نصحت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية العرب والعالم الذي يرغب في إيجاد حل للازمة السورية بطرق الأبواب الروسية والصينية، لأنهم الوحيدين الذين يحملون كلمة السر الخاصة بالرئيس بشار الأسد، والقادرون على إيقاف المذابح التي يرتكبها ضد شعبه. وقالت الصحيفة يمكن القول إن الرئيس السوري بشار الأسد على حق عندما يقول إن أي زعزعة كبيرة للأوضاع في بلده ستحدث زلزالا عالميا يتجاوز حدود منطقة الشرق الأوسط، ذلك بأن الصراع الدائر في سورية متعدد المستويات، ويقف في صلبه الصراع الإقليمي بين السنة والشيعة بشأن الهيمنة على المنطقة، والصراع العالمي بين الغرب من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى. وأضافت إنه لا شك في أن سقوط نظام الأسد سيشكل ضربة مؤلمة لإيران، وربما يتسبب باضطرارها إلى التخلي عن برنامجها النووي كي نحافظ على بقائها. لكن في حال بقاء نظام الأسد فمن المتوقع أن يستأنف الصراع بين الأقطاب في العالم بقوة أكبر ، وأن تسجل إيران إنجازا كبيرا لمصلحتها،وما يجب الانتباه إليه هو أن روسيا خسرت خلال العقد الأخير نظامين مؤيدين لها في الشرق الأوسط، هما نظام صدام حسين في العراق،ونظام معمر القذافي في ليبيا، ولذا فإنها لن تسمح بإسقاط نظام الأسد بأي حال وتابعت وهذا يفسر حجم تأييدها له، في الوقت نفسه فإن تأييد روسيا نظام الأسد ينطوي على محاولة من جانبها لتمرير رسالة إلى الغرب فحواها أنه لا يمكن إيجاد حل للازمة السورية من دون التعاون معها ومع الصين، بناء على ذلك، يبدو أن ثمة لإنهاء الأزمة في سورية من خلال تعاون الغرب مع روسيا واستبعاد إيران من الصورة كليا، وذلك في حال مبادرة المسؤولين في كل من واشنطن وموسكو إلى الاتفاق على خطة في هذا الشأن تتيح إمكان دفع مصالحهما قدما. ومن المؤكد أن بلورة خطة من هذا القبيل ستنطوي على فوائد جمة لكل من الدولتين والعالم كله.