أنباء غير سارة في بايرن ميونيخ بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا    استخراج 1023 شهادة بيانات للتصالحات بمراكز الشرقية    مواصفات وأسعار سيات إبيزا 2024 بعد انخفاضها 100 ألف جنيه    بعثة البنك الدولي تزور محطات رصد جودة الهواء ومركز الحد من المخاطر    محافظ شمال سيناء يستقبل نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا    وزير التموين: مصر قدمت 80 ٪ من إجمالي الدعم المقدم لقطاع غزة    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    نقابة الأطباء تكرم رموز المهنة والنقباء السابقين في احتفالية يوم الطبيب    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    تفاصيل وفاة معلم اللغة العربية بمدرسة التربية الفكرية في الأقصر    مغني المهرجانات «عنبة» ينجو من الموت في حادث سير    وزير الصحة باحتفالية يوم الطبيب: الأطباء في عين وقلب الرئيس السيسي    تشغيل قسم الأطفال بمركز الأورام الجديد في كفر الشيخ (صور)    رئيس الوزراء: إطلاق أول خط لإنتاج السيارات في مصر العام المقبل    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف بجامعة الإسكندرية    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة العالم للإسكواش 2024    الدوماني يعلن تشكيل المنصورة أمام سبورتنج    عقوبة استخدام الموبايل.. تفاصيل استعدادات جامعة عين شمس لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    محافظ أسوان: توريد 137 ألف طن قمح من النسبة المستهدفة بمعدل 37.5%    الإمارات تهاجم نتنياهو: لا يتمتع بأي صفة شرعية ولن نشارك بمخطط للمحتل في غزة    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد بداية أطول إجازة للموظفين بمناسبة عيد الأضحى    ضبط المتهمة بالنصب والاحتيال على المواطنين في سوهاج    رئيس حزب الاتحاد: مصر صمام الأمان للقضية الفلسطينية    تسلل شخص لمتحف الشمع في لندن ووضع مجسم طفل على جاستن بيبر (صور)    اللجنة العليا لمهرجان المسرح المصري تجتمع لمناقشة تفاصيل الدورة ال17    باسم سمرة يكشف سر إيفيهات «يلا بينا» و«باي من غير سلام» في «العتاولة»    اجتماع لغرفة الصناعات الهندسية يكشف توافر 35% من مستلزمات صناعات الكراكات بمصر    التنمية المحلية: استرداد 2.3 مليون متر مربع بعد إزالة 10.8 ألف مبنى مخالف خلال المراحل الثلاثة من الموجة ال22    استشاري تغذية علاجية يوضح علاقة التوتر بالوزن (فيديو)    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    وزيرة التضامن تشهد عرض المدرسة العربية للسينما والتليفزيون فيلم «نور عيني»    تشكيل مانشستر سيتي – تغيير وحيد في مواجهة فولام    التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية بمركز سقارة لرفع كفاءة 159 من العاملين بالمحليات    وزيرة التضامن: 171 مشرفًا لحج الجمعيات.. «استخدام التكنولوجيا والرقمنة»    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباريات اليوم.. فرصة مانشستر سيتي الذهبية للصدارة    وزير الأوقاف: هدفنا بناء جيل جديد من الأئمة المثقفين أكثر وعيًا بقضايا العصر    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية    تداول أسئلة امتحان الكيمياء للصف الأول الثانوي الخاصة ب3 إدارات في محافظة الدقهلية    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    بسبب «البدايات».. بسمة بوسيل ترند «جوجل» بعد مفاجأة تامر حسني .. ما القصة؟    رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد المستشفيات والوحدات الصحية بالأقصر    جهاز المنصورة الجديدة: بيع 7 محال تجارية بجلسة مزاد علني    توريد 164 ألفا و870 طن قمح بكفر الشيخ حتى الآن    شروط وأحكام حج الغير وفقًا لدار الإفتاء المصرية    مصرع مهندس في حادث تصادم مروع على كورنيش النيل ببني سويف    أحمد حسن دروجبا: "لا يمكن أن تكون أسطورة من مباراة أو اثنين.. وهذا رأيي في شيكابالا"    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصريون يقهرون «أعداء الحياة»!
أصحاب بطولات رائعة فى «المقاومة الشعبية»
نشر في الوفد يوم 03 - 01 - 2018


أعدت الملف: دعاء مهران - اشراف: نادية صبحى
«ساعة الهوايل.. يقوم قايل.. يا بلداه.. وييجى شايل حمولها ويعدل المايل.. وعشان كده مصر يا ولاد.. حلوة الحلوات.. وادى.. وبوادى.. وبحور.. وقصور.. وموانى.. توحيد فكر وصلاة.. تراتيل غُنا وابتهالات.. قومى افتحى لأولادك الطيبين»!
هؤلاء هم أبناء مصر.. كما صورهم الشاعر سيد حجاب.. وكما رسموا بكفاحهم وعزمهم أروع صور العشق للوطن.
والفداء بالروح.. ليس كلمات فى أغنيات لكنه واقع.. صبغه المصرى عبر العصور بأروع البطولات فى حلقات مسلسلة من المقاومة الشعبية كان أبرزها التصدى للحملة الفرنسية، وقبلها بطولات أهل مدينة المنصورة فى الدفاع عن الأراضى وأسرهم لويس التاسع وحبسه فى دار ابن لقمان.
وكانت فترات الاحتلال الإنجليزى من الأزمنة الخصبة التى اشتعلت فيها روح المقاومة الشعبية وبرز «زعيم الشعب» سعد زغلول ليلتف حوله المصريون بل ويوكلونه فى الدفاع عن قضية الاستقلال، ويسقط النساء مع الرجال صرعى برصاص الاحتلال ليكتسبوا بدمائهم أسطورة الفداء، والتى تجددت مراراً إبان الاحتلال الإنجليزى مع أهل بورسعيد والإسماعيلية والسويس حين تقدم أبطال الشعب لنيل شرف مقاومة المحتل.
هذه الصور من المقاومة الشعبية تكررت أيضاً فى مواجهة الإرهاب والإرهابيين حين سقط الشهداء من أهل «بين السرايات» وكافة مدن وأحياء مصر ضد رصاص الإرهابيين الذين أرادوا هدم الوطن ونشر الفوضى ورفعوا السلاح فى مواجهة كل من يعارضهم.
ويأتى مشهد الانقضاض على إرهابى كنيسة «مارمينا» بحلوان دون خوف أو تراجع ليعيد إلى الأذهان هذه النماذج الرائعة من تصدى أبناء الشعب المصرى لمن يستهدفون أمنه واستقراره، مما يؤكد أن مصر باقية رغم أنف أعداء الحياة.
