كتب- أحمد الجعفري: تحدثت الباحثة الإسلامية سميرة عبدالمنعم عن تفسير قوله تعالى "إيلاف قريش"، حيث أوضحت المقصود بمعنى كلمة إيلاف، وعلاقة قبيلة قريش بها، وما تحمله هذه الآية من دروس وعبر. وقالت: كنت أقرأ قوله تعالى (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، ثم تأملت معانى الآيات الكريمة، وكيف أن قريش أنعم الله عليها بنعم عظيمة، من اجتماعهم فى بلدهم آمنين، ورحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف للشام آمنين فى الرحلة، وليست هذه فقط هى النعم، بل إيلافهم هذه النعم هو أكبر نعمة وتفضل من الله عليهم، فيرشدهم سبحانه وتعالى على شكر هذة النعم بأن لا ينشغلوا بها عن عبادة الله وحده. وأضافت: ذكرتنى هذه السورة الكريمة، بحال الكثير منا، فلكل منا نعم لا نستطيع عدها أو إحصائها، فلو نظرنا فى أنفسنا لوجدنا نعم كبيرة غالية، ولكن لكوننا نملكها غفلنا عن قيمتها، ولن يشعر بهذه النعم إلا من حرم منها، فحمدًا لله على العين وغيرك لا يرى فيحتاج إلى من يقوده، وعلى الأذن وغيرك لا يسمع، وعلى اللسان وغيرك لا يستطيع الكلام ليعبر عن ما يريد، وعلى العقل وغيرك مجنون، والابتسامة وغيرك أثقلته الهموم، والصحة وغيرك مريض، حتى النوم وغيرك لا ينام لمرض يؤلمه أو لهموم تشغله، على عمل وغيرك عاطل، على علم وغيرك لا يستطيع حتى القراءة. وتابعت قائلة: لو نظرت حولك، لوجدت أيضًا نعمًا لا تعد ولا تحصى، فالحمد لله على طعام، لباس، بيت وإقامتك فى وطنك وغيرك يفتقد كل هذا، وفيما يحدث لنا فالحمد لله على مرض كفر ذنب، وابتلاء صبرنا عليه واحتسبنا الأجر عند رب العالمين، أو دعوة استجابها لنا الله وتحقق لنا ما كنا نتمنى والحمد لله على نعمة الأبناء وغيرك عقيم، نعمة الوالدين وغيرك يعانى اليتم، والأهل والأصدقاء وغيرك وحيد. وختمت قائلة: البركة فى كل ذلك من أكبر نعم الله علينا، والأهم أن إدراكنا لهذه النعم هو نعمة عظيمة وتفضل من الله علينا أن أرشدنا لقيمتها ولشكرها، ولا نصاب بالبطر، فيجب ألا ننسى شكر هذه النعم، ولا ننسى فضل الله علينا، فنشكر الله على نعمة بتقديرها، فلا نحسد غيرنا، ونهتم بما عندنا، ونغتنم الفرصة، فمن لديه والدين يبرهما، من لديه أبناء يحسن تربيتهم، من لديهم عمل يخلص فيه، من لديه علم يتقنه، من لديه أقارب يصلهم، ومن لديه زوجة يحسن معاملتها.