ماذا حدث للوزراء؟ يوجد شىء ما يجعل معظمهم لا يعملون كما يجب، ولا يريدون أن يتحملوا أي مسئولية، بل أري أن بعضا منهم نسي أو تناسي انه يحمل حقيبة وزارية، ولا أدري من هو هذا الشيء الذي يجعلهم لا يعملون هل هو الطرف الثالث الذي يتحمل مسئولية كل الفوضي التي لحقت بنا منذ اندلاع ثورة 25 يناير العظيمة، أم هو اللهو الخفي. أم أن كائنات من السماء هبطت علي الأرض، وأظهرت العين الحمراء للوزراء وحذرتهم من العواقب السيئة، إذا تبنوا مطالب الثورة، ونفذوها، وقاموا عليها. حقيقة لا أدري سر هذا الكسل للوزراء والمحافظين، أزعم أن الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء يعمل ولا يكل رغم كل الظروف والاعباء وصعوبة الاجواء الجارية، أما الوزراء فلا عذر لهم، بعضهم إذا تكلم لم يصدقه أحد، وإذا وعد تباطأ في التنفيذ، وإذا قرر أن يعمل بجد، يتراجع فجأه وبدون أسباب، ونفس الكلام ينطبق علي المحافظين، بعضهم متكاسل والاخر مهمل، والثالث لايعمل وينتظر الرحيل في أي لحظة، وهذه الحالة الغريبة التي اصابت عددا من الوزراء والمحافظين، لا تخفي علي الدكتور كمال الجنزوري أو علي المجلس الاعلي العسكري، ومع ذلك أري إصرارا علي بقاء مثل هؤلاء الوزراء والمحافظين، وكأن الزمان لا يجود بمثلهم، أو أن مصر نضبت من الكفاءات، من يرضي بالوضع الذي وصلت اليه الامور في العديد من قطاعات الدولة، الازمات تلاحقنا في كل مكان، لا بنزين ولا سولار ولا بوتجاز ولا فرص عمل جديدة ولا تقدم في أي شيء في هذا البلد، لماذا إذن نصمم علي بقاء عدد من الوزراء والمحافظين وعدد من كبار الموظفين في الجهاز الاداري للدولة، وهؤلاء يسيطرون علي هذا الجهاز، رغم قضايا الفساد المتورطين فيها، هؤلاء ياسادة مازالوا يتمتعون بكل المزايا ويحصلون علي امتيازات نادرة في كل شيء، وكأن الحزب الوطني المنحل مازال يحميهم، الثورة قامت من الظلم الاجتماعي والفساد المالي والاضطهاد البوليسي، ورغم ذلك فلا أحد يشعر بأي تحسن، الوجوه كما هي، والسياسات كما هي، والافكار كما هي، وتصريحات المسئولين كما هي، لا أحد يصدقها، ولا احد يثق في تصريحات الوزراء وكبار المسئولين، والسؤال: لماذا الاصرار علي بقاء الحكومة نفسها طالما ان «الجنزوري» مصمم علي بقاء وزراء الازمة، لا احد يصدق كل ما يقال من الوزراء عن حل ازمة البنزين والسولار والبوتجاز، بعد كل تصريح تزداد الازمة، وتتعقد، وكأن الحكومة تريد أن تقول للناس ليس في الامكان ابدع مما كان، نفس منطق حكومات عصر مبارك، وأسوأ. إذا جاز التعبير، ربما يقول قائل أن الشعب لا يعمل ويريد أن يحصل علي الأجرة قبل ان ينتج، وأقول أن ذلك صحيح ولكن لماذا لا نقول إن النظام الحالي لا يريد أن يطهر الدولة من الفساد، ويعاقب الفاسدين، ويثيب المتميزين، قبل أن نطالب الكسالي بالعمل، إذا رأي المتكاسل أن الدنيا اتغيرت فعلا، فإنه سوف يتغير، ولكن ان نطالبه بأن يجتهد في عمله. وهو يري الفساد الذي حوله لم يتغير قبل أو بعد الثورة، عندئذ يشعر بالظلم والحسرة، ونحن هنا لا ندع الي الكسل ولكن ندعو الي العمل الجاد والمتواصل، في كل الاحوال ، ما نقصده أن هناك من الوزراء وكبار المسئولين، وبقايا الفلول، من يتصرف وكأنه لم تقم ثورة، وأن النظام المخلوع مازال في السلطة، وللأسف مازال الآلاف من المستشارين يقبضون من أموال وقوت الشعب عشرات الملايين من الجنيهات شهريا، دون أن يقترب منهم أحد، رغم أن «الجنزوري» في يده أن يغلق هذا الملف نهائيا ويسرح المستشارين، وفي يده ايضا أن يغلق ملف صناديق الخدمات بالمحافظات، وبالتالي ينهي عصر النهب من أموال الغلابة، وتعود المليارات المنهبة الي خزانة الدولة، ويعاد توزيعها علي المرافق والخدمات، وعلاج الناس وتشغيل العاطلين الي جانب العديد من الخدمات الضرورية التي حرم منها الشعب.