كتبت- ولاء وحيد : نسمة هزمت فقدان البصر و ظلام الواقع بنور البصيرة على خشبة المسرح حتى استطاعت أن تكون أول مخرجة مسرحية كفيفة فى مصر. من داخل مدرسة النور والأمل للمكفوفين بالإسماعيلية انطلقت نسمة مدرسة اللغة العربية التى تعانى من ضعف شديد بالبصر منذ ولادتها لتبدأ عملها فى الإخراج المسرحى منذ 8 سنوات وتتوالى من بعدها الأعمال المسرحية التى نفذت بأقل الإمكانات وبمشاركة مواهب حرموا من نعمة البصر.. لتشارك بمختلف المسابقات.. ولتحصد الجوائز على مستوى الجمهورية. قالت نسمة صالح مدرسة لغة عربية بمدرسة المكفوفين بالإسماعيلية « عملى فى الإخراج المسرحى لم يكن سهلاً فى البداية خاصة وأننى أعانى من ضعف شديد بالبصر والتى أصبت بها منذ الولادة إلا أننى تحديت نفسى أولاً وقرأت كثيراً عن فن المسرح واستعنت بدروس الإنترنت حتى أتعلم كل شيء عن هذا الفن وتمكنت بالممارسة من أن أنجح وأتميز وأصبح أول مخرجة مسرحية كفيفة بمصر. وأضافت نسمة الحاصلة على ليسانس الأداب قسم لغة عربية «كان الدافع وراء عملى بالإخراج المسرحى هو مساعدة الأطفال المكفوفين ورغبتى فى العمل معهم ومساعدتهم للتعبير عن أنفسهم بواسطة التمثيل.. وأكدت أن أول عمل تشارك فيه كان أوبريت غنائى استعراضى بعنوان «بحب سيدنا النبى»، لتتوالى من بعدها المسرحيات. حتى أخرجت العمل المسرحى «عرايس قماش» والتى تم من خلالها مناقشة مشكلة أولاد الشوارع، و المعاملة السيئة للخدم، والزواج المبكر، وحصلت المسرحية على المركز الثانى على مستوى الجمهورية بمسابقة «الحلم المصرى لذوى الإعاقة» والتى نظمتها وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وحصلت على المركز الأول على مستوى التربية الخاصة، وحصلت على جائزة أحسن مخرجة مسرحية. وأضافت «المسرحية شارك فيها 20 طالبًا وطالبة من مختلف الصفوف الدراسية بدءاً من الصف الأول الابتدائى وحتى الثانوية العامة، وتمكنا بفضل الله وبمجهود الأولاد من الحصول على المركز الثانى على مستوى الجمهورية، وتابعت: هذه ليست أول مرة نحصد جوائز فقد حصلنا على مراكز عدة على مستوى الجمهورية. وقالت إن المكفوفين يواجهون تحديات كبيرة، خاصة مع ضعف الإمكانات المادية التى نواجها بالمدرسة وعدم وجود دعم كاف من الدولة لذوى الإعاقة. مشيرة إلى إن الإخراج المسرحى وسيلة لمساعدة الأطفال المكفوفين لعيش حياتهم الطبيعية واكتشاف مواهبهم .