يعد المتحف المصري بالتحرير واحدًا من أهم متاحف العالم، حيث يتميز باحتوائه على آلاف القطع الأثرية التي ترجع إلى كل العصور الفرعونية، ومع إنشاء المتحف المصري الكبير بالهرم تم نقل أعداد هائلة من الآثار الموجودة بالمتحف المصري لإثراء المتحف الكبير بها. وجاء على رأس هذه القطع الأثرية مجموعة آثار الملك توت عنخ أمون التي كانت تحتل مكانة متميز بالمتحف المصري، وكان يأتي ملايين الزوار من الأجانب والمصريين لمشاهدتها والتمتع بجمالها. وأكد محمد علي مدير المتحف المصري، أن نقل مجموعة توت عنخ أمون لم تؤثر إطلاقًا على عدد الزوار، لأن المتحف المصري مازال محتفظ بمكانته عالميًا كونه واحدًا من أكبر متاحف بالعالم، بل ويتميز عنها لأنه دار خصصت لعرض الآثار المصرية، ويضم مجموعة فرعونية كبيرة من كل العصور، مؤكدًا عزمه على إنشاء متحف في جميع محافظات مصر. وأضاف علي، خلال حواره مع "بوابة الوفد" أنه تم نقل حوالي 10 الآلف قطعة أثرية حتى الآن من المتحف المصري للمتحف الكبير، ومن المحدد نقل حوالي 40 ألف قطعة أثرية أخرى تباعاً في الفترة المقبلة، لافتاً إلى مصير تمثال بسماتيك الأول الذي تم وضعه في حديقة المتحف استعداداً لنقله للمتحف الكبير بالهرم لأنه تمثال ضخم. وإلى نص الحوار:- س/ كيف سيحافظ المتحف المصري على بريقه بعد نقل مجموعة أثار توت عنخ أمون للمتحف المصري الكبير المتحف المصري يضم ما يقرب من 150 ألف قطعة أثرية من كل العصور إبتداءاً من عصور ما قبل التاريخ حتى العصور اليونانية والرومانية، مروراً بالعصر العتيق وعصر الدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة وأيضاً العصور المتأخرة، وبالتالي المتحف يحوي أثار من كل العصور وأهم تماثيل ملوك مصر الفرعونية، وبالطبع مجموعة توت عنخ أمون مهمة لكن من وجهة نظري نقلها لا يؤثر على محتويات المتحف المصري؛ لأنها واحدة من المجموعات الهامة بالمتحف. كما أننا نمتلك مجموعات أثرية في غاية الأهمية لملوك مصر، ومن الضروري أن نثري بها المتحف الكبير؛ لأنه سيكون متحف عملاق مثلما كان المتحف المصري بالتحرير وقت افتتاحه عام 1902، وبالتالي المتحف الكبير سيكون أهم حدث عالمي في عامي 2018-2019، ونقل مجموعة توت ستضيف للمتحف الكبير، ولكن المتحف المصري سيحافظ على بريقه وأهميته كقلعة للأثار المصرية من خلال عرض مجموعات أثرية أخرى لا تقل في أهمية. س/ من سيتصدر المشهد ويعوض غياب مجموعة توت عنخ أمون؟ نعمل الآن على تجهيز مجموعة من الآثار بالمخازن لعرضها ومن ضمن المجموعات الهامة مجموعة أثار يويا وتويا، بالإضافة لكثير من اللوحات الأثرية أهمها لوحة نارمار أول ملك لمصر الموحدة والتي تحكي قصة توحيد القطرين، والاحتفاظ أيضاً بتماثيل زوسر ومنكاورع وخوفو وخفرع، وتماثيل رمسيس الثاني وسنوسرت الأول وسنوسرت الثالث. وجميع الآثار المهمة ستظل بالمتحف المصري، ولكن التي ستنقل للمتحف الكبير هي الآثار المكررة أو المخزونة ولم تأخذ حقها في العرض لان المتحف مكدس جداً، وبالتالي سنعرض الآثار لتأخذ كل قطعة حقها في العرض، كما ان الفترة القادمة سوف ننشئ متحف في كل محافظة في مصر حتى يتطلع المصريين على تاريخهم وتظل أثار أجدادهم أمام أعينهم مما سيضفي قيمة الآثار المصرية، وسيظل المتحف المصري لكل من يريد معرفة تاريخ مصر ورؤية أثارها وملوكها. س/ كم عدد القطع الأثرية بالمخازن؟ وكيف سيتم استغلالها؟ لدينا أكثر من 150 ألف قطعة أثرية والموجود بالمخازن أضعاف الموجود بالعرض المتحفي، ولذلك نحاول نقلها للمتحف الكبير حتى تأخذ حقها في العرض وتظهر أمام الزوار، مع الحرص على التوازن بين المتحفين للحفاظ على أهمية المتحف المصري لأنه أول متحف في مصر والشرق الأوسط تم البدء في بناءه عام 1898 حتى عام 1901، وأفتتح في 15 نوفمبر 1902 وكان أول مبنى في مصر بالخرسانة المسلحة. وأصبح الآن مبنى المتحف أثري نظرًا لمرور أكثر من مائة عام عليه، وبالتالي نحن لا نستطيع لمس جدرانه إلا بإذن من الوزارة والإستعانه بلجان متخصصة . س/ كيف سيكون سيناريو العرض المتحفي الجديد ؟ نحن الآن نعمل على تجهيز العرض المتحفي وانتهينا من 90% من الإضاءة الحديثة، بالإضافة للانتهاء من مجموعة كبيرة من بتارين العرض مع الاحتفاظ بالقديم لأنها تعتبر أثار هي الأخرى لأن هناك بتارين منذ عام 1850 عندما كان المتحف يقع في مقره القديم ببولاق. ونعمل أيضاً في مشروع هدفه الاساسي لإعادة المتحف لألوانه القديمة من خلال ترميم الجدران لعودة الألوان القديمة لرونقها، حتى يصبح المتحف درة وقلعة تليق للأثار المصرية، لأن زائر المتحف المصري يزور التاريخ كله. س/ كم عدد الآثار التي سيتم نقلها للمتحف الكبير في الفترة المقبلة؟ تم نقل حوالي 10 الآلف قطعة أثرية حتى الآن من المتحف المصري للمتحف الكبير، ومن المحدد نقل حوالي 40 ألف قطعة أثرية أخرى تباعاً في الفترة المقبلة، وهناك فريق يعمل الآن لنقل بقية أثار توت غنخ أمون من الأقصر، استعدادًا لافتتاح المتحف جزئياً تزامناً مع نهاية عام 2018. س/ ما تأثير الفترة المسائية على زيادة الموارد المالية؟ الفترة المسائية لها دور كبير في زيادة الدخل، لأنها أفسحت المجال أمام السياح والمصريين لزيارة المتحف، وتم تخصيص يومي الأحد والخميس من كل أسبوع للفترة المسائية يستأنف المتحف عمله من الخامسة والنصف مساءاً، ويظهر في غاية الجمال، والمتحف المصري له أهمية كبيرة في الدخل القومي للدولة وموقعه يعطي أهمية للمنطقة المحيطة به. س/ ما مصير تمثال بسماتيك الأول؟ سيذهب للمتحف الكبير ولذلك تم وضعه في حديقة المتحف استعداداً لنقله لأنه تمثال ضخم، وعملت شركة المقاولين العرب على وضع خطة لتحريك الآثار الضخمة ونقلها حرصاً على سلامة الأثر، وحتى الآن لم يتم تحديد مكان بسماتيك الأول بالمتحف الكبير. س/ هل أثرت الأثار التي نُقلت للمتحف الكبير على عدد زوار المتحف المصري؟ لم تؤثر إطلاقاً على عدد الزوار، لأن المتحف المصري مازال محتفظ بمكانته عالمياً كونه واحداً من أكبر المتاحف بالعالم، بل ويتميز عنها لأنه دار خصصت لعرض الآثار المصرية، ويضم مجموعة فرعونية كبيرة من كل العصور. س/ كم عدد زوار المتحف يومياً؟ يقدر عدد الزوار من 4000 الى 5000 زائر يومياً، وتعد نسبة الأجانب أكثر من العرب والمصريين، وتحتل دول شرق اسيا المرتبة الأولى من الزوار الأجانب للمتحف، وأتمنى عودة السياحة الروسية لأنها كانت من أوائل الدول في السياحة المصرية. س/ ما هي خطة تطوير المتحف خلال عام 2018؟ المتحف في تطور دائم وحالياً نقوم بعقد معارض مؤقته، نعرض من خلالها لأول مرة قطع أثرية جديدة في يوم الخميس من كل أسبوع، وذلك بهدف تنشيط السياحة وجذب الزوار، بالإضافة لتجديد الجدران والأرضيات، وقد حصل كل العاملين بالمتحف على دورات في العرض المتحفي ويقوم كل قسم بتقديم خطة للعرض بعد تحريك الآثار للمتحف الكبير. س/ هل أنت راضي عن قطاع الأثار بمصر في الفترة الحالية؟ بالتأكيد راضي عن قطاع الآثار نظراً لاهتمام الدولة، وإنشاء كليات لدراسة الآثار وتخريج جيل من الأثريين، نحن الآن أصبحنا نعتمد على أنفسنا مقارنة بالماضي كان الأجانب هم الذين يتولون شئون أثارنا، نحن نجحنا أن نجعل المصريين يطلعوا على أثار أجدادهم ويعتادوا عليها ويهتموا بها أيضاً لأن أكثر ناس هيحافظوا عليها هم أصحابها.