«بورسعيد».. حارسة الحدود فى العدوان الثلاثى
شهامة المصريين لم تكن جديدة، فلقد سطَّر شعب بورسعيد العديد من البطولات والتضحيات فى مقاومة العدوان الثلاثى، بجوار القوات المسلحة، عام 1956، المقاومة الشعبية التى اشترك فيها شعب بورسعيد بالتعاون مع القوات المسلحة التى كانت فى بورسعيد فى الفترة من 29 أكتوبر والتى انتهت حوالى يوم 6 نوفمبر 1956، بعد أن احتلت القوات الغازية مدينة بورسعيد تماماً، والمقاومة السرية التى بدأت تقريباً يوم 8 نوفمبر 1956 واستمرت حتى يوم 23 ديسمبر، يوم جلاء القوات المعتدية عن بورسعيد هى المرحلة التى سأتحدث الآن عنها كمشاهد.
ويقول اللواء سمير محمد غانم، قائد المقاومة السرية فى بورسعيد، إنه بعد احتلال بورسعيد طلبت من رئيسى المباشر وقتها الرائد حسن حلمى بلبل من المخابرات العامة السماح لى بالتسلل إلى بورسعيد لقيادة المقاومة السرية وإمداد القاهرة بالمعلومات عن القوات المعتدية، وقد وافق على طلبى وكانت المخابرات العامة فى ذلك الوقت برئاسة السيد زكريا محيى الدين، رئيس المخابرات، ووزير الداخلية أيضاً.
تسلمت جهازاً لاسلكياً صغيراً، وتسللت إلى بورسعيد عن طريق بحيرة المنزلة، واستقبلنى هناك السيد حسنى عوض من رجال المخابرات وأطلعنى على آخر التطورات فى المدينة والتى أرسلتها للقاهرة تحوى معلومات عن القوات المعتدية والأوضاع فى المدينة.
علمت بوجود ضباط شرطة من أهل بورسعيد وهو اليوزباشى مصطفى كمال الصياد، وكان يتعاون بصفة شخصية مع المخابرات العامة فى منطقة القنال أعوام 1953 - 1954 عندما كنا نقاوم القاعدة البريطانية من خلال مكتب المخابرات العامة بالإسماعيلية والذى كنت أعمل به وكان مصطفى الصياد يتعاون معنا بوحى من وطنيته دون علم رؤسائه فى وزارة الداخلية!
قابلت مصطفى كمال الصياد الذى أطلعنى على آخر التطورات فى مدينة بورسعيد وأنه كون مجموعات مسلحة من أبناء بورسعيد، وأنه يضع نفسه وأعوانه تحت قيادتى للقيام بالمقاومة السرية.. سررت جداً لأن ذلك سيوفر مجهوداً ووقتاً فى استدعاء متطوعين من خارج بورسعيد، وأرسلت رسالة للقاهرة بذلك، وطلبت إمدادى بالأسلحة والذخيرة والمتفجرات والتى توالى إرسالها لى بالتهريب عبر بحيرة المنزلة.
بدأت عمليات مهاجمة القوات البريطانية فى الشوارع والطرق والمعسكرات ليلاً بأسلوب الضرب المفاجئ والانسحاب السريع.. وقد كان الملازم شرطة محمد سامى خضير، وهو من أهل بورسعيد وكان يعمل فى أحد أقسام الشرطة (محافظ بورسعيد الأسبق بعد ذلك) وكان نعم العون والمساعدة؛ لأن رجال الشرطة المصريين كانت القوات الغازية تصرح لهم بالتجول نهاراً وليلاً أثناء حظر التجوال الذى فرضته سلطات الاحتلال، اعتباراً من الساعة الخامسة مساءً حتى السابعة صباحاً، وكان يُسخر سيارات الشرطة فى نقل بعض رجال المقاومة والأسلحة عند اللزوم، كما كان يستضيفنى فى منزله ومنزل والده أحياناً وكنت أرسل بعض الرسائل باللاسلكى من منزله.
ومن أبرز عمليات المقاومة السرية، عملية خطف الضابط البريطانى الملازم أنتونى مورهاوس، وقام بها كل من محمد عبدالرحمن حمدالله، وطاهر مسعد، وحسن عثمان، وأحمد هلال، ومحمد إبراهيم سليمان، وعلى زنجير، ويوزباشى شرطة متطوع عزالدين الأمير، وعملية قتل ضابط المخابرات البريطانى المسيجر جون وليامز الذى كان يحاول متابعة واكتشاف رجال المقاومة، وقد قام بهذه العملية السيد محمد عسران، وعملية ضرب ملجأ الدبابات البريطانى المعسكرة فى الشريط الساحلى بالاشتراك مع ضباط الصاعقة المصرية بقيادة اليوزباشى جلال الهريدى، وقد قام بها من الصاعقة الملازمون إبراهيم الرفاعى، ونبيل الوقاد، ومحمد أحمد الجيار، ومحمد أحمد وهبى، وعبدالعزيز منتصر، وطاهر الأسمر، ومدحت الدربى، وسيد حسانين حطبة، وعصام حسن إبراهيم، وعبدالمجيد إدريس، وعبدالجواد حسنى، ومحمد حسن عبدالحميد، وفاروق الرفاعى، ومحمد على عبدالفتاح، ومدحت يوسف، وحسن محمد السيد.
وقد استشهد الشاويش رمضان عبدالرازق من الصاعقة، واشترك فى هذه العملية من رجال المقاومة من أهل بورسعيد السيد عبدالغنى، ورشاد الطرابيلى، والسيد البوصى، ومحسن عبدالخالق، وشعبان عبده، وكامل فتيح. وقد اشترك فى وضع الخطة الرائد محمد عبدالفتاح أبوالفضل من المخابرات العامة، ويوزباشى جلال هريدى ويوزباشى سمير محمد غانم ويوزباشى شرطة مصطفى كمال الصياد.
وتم جلاء القوات المعتدية يوم 23 ديسمبر 1956 بعد احتلال دام 45 يوماً، هذا اليوم الذى اعتبر عيد النصر لمصر كلها، ثم تم اختصاره إلى عيد النصر لبورسعيد فقط بواسطة الرئيس الأسبق الذى قام بإلغاء عيد جلاء القوات البريطانية 18 يونيه بعد احتلال دام 74 عاماً وهو العيد القومى لمصر.
البطل الحقيقى للمقاومة الشعبية وكذلك المقاومة السرية بعد ذلك هو شعب بورسعيد البطل الذى تحمل وحده عبء العدوان الثلاثى عام 1956 نيابة عن مصر كلها، بما قدم من آلاف الشهداء والبيوت والممتلكات التى دمرت أثناء الغزو، وكذلك المقاومة السرية التى برع فيها بكل الشجاعة والوطنية وهو ما شاهدته وعايشته معهم على مدى 45 يوماً فى ظل الاحتلال.
اللجان الشعبية «درع الأمان» لثورتى «يناير» و«يونيو»
لا شك أن المصريين هم من كانوا حماة هذا الوطن فى الكثير من المعارك التى خاضها، وظهرت شجاعة المصريين فى حماية هذا الوطن فى ملاحم وطنية عديدة لا تنسى، دلت على وحدتهم الوطنية وتكاتفهم معاً يداً واحدة فى أوقات الأزمات للحفاظ على أمن مصر والعبور بها إلى بر الأمان، وتمثلت وحدة المصريين فى تكوين اللجان الشعبية أثناء ثورة يناير 2011، وثورة 30 يونيو 2013، بعد تزايد أعمال السرقة والنهب والفوضى بالبلاد عقب اقتحام السجون وتهريب الخارجين عن القانون.
