وسط تبادل إطلاق الصواريخ المكثف بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن كلا من إسرائيل وحماس لا يريدان الدخول في مواجهة عسكرية شاملة، ولكن هذا لا يعني أن الفلسطينين لن يثأروا لقتلى الغارة الإسرائيلية الأخيرة، مضيفة أن حماس تسمح بالانتقام من إسرائيل ولكن بعد عودة الهدوء إلى قطاع غزة. وأوضحت الصحيفة أن حماس شاركت في عملية توازن دقيق؛ يسمح لحركة الجهاد الإسلامي بالانتقام لمقتل زملائهم في الغارات الجوية الإسرائيلية، ولكن يدعو في الوقت نفسه إلى إعادة الهدوء مرة أخرى إلى القطاع، خاصة بعد الموافقة على هدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بوساطة مصرية أمس. وبرغم استمرار القتال المتبادل بين إسرائيل وقطاع غزة لخمسة أيام متواصلة، مع ارتفاع أعداد القتلى الفلسطينيين من قِبل الغارات الجوية الإسرائيلية، لم تكن هناك أي علامة حتى الآن على أن أيًا من إسرائيل أو حركة حماس تريد مواجهة شاملة مع الطرف الآخر. وأصبحت التوقعات بحدوث مواجهة وشيكة مثل التي حدثت في شتاء عام 2008 و2009 واستمرت لثلاثة أسابيع، غير محتملة، حيث تغير بعض قادة المقازمة القدماء لحركة حماس منذ ذلك الحين، مع بروز عوامل محلية وإقليمية جديدة. من جانبها، أعلن قائد بالجيش الإسرائيلي أن النظام الإسرائيلي الفريد لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى الذي يعرف باسم "القبة الحديدية" اعترض غالبية الصواريخ التي أُطلقت من قطاع غزة منذ بدء أعمال العنف يوم الجمعة الماضي، فاعترضت الصواريخ الدفاعية الإسرائيلية 54 من أصل 70 صاروخا تقريبا أطلقتها حماس وكانت تستهدف المدن الرئيسية في جنوب إسرائيل، مما يجعل لمنظومة صواريخ "القبة الحديدية" تأثيرا كبيرا على تشكيل القتال. كما أدى منع "القبة الحديدية" لعدد كبير من الخسائر والأضرار إلى تخفيض الضغوطات على قادة إسرائيل للشروع في عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة، ويمنحهم المزيد من الوقت ليقيّموا خياراتهم، وفقا لمسئولين وخبراء إسرائيليين.