قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن السعودية بدأت تحل محل مصر في قيادة المعسكر المعتدل بالعالم العربي مع انشغال مصر بعد الثورة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، فالرياض تعتبر حاليا أبرز حلفاء أمريكا في المنطقة، فضلا عن المساعدات التي تقدمها لكبح النفوذ الإيراني، وتدخلها لحل المشكلات التي تعانيها شعوب المنطقة فدورها من الأزمة السورية واضح، وقبله حلها للأزمة اليمنية. وأضافت الصحيفة في مقال نشرته للكاتبة سيمدار بيري محللة الشئون العربية: "ليس من المبالغة القول إنه في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، بدأت السعودية رويدا رويدا تحل محل مصر في زعامة العالم العربي، وذلك جراء انشغال مصر كلياً بنفسها وأوضاعها الداخلية". وتابعت: "إن هذا الأمر ينعكس أكثر من أي شيء آخر من خلال إبراز السعودية تحالفها الوثيق مع الإدارة الأمريكية من جهة، ومن الأخرى من خلال تقديمها المساعدات المتعددة إلى القوى التي تحاول أن تكبح تغلغل النفوذ الإيراني في المنطقة، وأن الإشارات التي تدل على هذا الأمر كثيرة، ومنها، قيامها بتوفير ملجأ سياسي للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وتمهيد الأجواء لتسلم حركة "النهضة" الإسلامية مقاليد الحكم في تونس؛ وإنقاذ حياة الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح والحرص على أن يسلم "مفاتيح" الرئاسة في بلده لزعيم حركة "الإصلاح" التي اشتد عودها في السعودية؛ وإرسال قوة عسكرية سعودية للبحرين لمنع سقوط النظام الملكي في قبضة نظام آيات الله في طهران. وأوضحت أن السعودية اقترحت على العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مساعدات بملايين الدولارات للحفاظ على استقرار عرشه، لكن هذا الأخير أثار غضبها ولم يخرج الاقتراح إلى حيز التنفيذ، في الوقت نفسه لم يعد في الإمكان إخفاء أن السعودية تتبنى موقفا مناهضا لإيران، فالاستخبارات السعودية هي التي كشفت مسار تهريب الأسلحة والوسائل القتالية من إيران إلى نظام بشار الأسد في سوريا عبر الأراضي العراقية، ونقلت هذه المعلومات إلى أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وكانت السعودية أول دولة عربية تغلق سفارتها في دمشق، في الوقت الذي تجري فيه في الرياض عملية بحث عن وريث محتمل للأسد.