وشكل المصريون لجان حماية لجميع المؤسسات ومساكنهم بعد اقتحام الجماعات الإرهابية للسجون لتعميم الفوضى فى البلاد، وسرعان ما أدرك المصريون هذا الخطر الكبير، فقاموا بتكوين تلك اللجان الشعبية لتأمين أنفسهم ومنشآتهم وممتلكاتهم الخاصة والعامة، والإمساك بالعناصر الإجرامية الهاربة من السجون وقتها، والتى تحاول زعزعة الاستقرار وترويع الآمنين.
وبدأت فئات الشعب المصرى تقسم أنفسها إلى مجموعات للقيام بهذا الدور العظيم والذى استطاع شباب ورجال مصر الأوفياء من خلاله، تجسيد مشهد وطنى بكل المقاييس، لا فرق فيه بين مسلم ومسيحى، الكل هدفه الحفاظ على مصر وأمنها من المخربين، بعد الغياب المفاجئ لقوات الأمن.
وتعد هذه الملحمة من أبرز المواقف التى جعلت العالم كله ينظر إلى المصريين بعين أخرى، وبمنظور جديد، لهذه الوحدة الوطنية، والتى أثبتت للعالم أجمع كيف يقف المصريين معاً وقت الأزمات وقوتهم اللامحدودة وقدرتهم على حماية أمن الوطن.
ومن هنا نلقى الضوء على ما قامت به هذه اللجان الشعبية وأهميتها وأقوال المشاركين فيها حسب بعض الروايات التى نشرت على مواقع التواصل.
فى هذا السياق روى محمد حرب، أحد قادة اللجان الشعبية بالمنيل، أن أفراد لجنته استطاعوا القبض على عدد من العناصر الإجرامية، والذين تم تسليمهم لقوات الجيش، لافتاً إلى أن جميع السكان كانوا يداً واحدة وتمكنوا من الحفاظ على أمن المنطقة من أعمال البلطجة والتخريب.
أستاذ تاريخ حديث: «ثورة 1919».. أيقونة مقاومة الاحتلال
أثبت المصريون عبر مئات السنين أنهم حائط صد لأى عدوان ينال من أرضهم ووطنهم، مهما كلفهم من دماء وأرواح، حتى وإن كانوا عزلاً، غير مدربين، وتبقى المقاومة الشعبية شاهداً على أن المصريين لا يستسلمون ولا يقفون مقيدى الأيدى أمام أى خطر أو عدوان يواجه وطنهم، وأعاد صلاح الموجى المواطن الذى نجح فى القضاء على منفذ الهجوم الإرهابى بكنيسة حلوان، المصريين لتاريخ المقاومة الشعبية ضد المحتل، ولكن اليوم المقاومة كانت ضد عدو أكثر خطورة «الإرهاب»، الذى لا دين له، ونجح «الموجي» فى الانقضاض على إرهابى كنيسة مارمينا بحلوان قائلاً: «كنت أريد الفتك به لولا الأهالى الذين تجمعوا وأنقذوه من يدى، لم أخشَ شيئًا فالعمر واحد والرب واحد وحتى لو كنت توفيت فسأكون شهيدًا أمام الله»، مضيفًا «ما حدث يعنى أن الشعب المصرى لا يخشى ولا يخاف من الإرهابيين بل نحن من نرهب الإرهاب ونعيش فى عصر الوطن فوق الجميع تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى».
ويضيف «الموجي» قائلاً: «عندما أمسكت بالإرهابى كان يصوب البندقية تجاهي فقبضت عليه وجعلت فوهة البندقية ناحية الأرض وسحبت الخزينة، وقتها قال لى أنت لا تفهم شيئاً فقلت له أنا هفهمك وضربته على رأسه بقوة فغاب عن الوعي».
وصلاح الموجى مواطن بسيط يعمل سائقًا لمدرسة خاصة ويبلغ من العمر 53 عامًا، وأحد رجال القوات المسلحة المصرية سابقًا حيث خدم فى الجيش المصرى ضمن سلاح المهندسين تخصص مفرقعات.
عم صلاح وأهل حلوان.. حلقة من حلقات المقاومة الشعبية التي يقول عنها الدكتور أحمد غباشى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، إن دور المصريين فى مقاومة الاحتلال فى العصر الحديث بدأ مع دخول الحملة الفرنسية إلى مصر، بقيادة نابليون بونابرت، وحينها كان يهدف إلى هزيمة المصريين نفسياً، قبل هزيمتهم عسكرياً، وهذا سلاح قوى ليس من السهل تنفيذه، خاصة أن المصريين فى ذلك الوقت، كانوا يمرون بظروف صعبة فى ظل الحكم العثمانى، مع افتقار للحياة الثقافية والتعليمية لهم، فكانت النافذة التعليمية هى الأزهر، لافتاً إلى أن نابليون حاول خداع المصريين من خلال توزيع منشورات تخمد من عزيمتهم، كما حاول الوصول للمصريين من خلال الدين، إلا أن المصريين لم ينخدعوا بما جاء به نابليون، والدليل على ذلك هو أن المصريين سطروا أول صفحة من صفحات المقاومة الشعبية، فى 21 أكتوبر 1798، فيما عرف بثورة القاهرة الأولى ضد الاستعمار الفرنسى، وهذه أول ثورة فى العصر الحديث.
وأكد غباشي أن ثورة القاهرة الأولى أردفت ثورة ثانية وهى ثورة القاهرة الثانية، وكانت القيادة الثورية هم علماء الأزهر، كما تتجلى صفحة ثانية من صفحات المقاومة فى الشعبية سنة 1807، حينما تصدى أهالى رشيد لحملة فريز للعدوان الإنجليزى، ووقتها وقف أهالى رشيد وقفة قوية سواء الحامية العسكرية بقيادة على السلمكى، أو أهالى ونساء رشيد هزموا الإنجليز.
وتعتبر الثورة العرابية بقيادة الزعيم أحمد عرابى، منعطفاً مهماً فى تاريخ الحركة القومية المصرية، لكونها أول مرة فى التاريخ يتولى قيادة الشعب المصرى قيادة مزدوجة، وهى قيادة عسكرية وهى قيادة عرابى ورفاقه، وقيادة مدنية بقيادة عبدالله النديم ومحمد عبدة، وغيرهما من تلاميذ الشيخ الأفغانى، والأهم من ذلك أن الثورة العرابية أردفت مصطلحات جديدة، لم يعهدها المصريون مثل مجلس النواب وزيادة عدد الجيش، والأهم من ذلك هو تلاحم الشعب والملاحمة الوطنية التى ظهرت فى طوائف الشعب المصرى، والتى وكلت عرابى بمناداة مطالب الأمة، حتى أطلقت علية حامى حمى الديار المصرية.
