تحول حب المال إلي طوق يمسك الشيطان من خلاله بتلابيب البشر يحركه كيفما يشاء, فذلك الرجل الخمسيني دهس أواصر الرحمة والمودة بنعل حذائه, ولم يشعر سوي بطوق الشيطان الملتف حول رقبته. دبت الخلافات في المنزل واشتعلت النيران في ذلك المنزل الصغير بعد وفاة الأب, وترك ميراثا من الأموال والأراضي لثلاثة من أبنائه رجلين وامرأة, ولكن كان هذا الميراث بمثابة اللعنة التي حلت علي المنزل, وأشاعت روح الفرقة, وهانت الدماء التي تجري في عروق الأشقاء. حول المال ابراهيم إلي شيطان يلهث وراء تحقيق رغباته الطامعة في كل شيء يسير بشكل آلي دون مشاعر ليصل إلي هدفه, ويستحوذ علي نصيب شقيقته من الميراث. لم ترضخ الأخت للوضع الأخير, وطالبت شقيقها أكثر من مرة بحقها في الميراث, ولكنه لم يكترث ولم يلن قلبه لتلك المطالبات. ظلت نداءات شقيقته بحقها في الميراث شبحا يطارده في كل مكان, ويمنعه عن رغبته في الاحتفاظ بالمال لنفسه لإشباع رغباته حتي فاض به الكيل, وقرر أن يحدد نهاية لذلك حتي لو ضحي بكل شيء حتي الرابط والمشاعر التي تربطه بشقيقته وأخيه. وأجهز الشيطان علي عقله وسولت له نفسه قتل شقيقته بعد أن وجد حجة واهية لتبرير فعلته الإجرامية بأن اتهمها بسوء السلوك, ومن ثم يحصل علي المال ويحتفظ بالميراث لنفسه. وفي اليوم المشئوم وأمام ملأ من الناس استوقف الرجل شقيقته, وسدد لها3 طعنات نافذة أودت بحياتها, ولكن النهاية لم تكتمل فالشقيق الآخر هو من قام بالإبلاغ عن شقيقه ليقبع في السجن, ويسدل الشيطان ستار المسرح الذي ملأه بالحقد بعد أن زرعه بين الأشقاء وزين له حب المال. كان اللواء يونس أحمد الجاحر مدير أمن الفيوم قد تلقي إخطارا من مدير مستشفي أبشواي المركزي يفيد بوصول وفاء.م50 سنة ربة منزل, مصابة بثلاث طعنات بالصدر والبطن واشتباه نزيف داخلي بالبطن, مما أدي لوفاتها وقام شقيقها جمعة48 سنة, فلاح, ومقيم في أبشواي بتحرير محضر واتهم شقيقه ابراهيم52 سنة, عامل المقيم بنفس القرية بقتل شقيقته. وأكدت تحريات المباحث صحة الاتهام حيث استوقف المتهم شقيقته الكبري أثناء استقلالها دراجة بخارية, خلف أحد الأفراد, وطعنها بمطواة أمام المارة, وتوصلت التحريات إلي أنه قتلها بعدما طالبته بميراثها بينما قال المتهم في اعترافاته إنه قتل شقيقته لشكه في سلوكها, وأحيل إلي النيابة التي أمرت بحبسه15 يوما علي ذمة التحقيق.