ماذا تعرف عن "ماسبيرو"؟.. سر اسم المبنى العريق

كتبت- سارة سمير:
على ضفاف النيل في اتجاه منطقة التحرير، يطل مبنى ماسبيرو "الإذاعة والتليفزيون المصري"، قد تمر عليه يوميًا ويطرأ في ذهنك "مين ماسبيرو ده؟".
جاستون كاميل شارل ماسبيرو، ولد عام 1846م لأب غير معروف وتولى تربيته والإنفاق عليه أحد الأشخاص الإيطاليين يدعى ماركو كاميللو مارسوزي، وهاجر إلى فرنسا.
وفي عام 1858 أظهر ماسبيرو حبه للتاريخ وعلم المصريات وحب اللغة الهيروغليفية، بدأ تعلمها في عمر ال12 ليتقن بعدها اللغة العربية، وفي عمر 21 سنة قابل ماسبيرو عالم الآثار أوجوست مارييت الذي أعطاه نصوص هيروغليفية واندهش من ترجمه ماسبيرو لها بعد 8 أيام فقط.
اطلع ماسبيرو على علم المصريات والنقوش المصرية المحفوظة في متحف اللوفر والمسلة المصرية بميدان كونكورد، وبدأ اسمه يعرف في الأوساط العلمية والأثرية بعد ترجمته لنصوص مارييت.
تم اختيار ماسبيرو عام 1869 ليكون معيدًا في المدرسة العملية للدراسات العليا وأوكل مارييت له مناقشة أول رسالة دكتوراه في فرنسا بعلم المصريات "إيجبتولوجي"، وأعجب به علماء الكلية الفرنسية وفكروا في منحه أستاذ علم المصريات ولكن صغر سنه كان لا يسمح بذلك، فقرروا منحه لقب أستاذ مساعد لمدة عامين ليشغل بعدها منصب أستاذ علم
المصريات وكان سنه لا يتجاوز ال 26 عاما.
بعد طلب من الحكومة الفرنسية، وصل ماسبيرو إلى مصر عام 1881م، ليشغل منصب مدير مصلحة الآثار المصرية التي كان يرأسها أستاذه مارييت ولكنه مرض وتوفى بعد وصول ماسبيرو ب 13 يومًا، وكانت فرنسا لا تريد فقدان يدها وسيطرتها على مصلحة الآثار التي أسستها وكانت تعد من أهم نقاط قواها ضد النفوذ البريطاني في مصر.
أقام ماسبيرو أول مطبعة هيروغليفية وعربية في مصر، وعمل أيضا أمين المتحف المصري للآثار في بولاق، وكان عمره حينها 34 عاما، وأصدر الخديوي عباس حلمي الثاني فرمانًا بتعيينه مديرًا لعموم المتاحف المصرية ومدير عموم الآثار التاريخية.
من جانب آخر أكمل ماسبيرو حفريات منطقة سقارة ووسع من نطاق البحث، وأنشا المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة، بالإضافة إلى مواصلة حفائر مارييت في معبدي إدفو وأبيدوس وإزالة الرمال عن أبو الهول.
في ذلك الوقت عاش ماسبيرو في عوامة فوق النيل في منطقة خلف مبنى الإذاعة والتليفزيون، وبعد وفاته في 1916م عن عمر ناهز 70 عامًا، تم تسمية الشارع والمبنى باسمه تكريمًا لأعماله الجليلة ومساهمته في البحث عن الآثار المصرية والحفاظ عليها.