كما أن أقباط مصر، كان لهم دور كبير فى ثورة عرابى، حيث إنه من الخطأ أن نحصر خطيب الثورة العرابية فى شخصية عبدالله النديم، حيث كان هناك خطيب آخر للثورة قبطى هو مرقس نبيه، كما أن الأب الروحى للثورة العرابية كان الأنبا كيرلس الخامس، بابا الإسكندرية، موضحاً أن تلك الثورة كانت ثورة شعبية بكل المقاييس، حتى مع دخول الإنجليز قاومهم عرابى ولكنه انهزم بفعل فاعل، وهو الخيانة ونقص الخبرات سواء العسكرية أو السياسية، ولكن كان موقف الخديو المتخاذل ضد عرابى جعله يصدر فرماناً، فى ظل الأزمة وأثناء الاحتلال، وكان أول بيان صدر حينها يدين عزل عرابى، هو بيان الكنيسة الأرثوذكسية المصرية والتى أكدت دعمها عرابى ورفضها العنف الذى جاء به الاحتلال.
وقال إن ثورة 19 سطرت تاريخاً جديداً فى تاريخ المقاومة الشعبية للمحتل، والتى تعتبر الأيكونة الخالدة للاختبار الوطنى المصرى، لمشاركة جميع أطياف الشعب المصرى بها بقيادة سعد باشا زغلول، والتى كانت بمثابة زلزال هز مجلس العموم البريطانى، لكونها لم تتصور أن مصر سوف تقوم بثورة مثل تلك الثورة ، بدليل أنها أرسلت لجنة تقصى حقائق لمعرفة أسباب تلك الثورة، كما أن الشعب المصرى ضرب مثالاً فى المقاومة عندما ساند ثورة 52 والتى قام بها العديد من ضباط الجيش، حينما وقف بجوارهم الشعب المصرى الذى يمتلك الحقوق الحصرية للشرعية بمصر.
ويؤكد أستاذ التاريخ أن مقاومة الشعب المصرى فى سنة 56 عقب الاحتلال العدوانى الثلاثى على مصر، حيث تحملت عبء المقاومة عن مصر كلها مدينة بورسعيد، الأمر الذى دفع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ليذكر عبارة خلدها التاريخ «لقد فدت بورسعيد مصر والعروبة وأحبطت خطة الاستعمار الذى قال إنه سيأخذ مصر فى 24 ساعة» مؤكداً أن تلك النماذج تعتبر شيئاً مهماً فى مقاومة الشعب المصرى للمحتل الذى لا يقل أهمية عن محاربة الإرهاب اليوم.
وأكد أن التاريخ شاهد على بطولات المصريين فى مقاومة الاحتلال، وأن مقاومة الإرهاب لا تقل عن مقاومة الاحتلال، موضحاً أن محاربة الإرهاب تحتاج إلى تكامل مجتمعى، وتكامل جميع مؤسسات الدولة، بدابة من المؤسسات التعليمية والتى تحتاج إلى تعديل فى المناهج وتعديل طرق التدريس، والتى تعتمد على الحفظ والتلقين، وترسخ عند الطفل مفهوم السمع والطاعة، مطالباً بطرق تدريس تفاعلية وتعليم التلميذ معنى حرية التعبير وتنشئة الطالب على ثقافة حرية الآخرين، وعلى عدم تسفيه الأديان، ثم يأتى دور الأسرة والتى لها دور مهم فى متابعة سلوكياته ومتابعة أصدقائه، ودور الإعلام الذى يعتبر سلاحاً ذا حدين كونه من الممكن أن يكون وسيلة للإنارة أو وسيلة للإثارة، كما أن مشاهد العنف التى بدأنا نشاهدها فى الأفلام من سيوف وخناجر ترسخ مفهوم العنف لدى الطفل.
ويؤكد الدكتور أحمد غباشي أن المؤسسات الدينية سواء الأزهر أو الكنسية لها دور مهم فى نشر صحيح الدين، كون المبدأ واحداً، وهو تحجيم العنف، وأكد أن أهم شىء للقضاء على الإرهاب هو تجفيف منابعه، مؤكداً أن المثلث الإرهابى يرتكز على 3 محاور أولها الممول، والذى يكون دائماً غير ظاهر فى الصورة وفى الغالب يكون دولاً وجهاتٍ، ثم ثانيها هو المخطط، والجهة الثالثة وهى المنفذ ودائماً ما يكون الجهة الأدنى والذى يقومون بعملية غسيل مخ والحديث معه عن الآخرة ويبشرونه بالجنة، مطالباً الحكومة بالقضاء على الممول والذى سوف يقضى فيما بعد على المخطط والمنفذ.
وأكد ضرورة تكريم الشخصيات التى تقوم بعمليات بطولية فى مواجهة الإرهاب ومقاومته، وكما يجب تأصيل المواطنة لدى أطفالنا لتنمية الانتماء، حتى يصبح لدى الطفل حب واعتزاز لوطنه، مطالباً بإعادة النظر فى مادة التاريخ، والاهتمام بتدريس مادة التربية الوطنية، كما يجب وضع متحف صغير فى كل مدرسة يوضع فيها صور الزعماء والمعارك التى خاضوها من أجل الوطن.
خبير عسكرى: مكافحة الإرهاب لا تقل عن التصدى للاحتلال
قال اللواء طه محمد السيد، الخبير العسكرى، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن مقاومة الإرهاب من قبل المصريين أمر ليس بجديد، وحدث فى مواقف كثيرة أظهرت المعدن الحقيقى للمصريين، كونهم دائماً حماة البلاد مع قواتهم المسلحة، مؤكداً أن المصريين هم من كانوا درعاً وسيفاً للدولة فى أعقاب ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وهم من كونوا فرق حماية بجميع بقاع الجمهورية لحماية مؤسسات الدولة.
وأوضح أن شهامة المصريين تظهر دائماً فى المجند فى سيناء الذى يحرس الوطن، وفى أهالى سيناء المدنيين الذين يضحون بأرواحهم من أجل هذا الوطن، مؤكداً أن قطاعاً عريضاً من الشعب المصرى، حينما تشتد به الأزمات، يبرز دائماً فى شكل محارب يفدى بدمائه، لصالح وطنه.
وأكد أن المصريين لديهم العديد من الصفات التى لا يمكن أن تتغير، لافتاً إلى أنهم وقفوا حائط صد أمام العدو على مدار السنين، موضحاً أن الإرهاب لا يقل خطراً فى تهديده للوطن عن العدو المحتل، وأن محاربة الإرهاب هى مسئولية مجتمعية، وأن القضاء على الإرهاب يجب أن يكون من خلال مشاركة الشعب، وأن الرسائل الدينية، ومشاركة الشعب فى الشارع أفضل وسيلة، لتوصيل المعلومات الصحيحة، التى تحث الشباب على المسئولية الاجتماعية.
وأوضح أن هناك العديد من الخطوات التى يجب أن تأخذها الجهات المسئولة، مثل الأزهر والإعلام والقيادات السياسية، لتقديم تلك النماذج الطيبة من المصريين، وتسليط الضوء عليهم، لتشجيع المصريين على محاربة الإرهاب، والإبلاغ عن أى عناصر مشتبه بها للتصدى للإرهاب، والتأكيد على أن المصريين هم المستهدفون.
