل الواقعة في صباح الثامن من أبريل عام 1970 قامت القوات الجوية الإسرائيلية بشن هجوم دموي على مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية، حيث قصفت طائرات الفانتوم المدرسة بالكامل، ما أدي إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين، ومن حسن الحظ أن عدد الحضور 86 تلميذاً فقط في هذا اليوم. رد فعل المجتمع الدولي وبالرغم من حالة الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العالمي، إلا انه كان سلبيًا بالنسبة لحجم الكارثة، ولكن اَثاره بدأت تظهر فيما بعد من خلال إجبار الولاياتالمتحدة على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، بالإضافة إلى أنه أجبر إسرائيل على تخفيف حدة غاراتها علي المواقع المصرية. إسرائيل تبرر بررت إسرائيل فعلتها القبيحة وأعلنت أنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية، فكان لابد من قصفها مهما كان الثمن، مضيفة أن مصر كانت تستخدم الأطفال للتمويه ومن ثم تقوم بتدريبهم على حمل السلاح والقتال وأن الأطفال كانوا يرتدون زي "كاكي" الخاص بالجيش. رد فعل مصر في صباح يوم الحادث قطعت الإذاعة المصرية بثها وأعلنت عن تفاصيل المجزرة، ونددت بالهجوم واصفه إياه بغير الإنساني، موضحه أن هدفه ما هو إلا إخضاع مصر وإجبارها علي وقف الهجمات التي تشنها خلال حرب الإستنزاف والموافقة على مبادرة "روجرز" لوقف إطلاق النار. وقام حينها وزير الخارجية المصري بعقد اجتماع موسع لسفراء الدول الأجنبية في مصر، بالإضافة إلى أن حسن الزيات، مندوب الجمهورية العربية المتحدة في الأممالمتحدة، قام بإرسال مذكرة رسمية إلى "رالف باتش" مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة لإبلاغه باحتجاج مصر الرسمي ومطالبته باجتماع عاجل للدول الأعضاء. أطفال المدرسة يحتجون وكان رد فعل أطفال مدرسة بحر البقر الذين لم يُصابوا في الحادث إيجابي وقوي، حيث بعثوا رسالة إلى "بات نيكسون" زوجة الرئيس الأمريكي وقتها "نيكسون"، وسألوها إذا كانت تقبل أن تقوم طائرات الفانتوم بقصف أطفال أمريكا؟!. "آمي حاييم" تقر بقصد قصف المدرسة وفي أعقاب حرب أكتوبر 1973 وبعد أن أسقطت القوات الصرية طائرة إسرائيلية فوق بورسعيد، كان من بين الأسرى الإسرائيليين كابتن طيار تُدعى "آمي حاييم" حيث اعترفت بمشاركتها في قصف مدرسة بحر البقر، وأقرت أنهم قصفوا المدرسة عن عمد وأنهم يعلمون أن المدرسة ليست منشأة عسكرية كما أزعموا. أهالي الضحايا يطالبون إسرائيل بدفع تعويضات وفي أكتوبر 2013 قام العديد من ضحايا الحادث برفع دعوى قضائية مطالبين إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابي المجزرة ماديًا ومعنويًا بما لا يقل عن التعويضات التي حصلت عليها إسرائيل عما يسمى بالهولوكست من ألمانيا.