كتبت- دعاء العزيزي: إذا غزا الطمع والحقد قلب الإنسان هانت في عينيه أغلى الأشياء ثمنًا وهي صلة الرحم، فلا يوجد أشد وطأة على القلب من طعنتها فأن وجعها قاتل، فيصبح لا أمان بين الأشقاء. مع سكون الليل جلس «سعيد» خلف جدران غرفته يفكر ونيران الطمع تأكل قلبه، حتى تملك منه شيطانة وقرر إنهاء حياة شقيقه حتى لايشاركه في الميراث، وبدأ يضع خطته الشيطانية لإنهاء حياة أقرب الناس إليه ليصبح الميراث كاملًا له، ناسيًا الدماء التي تجري بعروقة وتجرد من كل معاني الإنسانية وسيطرت عليه فقط أغراضه وحبه للذة المال وحياة الرخاء. مع شروق شمس اليوم الجديد سطر الأخ النهاية وأطلق على شقيقه الأكبر الرصاص، دون أن يصبه الندم على مافعل وفر هاربا وتركه غارق بدمائه. بدأت الحكاية عندما توفي الأب تركًا ثروة وولدين "صلاح الأبن الأكبر" و"سعيد"، كان يعتقد أن المال سوف يؤمن حياتهم من غدر الزمان ولم يدر بخلده أن المال سوف يكون بوابة جهنم عليهم، فبعد وفاته ملئ الطمع قلب "سعيد"، والذي قرر إنهاء حياة شقيقه الأكبر حتى تكون الثروة ملك له وحده، حدث مشادات كثيرة بينهما، حاول الأهل التدخل لتهدأة الحال إلا أن محاولتهم جميعا بائت بالفشل، وفي أحدى جلسات الصلح التي عقدها الأهل ذهب "سعيد" إلى منزل شقيقه بصحبة أقاربه لإنهاء الخلاف، إلا أن المجنى عليه طرده من منزل، فشبت بقلب سعيد النيران وهدد شقيقه بالقتل أمام الجميع إلا أنه لم يأخذ هذا التهديد على محمل الجد، ولم يتخيل أن مهما اشتد الخلاف بينه وبين شقيقه أنه ممكن أن يقتله. عاد "سعيد" إلى منزله والغضب يسيطر عليه، فقرر إنهاء حياة شقيقه حتى تهدأ نيران الغضب التي ملأت قلبه، ولم يعلم أن هذه النيران سوف تحرقه، حيث أحضر سلاح ناري وتتبع شقيقه أثناء مروره بأحد الشوارع الهادئة، وأطلق عليه وابلًا من الأعيرة النارية التي اسقطته قتيلا وسط بركة من الدماء أمام نجله، وفر القاتل هاربا. وبعد اكتشاف الواقعة، أُلقى القبض على المتهم لينال جزائه على فعلته الشيطانية، فلم ينفعه المال ولم يساعده على الإفلات بجريمته، وإحالته النيابة العامة لمحكمة الجنايات. وكان قسم شرطة المرج قد تلقى بلاغًا من الأهالي بالعثور بمقتل شخص على يد شقيقه، وبالانتقال والفحص عثر على جثة"صلاح"49 عاما، وتبين أن شقيقه "سعيد" 34 عاما، وراء ارتكاب الواقعة لوجود خلافات بينهم حول الميراث. عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم وبحوزته السلاح المستخدم في الواقعة، وبمواجهته اعترف بقتله لشقيقه انتقاما منه وطمعا فى الميراث. بعرضه على النيابة العامة قررت إحالته الى محكمة الجنايات. وأثناء حديث المتهم خلف قفص الاتهام، ملأت الدموع عينيه وبصوتا خالطة الأسى والحسرة على حالته، بدأ حديثه بالندم على قتله لشقيقه مبررا فعلته بأن الشيطان سيطر عليه. وقررت محكمة جنايات شمال القاهرة بالعباسية، إحالة المتهم لفضيلة المفتى لإبداء الرأى الشرعى فى إعدامه.