وطالب وسائل الإعلام بأنتاج أفلام ومسلسلات، تسرد القصص البطولية للمصريين، من خلال إبراز شهامتهم ومواقفهم البطولية، التى تثبت دور المصرى الحقيقى فى الدفاع عن وطنه، مطالباً الأزهر بتخصيص خطبة كاملة، وحث المصريين على الدفاع عن وطنهم، كما طالب الكنيسة بحث الأقباط للدفاع عن الوطن، مطالباً الأزهر والكنيسة، بتنظيم ندوات تثقيفية وتوعوية للشباب بخطورة الإرهاب وحثهم على مواجهة الإرهابيين.
وأكد أن مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، لن يكون سوى بسواعد المصريين، إلى جانب الشرطة والجيش، موضحاً أن العدو قديماً كان ظاهراً، ولكن اليوم الوطن يواجه عدواً، ليس غريباً أو محتلاً، بل للأسف من الخونة الذين باعوا دينهم ووطنهم، من أجل الشيطان، مؤكداً أن رجال الجيش والشرطة، ما زالوا يضحون بالدم من أجل تطهير هذا الوطن من الخونة، من الجماعات الإخوانية الإرهابية، بعدما وقف الشعب المصرى وقفة رجل واحد من أجل تطهير الوطن منهم فى 30 /6، مطالباً المصريين بالوقوف بجانب الوطن لتطهير الدولة منهم.
مستشار طب نفسى:أهل مصر.. الأكثر شهامة فى العالم
قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن المصرى بطبعه محب لوطنه، ووقت الشدة يضحى بروحه دون تردد، مؤكداً أن الشخصية المصرية تعتبر من أكثر الشخصيات فى العالم شهامة ورجولة، والمصريون دائماً ما يضربون أمثالاً كثيرة فى التضحية للدفاع عن الوطن، مستشهداً بواقعة الدفاع عن كنيسة حلون، مؤكداً أن هذا الحادث يعد رسالة للجماعات الإرهابية مثل داعش وحسم، بأن المصريين يد واحدة، ولا يمكن أحد
القدرة على شق صفهم.
وأكد أن تلك الجماعات الإرهابية كانت تضع فى مخيلتها، أن قوات الجيش والشرطة هى التى تقف أمامهم، ولم يتخيلوا أن الشعب المصرى هو من يقف أمامهم، موضحاً أن الجماعات الإرهابية أيقنت، حالياً، أن المصريين هم من يقفون أمام عملياتهم الإرهابية.
ولفت إلى ما تقوم به الكتائب الإلكترونية للجماعات الإرهابية والتى تبث سمومها فى صدور المصريين، بنشر الأكاذيب والشائعات حول السياسة والاقتصاد، بهدف بث شعور الإحباط عند المصريين، بعدما تحول المواطن المصرى إلى العدو الأول للجماعات الإرهابية التى أصبحت تكره الشعب المصرى بأكمله.
وأكد أن الإرهاب يستهدف ضرب الوحدة الوطنية، ودائماً يرغب فى القضاء على الأقليات، كما فعلت الجماعات الإرهابية فى العراق، موضحاً أن حدوث التفرقة بين المصريين أمر مستحيل؛ لأن المصريين تحولوا فى الأديان، بداية من عبادة الفراعنة، ثم التحول إلى الديانة القبطية، ومع دخول الإسلام اعتنق المصرى الديانة الإسلامية متابعاً: «المسلم المصرى هو فى الأساس مصرى مسيحى».
وأكد أن الجماعات الإرهابية لا تقتنع بفكر آخر غير فكرهم، موضحاً أنهم فى حالة من الجمود الفكرى والضلال الدينى، فهم ضد أى نوع من أنواع المرونة والثقافة والسعادة، مؤكداً أن الفكر الخطر من الممكن تغييره إذا وصل للمرحلة السلوكية، وفى حالة وصوله لهذه المرحلة فلا بد من العقاب.
وأكد أستاذ الطبى النفسى، أنه لا يمكن تغيير الفكر إلا بالفكر، لذا يجب أن يقوم الأزهر بالإشراف على آلاف المساجد التى تغذى هؤلاء بالمنبهات الحسية من خلال خطباء المساجد فى القري، وفى مناخ فيه أمية نحو 30% وفقر50%، حيث إن المصدر الوحيد للمعلومات هو خطيب القرية.
كما يجب تغيير مناهج التعليم التى تركز على كره من هو غير مسلم، وتكفير المجتمع، ويجب أن تبشر أجهزة الإعلام بالإسلام الوسطى.
أبطال من قلب الشعب
الشهامة والرجولة، قصة يجسدها المصريون فى كل محافظة وكل مدينة، ويمتلئ تاريخ مصر بالعديد من شخصيات المقاومة التى ضحت بروحها من أجل رفعة هذا الوطن.
محمد كريّم
يعتبر المناضل محمد كريّم الذى واجه الأسطول الفرنسى عند وصوله الإسكندرية، وتصدى للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، فقد بدأ على الفور فى العمل مع الصيادين والعمال فوق حصون الإسكندرية ليصد الفرنسيين عن مصر، ولد محمد كُريّم فى حى الأنفوشى بالإسكندرية قبل منتصف القرن الثامن عشر، وكفله عمه بعد وفاة والده، وكان يتردد على المساجد، وحفظ القرآن الكريم كاملًا فى صغره، وبعد اقتحام الحملة الفرنسية أسوار مدينة الإسكندرية، قاد محمد كُريّم المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين، ثم اعتصم بقلعة قايتباى ومعه فريق من الجنود لحين فرغت ذخيرته فكف عن القتال.
وفى يوم 6 سبتمبر 1798م، أصدر نابليون بونابرت أمراً بإعدام محمد كُريّم ظهرا فى ميدان القلعة، رمياً بالرصاص ونفذ فى القائد محمد كريم حكم الإعدام بميدان الرميلة بالقلعة.
عمر مكرم
الزعيم عمر مكرم بن حسين، ولد فى أسيوط سنة 1168ه، وتعلم فى الأزهر الشريف، قاوم الفرنسيين فى ثورة القاهرة الثانية سنة 1800م، وكان له دور فى تولية محمد على شئون البلاد، حيث قام هو والعلماء بخلع خورشيد باشا فى مايو سنة 1805م، وحينما استقرت الأمور لمحمد على خاف من نفوذ العلماء فنفى عمر مكرم إلى دمياط سنة 1222ه، وأقام بها أربعة أعوام، ثم نقل إلى طنطا. توفى عام 1237ه.
الشيخ الشرقاوي
الشيخ عبدالله الشرقاوى، تولى مشيخة الأزهر (1208ه-1227ه / 1793م- 1812م) وكانت مرحلة من أهم مراحل التاريخ المصرى، حيث جاءت الحملة الفرنسية، وكان واحداً من أعضاء مجلس الشورى العشرة الذين قابلهم نابليون، وأثير حوله الكثير من الجدل حول مواقفه السياسية ففى الوقت الذى يتهمه البعض بأن له مواقف معينة مع دخول الحملة الفرنسية، وظن نابليون أن الشرقاوى تم إغراؤه بهذه المناصب، فقام نابليون ذات مرة بوضع طيلسان الجمهورية الفرنسية على كتف الشيخ الشرقاوى فألقى به على الأرض، وكان ذلك فى ظل الحكم الفرنسى لمصر.
