كتب - محمد التهامي رقد الأب على فراشه بعد أن أصابه المرض يودع أسرته بنظرات الوداع الأخيرة..محتضناً بنتيه بين زراعيه ، يهمس ويتمتم بكلمات تخرج منه شفتاه بصعوبة، موصيًا ربة المنزل "الأم" بالحفاظ على بيته وبناتها من بعده "أنا خلاص هموت.. خلي بالكم من بعض.. وصيتك البنات خليهم يكملوا تعليمهم"، بهذه الكلمات ودع الأب أسرته وانتقلت روحه لخالقها مفارقًا الحياة لمثواه الأخير. لم يمهل القدر "الاب" أن ينعم بمنزله الجديد الذي انتهي من بنائه، ترك وراءه مسئولية عرضه وشرفه في عنق زوجته، التي لم تكن علي قدر تلك المسئولية، وسرعان ما نقضت الوعود التي أوصاها بها الزوج. لم تهتم ببنتيها "أمل" وسلوي اللتان تركهما لها الزوج أمانة تحافظ عليها؛ ولكن الزوجة القت كل ذلك وراء ظهرها وانصاعت وراء شهواتها ورغباتها الدنيئة، سلكت مسلك الحرام، وما أن وقعت في شباك أول عشيق تغزل في جسدها، وجدت فيه فارس احلامها الذي سيعوضها حنان الزوجية وفقًا لظنونها وشياطينها، تطورت بينها وبين عشيقها العلاقة الي ان وصلت لحد ممارسة الرذيلة. لم تخجل "الأم"من تصرفاتها المراهقة، وتعود بذاكرتها الي الوراء ولو للحظة تتذكر وعود ووصايا رب الاسرة المتوفي، سارت في الحرام دون الاهتمام ببنتيها اللتان هما في أشد الأحتياج للقدوة الحسنة والنصائح الرشيدة من الام وخاصة انهما لا يملكون غيرها، ولكن عندما ينصاع الانسان وراء شهواته يضحي بأي شي مهما اقرب الناس. وحدثت الطامة الكبرى؛ دخلت الفتاتان ذاتٍ مرةٍ فوجداها في وضع مخل بالآداب؛ أصيبت الفتاتان بالحسرة والذهول من افعال والدتهما، لم تجدا أمامها سبيلا غير مواجهة "الام" بما تفعله من كوارث، ملقين اللوم والعتاب لها "أنتِ مش أم.. هي دي وصية بابا.. حرااام عليكي اللي بتعمليه فينا". تركوا لها المنزل وتوجهوا لبيت عمهما الذين وجدو فيه حنان الأبوة الذين حرمنا منه، وقامتا بتحرير محضر بما تفعله الأم، ورفعوا قضية ضدد الأم الخائنة، وأكدت الفتاتان أمام المحكمة في القضية رقم 4349 بمحكمة السويس الابتدائية، بكافة تفاصيل ما تفعله والدتهما، وقيامهما بمواجهتها أكثر من مرة، ولكنها دائمًا ما رفضت التراجع، مما دفعهما للإقامة مع شقيق والدهما. واشتكتا الفتاتان للمحكمة قائلتين "منذ وفاة الأب ظهرت على أمهما تصرفات تكشف ارتباطها بأحد الأشخاص ثم تطور الأمر بظهور شخص آخر، مؤكدة أنه تم ضبط أحد هؤلاء الأشخاص مع والدتها يمارسان الرذيلة فى سرير غرفه نوم والدهما.. انهارت شقيقتي تماما، مع مشاهدتها هذا الموقف، ولكن للأسف لم تتراجع والدتى". وانهار الفتاتان باكيتين امام المحكمة مطالبتين القاضي بإصدار حكم "بطرد والدتهما خارج المنزل لأن ما فعلته هو إهانة لوالدهما المتوفى قائلتين"مش عاوزينها ..متنفعش تكون أم".