تحقيق: محمود هاشم تعتبر منطقة شبرا الخيمة من أكثر مناطق القاهرة الكبرى ازدحاماً بالسكان والذين يعانون من تراكم المخلفات والقمامة وبالتحديد فى «منطى وحوض العمدة ومدبح شبرا»، بل تمتد تلال القمامة لبعض المجارى والقنوات المائية، وتنتشر أمام المدارس والمستشفيات وهو ما أثار غضب أهالى المنطقة، وأدى لحالة من التذمر المصحوبة باليأس بين الأهالى، خاصة مع كثرة الشكاوى دون أى استجابة. تامر عربى، أحد سكان الحى، قال: الأهالى يسددون كل مستحقات الدولة من جمع للقمامة والصرف الصحى على فاتورة الكهرباء، حيث لا يوجد صناديق بالمنطقة لجمع القمامة. وأضاف أن القمامة يتم تركها بالأيام ملقاة ولا يوجد أى اهتمام إلا ببعض الشوارع الرئيسية، وعند الشكوى المستمرة للوحدة المحلية وحال الاستجابة يأتى اللودر فى الصباح لتحميل القمامة. وأضافت فاطمة، 34 عاماً، ربة منزل: كيف نربى جيلاً على النظافة وهو لم ير أمامه إلا القمامة، تواجدها بالمنطقة أصبح أكثر من تواجد البشر أنفسهم وتزداد يومياً أمام المدارس المكتظة بالأطفال، متسائلة: باقى شوارع شبرا الخيمة غارقة فى المخلفات ومياه الصرف الصحى. وأوضحت سماح عبدالمنعم، ربة منزل، قائلة: مشكلتنا فى شبرا أن مفيش متابعة لمشكلة القمامة اللى بتفضل أيام بالشوارع وتقدمنا بشكاوى كثيرة ولا يستجيب أحد، وأسكن بالقرب من مجرى مائى بمنطقة منطى، والقمامة تلقى يومياً بمجرى النيل والسكان يشعلون النيران من حولها. وقال النائب حمادة غلاب، عضو لجنة البيئة بالبرلمان: إن مسئولية القمامة تقع على عاتق الوحدات المحلية التى تطرح مناقصات بملايين الجنيهات لخدمة المواطنين ولا تهتم بتوفير عربات مجهزة لإزالة القمامة ولا صناديق لتجميع المخلفات وعلى الأهالى أن يطالبوا بحقوقهم من المحليات المتقاعسة عن أداء دورها فى تنظيف الشوارع، ضارباً مثالاً بألمانيا فى أوروبا وتطورها فى الحفاظ على البيئة من المنبع حتى الاستهلاك حيث توجد ثلاثة صناديق للمخلفات بجوار منازل المواطنين كل منها مخصص لنوع من المخلفات والمواد الصلبة والمخلفات الورقية ومواد رخوة، وهنا تأتى المصانع المتخصصة بسحب المواد التى تم فصلها. وقال «غلاب»: إن هناك مواد تتحول إلى أعلاف تسمين للمواشى للاستخدام كمصدر غذاء للحيوانات، مطالباً بتوفير صناديق القمامة من الوحدة المحلية بجميع المحافظات والمناطق الشعبية معدومة البيئة حتى الاستهلاك. ويتساءل غلاب: أين دور الوحدات المحلية الذى تطرح مناقصات بملايين الجنيهات لخدمة المواطنين وعدم توفير عربات مجهزة لإزالة القمامة وصناديق لتجميع المخلفات. وأوضح النائب عصام عبدالله، عضو لجنة الطاقة بالبرلمان: تقدمنا بطلبات عديدة لوزارة البيئة من أجل أن يكون لها دور فعال، وتقدمت وزارة البيئة بقانون لمعالجة مشكلة انتشار القمامة والتغلب على أزمة المخلفات، وسيتم فى الأيام القادمة مناقشة القانون داخل أروقة مجلس النواب، وتم طرح فكرة تولى شركة وطنية بدلاً من الشركات الأجنبية المتقاعسة عن أداء دورها فى تجميع المخلفات على مستوى المحافظات. ووصف سيد صبرى، الخبير فى قضايا تغير المناخ، الانبعاثات الناتجة من القمامة بالغازات السامة التى تقتل الطيور وتلوث الجو وهى من الغازات الدفينة التى تسهم بشكل كبير فى ارتفاع درجة الحرارة وتغير المناخ، وبالتالى لابد أن تستخدم الدولة أجهزة بتكنولوجيا حديثة «صديقة للبيئة» تسهم فى خفض الانبعاثات الغازية من المخلفات الذى تؤثر مستقبلاً فى المناخ. وأكد أن تراكم القمامة فى الشوارع دون إعدامها بطرق علمية متخصصة ينتج عنه «غاز الميثان» الذى ينبعث من كل المخلفات سواء مخلفات زراعية من الزراعة أو مخلفات بلدية من البيوت. وأكد النائب مجدى مرشد، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، طرح العديد من المشاريع لحل أزمة القمامة وإعادة تدويرها واستخراج المواد الصلبة للمصانع لاستخدامها مرة أخرى، قائلاً: لمصلحة من عدم اكتمال الأفكار المطروحة لحل أزمة القمامة على البرلمان؟.. والمحليات المسئولة عن إزالة القمامة متقاعسة فى مهمتها، والقمامة مصدر رئيسى لانتشار العدوى وتملك الحشرات الضارة المكان بأكمله وتسبب الأمراض للتلاميذ. وطالب «مرشد» المحليات والمحافظات المختلفة والإدارات المحلية ببذل الجهد والتركيز فى حل أزمة القمامة التى أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، مضيفاً أن القمامة مصدر خصب لنمو البكتيريا والطفيليات وتنقلها عن طريق الهواء وبعضها ينتقل عبر اللمس الذى يسبب الأمراض الجلدية الخبيثة. وأكد شيخ الزبالين بمنطقة شبرا الخيمة عيسى قابيل، أن الحكومة تتحصل على مبالغ مالية من المواطنين على فواتير الكهرباء، والزبال الأساسى الذى يجمع المخلفات من جميع الشوارع والحوارى لا يحصل على حقه من الحكومة، ومن هنا بدأت مشكلة تراكم القمامة منذ 10 سنوات واستغنائها عن جامعى القمامة ولجأت للشركات الأجنبية، قائلاً: المواطنين معندهاش مكان ترمى فيه الزبالة غير الشارع والمحافظة مش بتشيل لأن حجم المخلفات كبير جداً وعدد اللوادر والعربيات قليل جداً فى منطقة شبرا الخيمة. وكشف «قابيل» أن شبرا الخيمة تنتج يومياً حوالى 10 آلاف طن مخلفات، وهناك شوارع صغيرة كنا مجهزين دراجة تتحمل «نصف طن» من الحمولة ويتجول بها الزبال داخل الحوارى الصعبة، وعامل النظافة الأساسى يتحمل وزن من 50 إلى 80 كيلو يحمله على ظهره ويسير مسافات بين الحوارى، والشركات الأجنبية لن تقدر على تحمل ما يفعله عامل النظافة، وبالتالى سيعود المواطنون للتعامل مع جامعى القمامة، قائلاً: «عامل النظافة بيتصاب بالعجز بدرى بسبب الأمراض وتحمل التعب والمشقة».