«الجوسقى»
قولوا لأبناء الشعب أن يبقوا فى أماكنهم، وأن يتحصنوا ويتسلحوا بكل ما يقع تحت أيديهم من أنواع السلاح، من الحجارة والعصى والسكاكين والفؤوس، وما إلى ذلك من أنواع السلاح، هذه مقولة شهيرة للشيخ سليمان الجوسقى لزعماء المحافظات والوجهاء والمشايخ، على أثر ثورة القاهرة الأولى ضد الفرنسيين فى أكتوبر عام 1798، والذى استمر فى مقاومتهم حتى إعدامه بإلقائه من فوق القلعة.
واستغل «الجوسقى» المكفوفين وكون منهم «جيشاً سرياً» لمواجهة الاحتلال، وكانت مهامهم هى «إيصال تعليماته وأوامره إلى الوجهاء والمشايخ وزعماء المدن والقرى»، كذلك كلف بعضهم باغتيال الجنود الفرنسيين رغم فقدانهم البصر، من خلال التصدى للسكارى منهم لحظة خروجهم من الحانات بعد منتصف الليل.
ومع رفض «الجوسقى» كافة عروض نابليون لجأ الأخير إلى رمى الورقة الأخيرة، وعرض على شيخ المكفوفين «سلطان مصر»، وزعم له أنه لم يجد فى البلاد من هو فى مثل كفاءته وقوته، وفور سماع «الجوسقى» للعرض الأخير تظاهر بالقبول «مدّ الشيخ سليمان يده إلى نابليون كأنه يريد أن يبايعه، ويعلن رغبته فى التعاون معه، وابتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه، ومدّ نابليون يده فرحًا، ظنًا منه أنه تغلب على هذا الشيخ الأعمى، وكسبه إلى جانبه، وأمسك الجوسقى بيد نابليون بيده اليمنى، ولطمه بيده اليسرى لطمةً صبّ فيها كل ما فى نفسه من آلام وأحزان وأحقادٍ على المستعمرين الغزاة، فجُنّ جنون القائد المنهزم نابليون، قاهر الملوك والجيوش»، حينها صاح «نابليون»: «اقتلوا هذا الشيخ الأعمى».
«شيزام – الكوماندوز»
وفى محافظة الإسماعيلية، قصة كفاح سطرها محمد محمد خليفة أو «شيزام – الكوماندوز» وهو اللقب الذى اكتسبه من جنود الاحتلال الإنجليزى الذين رأوه وهو ينقض على بعض الضباط الإنجليز من فوق شجرة فبدا وكأنه مثل الطائر الأسطورى الذى عرف فى الأدب الإنجليزى ب«المباغتة» وسرعة الانقضاض فأطلقوا عليه هذا الاسم من حينها، كما يعرفه جميع أهالى الإسماعيلية بالفدائى «الكوماندوز».
المحارب الفدائى الذى قهر الإنجليز بأعماله الفدائية وعبر قناة السويس فى حرب أكتوبر عام 1973، وتقلد محمد محمد خليفة العشرات من الأوسمة والأنواط والميداليات، وحصل على أكثر من 65 شهادة تقدير، كان أبرزها نجمة سيناء التى منحها له الرئيس الراحل أنور السادات.
وعن أهم تلك العمليات التى قام بها (عربة البرتقال) التى خسر فيها الإنجليز عدداً من الجنود إحدى أهم العمليات التى زلزلت القيادة البريطانية فى منطقة قناة السويس، حيث أعد أحد الفدائيين قنبلة مصنوعة من أسطوانة غاز وقمنا بإخفائها بعربة تجرها الحمير مليئة بالبرتقال عند كوبرى سالا، ومع تجمع الجنود الإنجليز عليها قام واحد منا بالتحدث مع البائع قاصداً إبعاده عن موقع التفجير، وانفجرت العربة ماحية معها الجنود من حولها.
«المنصورة».. عروس الدلتا وقاهرة الصليبيين
تبقى مدينة المنصورة شاهدًا على يوم أغر من أيام المصريين، التى دحروا فيها الصليبيين وألحقوا بهم هزيمة نكراء، حينما جعلت وفاة الملك الصالح أيوب، عام 1250، القائد العسكرى للصليبيين روبرت أرتوا يغتر بقوته ويسعى للزحف من دمياط، التى احتلوها أثناء مرض الملك الصالح، إلى مدينة المنصورة للقضاء على الجيش الأيوبى، ولم يعر أرتوا آذانه لنصائح المستشارين بأن ينتظر وصول الملك لويس التاسع والجيش الرئيسى، وبذلك نشبت معركة المنصورة فى العاشر من رمضان سنة 647ه.
ويذكر الدكتور على الصلابى فى كتابه (المغول بين الانتشار والانكسار: 277 وما بعد) أن المسلمين أمروا عليهم الأمير بيبرس البندقارى (يقال إنه غير الظاهر ركن الدين بيبرس)، فأقام جنده فى مراكز منيعة داخل المدينة، وانتظروا حتى تدفق الصليبيون إلى داخل المنصورة، ولما أدركوا أنهم بلغوا أسوار القلعة التى اتخذها المصريون مقرًا لقيادتهم، خرج عليهم المماليك فى الشوارع والحارات والدروب وأمعنوا فى قتالهم، ولم يستطع الصليبيون أن يلتمسوا لهم سبيلًا إلا الفرار، فوقع الاضطراب بين الفرسان ولم يفلت من القتل إلا من ألقى بنفسه فى النيل، فمات غريقًا أو كان يقاتل فى أطراف المدينة، وكانت المنصورة مقبرة الجيش الصليبى.
وجزع لويس التاسع بتلك الصدمة، فبادر بإقامة خط إمامى لمواجهة ما توقعه من هجوم، من قبل فرسان المماليك ضد قواته، كما أقام جسرًا من الصنوبر على مجرى البحر الصغير عبر عليه النيل مع رجاله ووزع رماته على الطرف البعيد للنهر حتى يكفلوا الحماية للجند عند عبورهم متى دعت الضرورة إلى ذلك، لكن المماليك لم يتركوه وشأنه وبادروا بشن هجوم على المعسكر الصليبى وقاد الملك الفرنسى المعركة بنفسه وأجبر المصريين على التراجع نحو المنصورة، وعلى الرغم من الانتصار الصليبى، فإن موقف الصليبيين أخذ يزداد سوءًا بسرعة واضحة، بعد أن قلت المؤن، كما فقدوا نسبة مرتفعة من فرسانهم فى معركة المنصورة، وانتشرت الأمراض بينهم، وظل الملك الفرنسى زهاء ثمانية أسابيع، فى معسكره أمام المنصورة، آملًا بأن يحدث انقلاب فى مصر، بعد وفاة الملك الصالح أيوب.
