أعلن نادي الزمالك، مساء أمس الإثنين، عن تعاقده مع الغاني نانا بوكو، قلب هجوم مصر المقاصة، كأول صفقات الفريق الأبيض، خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية، رفقة زميله لاعب الوسط عماد فتحي. أثار التعاقد مع بوكو ردود أفعال متباينة بين جماهير القلعة البيضاء، خصوصًا أن اللاعب يمتلك تاريخًا كبيرًا في الدوري المصري، إلا أنه ابتعد عن المشاركة منذ بداية الموسم. "الوفد" يشرح خلال هذا التقرير أسباب إصرار إيهاب جلال على التعاقد مع المهاجم الغاني، وما الذي ينتظره الزمالك من اللاعب بعد التعاقد معه رسميًا. ميزة التأقلم أصر إيهاب جلال، المدير الفني للزمالك، على التعاقد مع نانا بوكو، بهدف تقليص الفترة التي يحتاجها أي لاعب جديد، خصوصًا إذا كان لاعبًا أجنبيًا، للتأقلم على الأجواء الجديدة، وتنفيذ المهام التكتيكية المكلف بها من مديره الفني. نانا بوكو كان الخيار الهجومي المفضل لإيهاب جلال طوال موسم ونصف قضاها معه في فريق مصر المقاصة، بعد انتقاله قادمًا من الشرطة موسم 2015-2016. تسديدات متنوعة أحد أبرز مميزات نانا بوكو هو إجادته للعب بكلتا القدمين اليمنى واليسرى، كما يجيد التسديد بقدميه بنفس الكفاءة، وهو ما تظهره الأهداف التي سجلها طوال مشواره مع الشرطة، ثم مصر المقاصة. يمتلك بوكو مهارة التسديد من زوايا متعددة، فهو لا يحتاج لأن يكون متمركزًا بشكل عمودي في مواجهة المرمى، كما يمتلك اللاعب الغاني تسديدات متقنة للغاية بباطن قدمه اليمني تحديدًا. خيار تكتيكي مهم نانا بوكو لا يصنف كمهاجم صندوق كلاسيكي، وإنما يجيد اللعب كمهاجم متأخر، كما يشارك أحيانًا على الجانب الأيسر، حيث يجيد التمركز على الأطراف والتحرك إلى عمق الملعب كمهاجم، ما يفتح أمام قدمه اليمنى زاوية التسديد التي يبحث عنها اللاعب. تهديد حقيقي لمهاجمي الزمالك يفضل إيهاب جلال اللعب بطريقة 4-4-2 بعيدًا من شكلها النمطي، وبمرونة وحرية أكبر للرباعي الهجومي في الفريق. جلال حاول إيصال هذه الأفكار للاعبيه قبل المباراة الأخيرة أمام الإنتاج، ووضح خلال المباراة ان باسم مرسي يميل في أكثر من مناسبة إلى الطرف الأيمن، تاركًا العمق لزميله كاسونجو، بجانب انضمام محمد الشامي من الطرف الأيسر إلى عمق الملعب لتشكيل الكثافة المطلوبة داخل منطقة جزاء المقاصة. هذه الفكرة نفسها حاول نيبوشا، المدير الفني السابق، تطبيقها عن طريق توظيف كاسونجو كطرف هجومي أيسر، إلا أن الثنائي باسم وكاسونجو لم ينجحا في تطبيق الفكرة بالشكل المطلوب. على العكس تمامًا اعتاد نانا بوكو اللعب بهذه الطريقة، والتحول إلى مركز المهاجم عند استلام الكرة . الضغط والاستلام يشبه بوكو باسم مرسي في ضغطه القوي والمستمر على مدافعي الخصم، وهو نقطة مفصلية في فلسفة الاستحواذ التي يؤمن بها إيهاب جلال إيمانًا تامًا. لكن لكي تتمكن من الاستحواذ، واللاعب بدفاع متقدم، كما يفضل جلال، عليك بديهيًا أن تفرض ضغطًا عاليًا على مدافعي الخصم لحرمانهم من التدرج بشكل سليم بالكرة، وإجبارهم على ارتكاب أخطاء في التمرير، وبالتالي قطع الهجمات في أقل فترة زمنية ممكنة. يمتاز بوكو بميزة أخرى وهي الاستلام الصحيح للكرة، اللاعب كان أحد أبرز لاعبي الدوري المصري الموسم قبل الماضي في استلام الكرة، وهو ما يعاني منه الزمالك في وجود الثنائي باسم مرسي وكاسونجو. على رغم أن اللاعب يمتلك الكثير من المميزات إلا أنه يمر بفترة هبوط مستوى واضح، ما يهدد بتحقيقه للنجاح المنتظر في الزمالك، الذي يمر في الأصل بفترة انعدام وزن وتراجع نتائج. تراجع المعدل التهديفي تراجع المعدل التهديفي لبوكو بشكل واضح هذا الموسم، حيث شارك اللاعب في خمس مباريات سجل خلالها هدفًا وحيدًا. كما أنه في النصف الثاني من الموسم الماضي لم يكن مميزًا، فشارك اللاعب الغاني بعد انتقاله للشعب الإماراتي في ثماني مباريات، فشل خلالها في تسجيل أي أهداف ليتم إبعاده عن تشكيل فريقه في المباريات الخمس الأخيرة. المفارقة هنا أن بوكو قدم موسمًا جيدًا مع المقاصة، طوال الدور الأول بالدوري، قبل انتقاله للإمارات، فشارك مع الفريق الفيومي في 14 مباراة سجل خلالها 9 أهداف. بينما لعب في موسمه الأول مع إيهاب جلال في المقاصة 31 مباراة سجل خلالها 14 هدفًا. الابتعاد عن المشاركة لم يشارك بوكو سوى في خمس مباريات منذ انطلاق الموسم الجاري، منها ثلاث مباريات فقط كأساسي، بينما شارك كبديل في مباراتين، بإجمالي 196 دقيقة فقط، حيث غاب عن تشكيلة المقاصة في باقي المباريات بداعي الإصابة، أو الاستبعاد لوجهة نظر فنية، سواء من مؤمن سليمان، أو عماد سليمان، مدربي الفريق، وهو ما يشكل تحديًا خاصًا أمام إيهاب جلال الذي يراهن على إعادة مهاجمه السابق إلى الطريق الصحيح. ضربات الرأس نانا بوكو، صاحب ال25 عامًا، يعد مهاجمًا متوسط الطول (180 سم)، وهو لا يجيد ألعاب الهواء، ولا يسجل كثيرًا، كما لا يجيد التعامل مع الالتحامات الهوائية، وهو عيب قد تقل أهميته مع الوقت، ومع اعتماد إيهاب جلال على التمريرات القصيرة أكثر من التمريرات الطويلة، أو الكرات العرضية.