في أعقاب النجاح الذي حققته منظومة القبة الحديدية، والتي أصبحت الآن فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية بعد تصديها لحوالي 90% من الهجمات الصاروخية من غزة، تضاربت وجهات النظر الإسرائيلية فيما يتعلق بنجاعة تلك المنظومة ومستقبل حروب إسرائيل المستقبلية، وأكد موقع نيوز وان الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية ستبعد على المدى الطويل المواجهة الحتمية مع غزة لكنها في الوقت ذاته ستجعل الجيش الإسرائيلي جباناً لا يقدر على المواجهات المباشرة، الأمر الذي سيضعف قوته وكفاءته القتالية. وقال الكاتب تومير يسرائيلي في مقاله بالموقع: إن منظومة القبة الحديدية هي منظومة دفاعية رائعة، فخر الصناعة الإسرائيلية، وهي مزيج يجمع بين الإمكانات الإلكترونية الإسرائيلية والميكانيكية والحوسبة، لكن في الوقت ذاته كلما حققت إنجازات ونتائج أفضل على المدى القريب، كلما ترسخ في ذهن قادة إسرائيل أنهم قادرون على المواصلة ليوم آخر من القتال وتصفية المزيد من المخربين –على حد تعبيره- حيث لم تلحق بإسرائيل أية خسائر لا في الممتلكات ولا في الأرواح. وأضاف الكاتب أن الإسرائيليين توقعوا أن العدو سيتعب ويقتنع بضرورة الحوار وخيار السلام، لكن هذا لم يحدث، مشيراً إلى أن الفلسطينيين لازالوا يتوعدون بأن الجولة القادمة آتية لا محالة، مؤكداً أنه رغم نجاح المنظومة إلا أن الأطفال في الجنوب لا يمكنهم النوم ليلاً، والكبار لا يمكنهم الذهاب للعمل؛ أي أن الرعب لازال قائماً. وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى السلبيات التي يراها في منظومة القبة الحديدية، مؤكداً أن تلك المنظومة الدفاعية ستؤدي إلى إبعاد الجيش عن القتال بشكل يضعف قوة الردع الإسرائيلية. وأوضح الكاتب أن استخدام الجيش الإسرائيلي لوسائل مثل القبة الحديدية، والطائرات الهجومية بدون طيار، والجدران العازلة والروبوت المقاتل وغيرها من الوسائل الإلكترونية، تهدف بالأساس إلى ضرب العدو دون تعريض القوات لخطر، وبحسبه، فإن الفصل والبعد الذي تخلقه تلك الوسائل بين الجيش والعدو سيؤدي في النهاية إلى إضعاف قوة الردع الإسرائيلية وإضاعة الشعور بقدرة الجيش على تنفيذ عمليات مقترنة باحتكاك مباشر مع العدو، وبمنتهى البساطة سيتحول إلى جيش الجبناء. وأضاف الكاتب أن الجيش الإسرائيلي أثناء عملية الرصاص المصبوب توغل في قطاع غزة، ووجه نيرانا مكثفة من الجو، مع المدفعية والدبابات من البر، وسيطر على أحياء كاملة في غزة، لكنه لم يتمكن في النهاية من وقف إطلاق الصواريخ وعمليات تهريب السلاح من الحدود المصرية. ودعا الكاتب الإسرائيلي إلى احتلال غزة كلها في المعركة القادمة، لأن هذا هو الحل الوحيد للقضاء على خطر الصواريخ والإطاحة بنظام حماس وليس منظومة القبة الحديدية، مشيراً إلى أنه كلما استعدت إسرائيل لتلك الحرب، وكلما كانت أكثر إصراراً على تحقيق الأمن الكامل لسكان الجنوب، كلما زادت فرص عدم الاحتياج لمواجهة أخرى مباشرة. وتساءل الكاتب: هل منظومة القبة الحديدية مهمة لإسرائيل؟ وأجاب بنعم على المدى القصير لكنها على المدى الطويل تؤجل المواجهة الحتمية في غزة وتضعف القوة الهجومية للجيش، مؤكداً رغم ذلك على ضرورة تفعيل تلك المنظومة مع تأسيس النظرية الأمنية الإسرائيلية على مطالبة الدول السيادية(مصر والأردن) بالسيطرة على ما يحدث في أراضيها، وكذلك استخدام الجيش الإسرائيلي في المناطق المفتقرة إلى السيادة (غزة ولبنان).