حينها صل تورانشاه ابن الملك الصالح إلى المنصورة، فأعد خطة عسكرية كفلت له النصر النهائى على الصليبيين. ارتفعت معنويات المصريين وبين صفوف المماليك بعودته.
وأمر بإنشاء أسطول من السفن الخفيفة نقلها إلى فروع النيل السفلى وأنزلها فى القنوات المتفرعة، فأخذت تعترض طريق السفن الصليبية التى تجلب المؤن للجنود من دمياط، فقطع بذلك الطريق عليها وحال دون اتصال الصليبيين بقاعدتهم دمياط، وفقد الصليبيون عددًا كبيرًا من سفنهم قدّرتها المصادر بما يقرب من ثمان وخمسين سفينة، انقطع المدد من دمياط عن الفرنج ووقع الغلاء عندهم، وصاروا محصورين لا يطيقون المقام، ولا يقدرون على الذهاب وتشجع المصريون وطمعوا فيهم وأدرك لويس التاسع استحالة الزحف نحو القاهرة فى ظل هذه الأوضاع وبدأ يفكر فى العودة إلى دمياط.
وصل الصليبيون إلى شرمساح عند منتصف الطريق بين المنصورة ودمياط، ولكن الملك كان مريضاً، وأحاط المماليك بجيشه من كل جانب، وشنوا عليهم هجومًا عامًا ولم يقو الملك على القتال، وتم تطويق الجيش بأكمله، وحلت به هزيمة منكرة، ووقع هو وجنوده فى الأسر حيث سيق مكبلًا إلى المنصورة، وقد بلغت عدَّة القتلى ما بين عشرة آلاف وثلاثين ألفاً، وغنم المسلمون من الخيل والبغال والأموال ما لا يحصى كثرة وأبلى المماليك فى هذه المعركة بلاءً حسنًا وبان لهم عظيم الأثر فيها.
«بين السرايات».. حائط صد ضد إرهاب الإخوان
تصدى شباب بين السرايات، فى 2 يوليو 2013، لهجمات الجماعة الإرهابية والتى كانت تعرف بجماعة الإخوان المسلمين، بعد نجاح انتفاضة ملايين المصريين، ضد نظام الإخوان المسلمين ورئيسه محمد مرسى، بعد مرور سنة وثلاثة أيام على توليه السلطة، وكونوا لجاناً شعبية بمنطقتهم، لم يعترضوا خلالها دخول المعتصمين إلى ميدان النهضة مقابل تفتيش بسيط يضمن سلامة الجميع، وفى لجنتهم الشعبية بشارع المرور، أتت سيارة فى الاتجاه المعاكس، وأثناء طلبهم من السائق تفتيش السيارة، اعترض من بداخلها، فبدأت مشادات كلامية بينهم، خاصة أن الأهالى اعتقدوا أن السيارة بداخلها أسلحة، انتهت برجوع السيارة وتبادل السباب من الطرفين.
أما الموقف الثانى، فكان قبل وقوع الاشتباكات بيوم واحد، عندما اعتدى فرد من الإخوان على «سايس سيارات» من بين السرايات بالضرب، للاختلاف على ركن سيارة بالمنطقة، فأطلق وقتها الرجل رصاصة من سلاح آلى فى الجو، فرد أحد أبناء بين السرايات عليه، بإطلاق رصاصة أيضًا من «فرد خرطوش»، ووقع أول شهيدين وأصيب 200 شخص آخرون، إثر اشتباكات بين المعتصمين المؤيدين المعزول بميدان النهضة ومحيط جامعة القاهرة، وأهالى منطقة بين السرايات.
ما يزيد على 11 ساعة من المناوشات والاشتباكات ثم إطلاق الرصاص الحى، كانت مدة كافية، ليفقد 23 شخصًا حياتهم، وبالرغم من أن الحادثة مر عليها 3 أعوام، فإن «بين السرايات» ما زالت تتذكر شهداءها، بلوحات تتزين بصورهم أمام المنازل، ورسومات جرافيتى على حوائط «شارع المرور» الجانبية.
وكانت الاشتباكات قد وصلت إلى حدتها ليلًا، فالإخوان يستخدمون سور الجامعة وأعلى كوبرى ثروت وجنينة الأورمان لإطلاق النار، وأهالى بين السرايات من أعلى العمارات يردون بنفس الطريقة، ووقع عشرات المصابين فى شارع البكرى والسكرى، وآخرون فقدوا أرواحهم.
«بولاق».. ملحمة الثورة فى وجه الحملة الفرنسية
سطر أهالى بولاق أبوالعلا فى ثورة القاهرة الثانية من حى بولاق، وتصدى لقيادتها التجار والحرفيون وأصحاب الوكالات، وكان على رأس قادة تلك الثورة الحاج مصطفى البشتيلى أحد أعيان حى بولاق، وينتسب أصلاً إلى قرية بشتيل من قرى الجيزة.
بدأت ثورة القاهرة الثانية يوم 20 مارس 1800 أثناء المعارك التى دارت على مشارف المدينة فى منطقة عين شمس بين قوات الحملة الفرنسية وفرق من الجيش العثمانى، كان كليبر القائد الثانى للحملة بعد رحيل بونابرت يسعى إلى الصلح مع العثمانيين والجلاء عن مصر خاصة بعد أن وصلت جيوشهم إلى العريش فى 30 ديسمبر سنة 1799، وانتهت جهود كليبر إلى توقيع معاهدة العريش فى 24 يناير 1800، والتى حددت جدولاً زمنياً لجلاء الفرنسيين وتسليم البلاد مرة أخرى للدولة العثمانية، لكن إنجلترا بذلت كل جهودها لإفشال هذه المعاهدة، الأمر الذى حدث بالفعل بعد أقل من شهرين على توقيعها، وكان من نتائج المعاهدة دخول فرق من الجيش التركى إلى مشارف القاهرة، واشتبكت هذه الفرق مع الفرنسيين مما حفز أهالى القاهرة على الثورة.
كان من زعماء هذه الثورة السيد عمر مكرم نقيب الأشراف العائد من الشام، والسيد أحمد المحروقى كبير التجار، والشيخ الجوهرى، لكن أبرز القادة الميدانيين للثورة كان الحاج مصطفى البشتيلى الذى سبق أن اعتقله الفرنسيون فى أغسطس سنة 1799 واستمر حبيساً لعدة أشهر، وكان سبب اعتقال الحاج مصطفى البشتيلى وشاية من بعض عملاء الفرنسيين بأن الرجل يخفى فى وكالته ببولاق قدوراً عُبِّئ بها بارود.
ويذكر عبد الرحمن الجبرتى فى تاريخه أن الفرنسيين عندما فتشوا وكالة البشتيلى وجدوا بها بالفعل قدوراً مملوءة بالبارود، ويبدو أنه كان يعد العدة للثورة بالفعل قبل شهور من وقوعها.
