كتبت - أماني زهران: رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الصراع المتصاعد بين تركيا والأكراد منذ أن شنت أنقرة في 20 يناير هجوما عسكريا على منطقة عفرين الكردية السورية - التي يسيطر عليها الميليشيات الكردية وهي وحدات حماية الشعب - يمكن أن يضع نهايته شخص واحد فقط. واستهلت الصحيفة تقريرها قائلة:في الوقت الذي تعتبر فيه وحدات حماية الشعب الكردية أكبر شريك في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش، وتركيا حليف حاسم في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إلا أن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب تتعثر في تلك الأزمة، حيث تجاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نداء الرئيس ترامب لتجنب الأعمال التي قد تهدد الصراع بين القوات التركية والأمريكية ونسف الحملة ضد تنظيم داعش. وتلقي تركيا باللائمة على دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب بسبب انهيار العلاقات الأمريكية التركية. ويأتي العديد من الكوادر العليا في الميليشيات من حزب العمال الكردستاني أو كما يسمى P.K.K.، وهي الجماعة المسلحة التي تشن حملة دموية للحكم الذاتي داخل تركيا. ووضعت الخارجية الأمريكية P.K.K. كمنظمة إرهابية، ولكنها لم تضع وحدات حماية الشعب في القائمة. أما تركيا تصر على أن P.K.K. والميليشيات كيان واحد. وأشارت الصحيفة إلى أن إنهاء صراع حزب العمال الكردستاني في تركيا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعلاقات السلمية مع الأكراد السوريين. وقد جعل أردوغان هذا الأمر صعب. ولكن هناك رجل واحد فقط يمكن أن يساعد في اخراج تركيا من هذه الفوضى، ألا وهو "عبد الله أوجلان". ففي عام 1984، بدأ عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، تمرده ضد تركيا من دمشق بمباركة حافظ الأسد. وفي ذروة التمرد الذي قام به حزب العمال الكردستاني في التسعينيات، كان يعتقد أن ثلث مقاتليه من الأكراد السوريين. وعلى الرغم من مرور 19 عامًا على اعتقال القوات السلطات التركية لأوجلان، إلا أنه لا يزال الزعيم بلا منازع لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب – ويعبر عن ذلك الملايين من الأكراد في جميع أنحاء العالم. وهو يحتفظ بسلطة التفاوض على السلام مع تركيا، كما فعل في عام 2008 مع أردوغان. وقالت الصحيفة: على تركيا وحزب العمال الكردستاني ألا ينتظران حتى يدفع كل منهما ثمن باهظ في الحرب. وعلى الرغم من سلطته، فإن أردوغان لا يزال أكثر الزعماء شعبية وأكثر جرأة في التاريخ التركي الحديث. ويمكن أن ينهي هو و أوجلان هذه الحرب، وأن يتفقا على وقف فوري لإطلاق النار داخل تركيا وسوريا. وختمت الصحيفة تقريرها قائلة: يتعين على تركيا أن تحرر المشرعين الأكراد ورؤساء البلديات من التهم الإرهابية الواهية واستئناف محادثات السلام المتوقفة. في المقابل، فيجب على حزب العمال الكردستاني أن يحرر الأسرى الأتراك وسحب مقاتليه من تركيا لإظهار حسن النية. لكن أردوغان، الذي لا يبدو مائلا نحو حل توفيقي، يبدو كما يعتقد كثيرون أن الأكراد يمكن هزيمتهم بالقوة العسكرية، ولكنهم لن يستطيعوا فعل ذلك.