أما بولاق فإنها قامت على ساق واحدة، وتحزم الحاج مصطفى البشتيلى وأمثاله وهيجوا العامة وهيأوا عصيهم وأسلحتهم، ورمّحوا وصفّحوا، وأول ما بدأوا به أنهم ذهبوا إلى وطاق الفرنسيس الذى تركوه بساحل البحر، وعنده حرس منهم، فقتلوا من أدركوه منهم ونهبوا جميع ما به من خيام ومتاع وغيره، ورجعوا إلى البلد وفتحوا مخازن الغلال والودائع التابعة للفرنسيين، وأخذوا ما أحبوا منها، وعملوا كرانك حوالى البلد ومتاريس».
وحملوا ما وصلت إليه أيديهم من السيوف والبنادق والرماح والعصى، واتجهوا بجموعهم صوب قلعة قنطرة الليمون لاقتحامها، لكن حامية القلعة ردت هجومهم بنيران المدافع، فأعاد الثوار تنظيم صفوفهم واستأنفوا الهجوم، وقُتل فى هذه المعركة ثلاثمائة من الثوار.
وأدت هذه المعركة إلى امتداد نار الثورة فى باقى أحياء المدينة، وزاد من اشتعالها فرار عناصر من الجيش العثمانى والمملوكى من معركة عين شمس ودخولهم إلى المدينة بسلاحهم، وتضاعف عدد الثوار فى ساعات قليلة وتوجهت حشودهم إلى معسكر القيادة العامة للجيش الفرنسى بالأزبكية وحاصروه، واحتلوا المنازل المجاورة له، وأخذوا يُطلقون منها نيرانهم على الفرنسيين.
عندما هاجم الفرنسيون القاهرة من الشمال والشرق والجنوب، ومثلما بدأت الثورة من بولاق كانت النهاية هناك، فبعد معارك ضارية نجح الفرنسيون فى احتلال الحى الذى أشعل الثورة.
«هجموا على بولاق من ناحية البحر، ومن ناحية بوابة أبوالعلا، وقاتل أهل بولاق جهدهم، ورموا بأنفسهم فى النيران حتى غلب الفرنسيون عليهم وحاصروهم من كل جهة، وقتلوا منهم بالحرق والقتل وتلوا بالنهب والسلب، وملكوا بولاق.
وفعلوا بأهلها ما تشيب له النواصى، وصارت القتلى مطروحة فى الطرقات والأزقة، واحترقت الأبنية والدور والقصور، وخصوصاً البيوت والرباع المطلة على البحر، وكذلك الأطراف، وهرب كثير من الناس عندما أيقنوا بالغلبة فنجوا بأنفسهم إلى الجهة القبلية، ثم أحاط الفرنسيس بالبلد.
وبعد قتال استمر قرابة أسبوع ارتكب خلاله الفرنسيون فظائع فاقت ما ارتكبوه فى قمع ثورة القاهرة الأولى انتهت وقائع الثورة، وغادر المدينة من دخلها من العثمانيين والمماليك ورحل معهم نقيب الأشراف السيد عمر مكرم وكبير التجار السيد أحمد المحروقى، أما الحاج مصطفى البشتيلى قائد الثورة فى بولاق فقد قبض عليه الفرنسيون وأرغموا أتباعه وصبيانه على أن يقتلوه ضرباً بالعصى حتى مات.
مستشار وزير الأوقاف:محاربة «خفافيش الظلام».. مسئولية مجتمعية
قال الدكتور صبرى عبادة مستشار وزير الأوقاف، إن مواجهة الإرهاب لم تعد مسئولية الجيش أو الشرطة فقط، مؤكداً أن مواجهة الإرهاب باتت مسئولية مجتمعية، علينا التكاتف لردع الإرهاب والقضاء عليه، موضحاً أن مواجهة الفكر المتشدد، لا يكون من خلال المناصب والكراسى والنشرات وخطب الجمعة فقط، ولكن يجب أن يكون من خلال الالتحام مع الجمهور، وبث روح الوطن بداخلهم، مشيراً إلى أن المصريون يجب عليهم أن يعلموا جيداً أن مواجهة الإرهاب والقضاء عليه لن تتم سوى بمشاركتهم، وأكد أن هناك عدم دراية بالقضية لدى العديد منهم، مؤكداً أن الأشخاص حينما يكونون على دراية وثقافة عالية، يستطيع أن يكون لهم تأثير.
وأوضح أن خطبة الجمعة، لا تكفى وحدها، ولكن هى الركيزة الأساسية فى لقاء الداعية مع الجمهور، لافتاً أن يكون هناك توعية من قبل الحكومة ومصارحة الشعب بما يحدث من قرارات سياسية، وتوضيح أن ما يحدث هو فى مصلحة المواطن، وأن الوطن فى مرحلة بناء.
وطالب الخطباء بالتركيز على حث المصلين على المشاركة فى محاربة الإرهاب من خلال الإبلاغ عن أى شىء مريب أو أى واقعة، كما يجب أن يكون هناك تكاتف تجاه المجتمع، وطالب الحكومة بمحاربة الكتب التى تحث على التطرف، وإعدامها، حتى لا يلجأ إليها بعض الخطباء المتشددين.
وقال الدكتور نبيل لوقا بباوى، المفكر القبطى، إن الإرهاب مسئولية شعب قبل أن يكون مسئولية الأجهزة الأمنية، لافتاً أن الشعب عليه دور ضخم فى محاربة الإرهاب، والأجهزة الأمنية لا تستطيع أن تحارب الإرهاب سوى بناء على المعلومة، التى تكون دائماً لدى الجمهور، مؤكداً أنه يجب على الكنسية أن تبث روح المسئولية الاجتماعية لدى الجمهور الكنسى، مؤكداً أن الدروس الدينية التى تحث على محاربة الإرهاب، سوف تدفع الكثير للإبلاغ عن أى شيء يراه مريباً، حتى إن كانت تلك المعلومة بسيطة من وجهة نظره، من الممكن بالبحث تستخرج القوات الأمنية معلومات هامة، نتيجة ذلك البلاغ.
وأوضح أن المؤسسات الدينية سواء الإسلامية أو القبطية، عليهم دور كبير فى مكافحة الإرهاب، من خلال الوعظ ومن خلال مدارس الأحد فى الكنيسة، ومن خلال الندوات الثقافية فى الكنيسة، ومن خلال الكتيبات التى تصدرها الكنيسة، تستطيع من خلالها، إبراز دور الديانة المسيحية فى الملل الثلاث فى محاربة الإرهاب، مؤكداً أن الإرهاب مجرم ومحرم فى الكنيسة، موضحاً أنه يوجد فى الإنجيل أكثر من 132 آية تدعو إلى نبذ العنف، أياً كانت صورة العنف.
وأكد أنه يجب على الكنيسة زيادة الندوات الثقافية التى تدعو لمحاربة العنف، وتحمل المسئولية الدينية، وخاصة مجالس الكرازة، ومن خلال مدارس الأحد التى يحضرها الكثير من الشباب، ويجب التركيز على نقطتين، على أن المسيحية لا تقبل الإرهاب، وأنه يجب أن يكون هناك دافع لمحاربة الإرهاب وهو الدفاع عن الوطن الذى يحمى الجميع من غدر الغادرين، والإبلاغ عن الوقائع البسيطة، للجهات الأمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.