تدخل الفتاة حاملة صينية القهوة لصالون المنزل، ليعاينها العريس وقبل منه والدته التى تحاول إبداء إعجابها بجمال العروس، ثم تستطرد فى الاستفسار عن أمور خاصة تتعلق بخصوصيات العروس، هذا المشهد لم يكن من فيلم قديم فى السينما المصرية، لكنه مشهد واقعى يجسد زواج الصالونات فى بعض الأسر المصرية. يدخل العريس وبصحبته والدته ويحمل علبه شيكولاتة محلية الصنع، اشتراها من أحد المحلات المتواضعة، تبدأ أسرة العروس فى التفاخر المبالغ بابنتهم والتباهى بجمالها وأخلاقها، وبفخر تقول والدة العروس «بنتى كل الشارع يشهد لها بأخلاقها... دى حتى من كتر التزامها تلاقيها مشى زى العسكرى لا تبص لا يمين ولا شمال». لترد أم العريس «زين ما ربيتى» وتتابع: «أنا ابنى كمان كل المنطقة تشهد له بشهامته ورجولته وصاحب صاحبه.. مفيش حد يحتاجه فى حاجة ويرده». وخلال هذا الحديث أخذ العريس يتفرس فى زوجة المستقبل بعيون الصقر الذى تراقب فريسته، وهى تنظر له بنظرات يغمرها الخجل ممزوجة بابتسامة هادئة، وهى تقدم له المشروب قائلة بصوت خافق: « اتفضل» يشكرها بابتسامة باردة. يضع العريس رجلاً على أخرى قائلاً: «أنا أشطر بائع بسبوسة فى مصر.. عربيتى وقف عليها ناس مهمة فى البلد عشان ياكلوا منها.. أنا لو عايز افتح محل كنت عملت لكنى حابب عربيتى لأنها بتدى للبسبوسة طعم». مشاجرات وشتائم بين «فاتن» و«محمود» تخترق الأبواب والجدران لتصل أى الخارج واعتاد الجيران على هذه الخلافات الأسرية بينهما يومياً، وفقدوا الأمل فى أن يصلحوا بينهما. وفى أحد الأيام دخلت فاتن المنزل لتجد زوجها متمدداً على الأريكة ويشاهد أفلاماً إباحية، لتنفجر غضباً قائلاً: «مش كفاية نايم طول الوقت ومش عايز تشتغل.. كمان بتتفرج على حاجات مقرفة، وعملت الصالة زبالة حولك، طيب طالما إنت راجل كده ورينى رجولتك على السرير». ليضربها بتمثال حديدى يصيبها برأسها. تصرخ فاتن بشكل هستيرى عندما رأت الدماء تتدفق من رأسها على الارض، واستنجدت بالجيران لطلب الإسعاف، وأصرت على تحرير محضر ضد زوجها تتهمه بالتعدى عليها بالضرب والتسبب فى إصابتها بعاهة مستديمة ومحاولة قتلها. حاول الأقارب التدخل للصلح بينهم، وأجلسته مع حكماء القرية ليحدثوه عن الحياة الزوجية وقدسيتها وأن الإسلام يوصى بالزوجة وحسن معاملتها، ليعدهم بأنه لن يمد يده على زوجته مرة أخرى وسيعاملها بالحسنى والمودة لكن بشرط أن تتنازل عن المحضر الذى حررته ضده. وبالفعل تنازلت الزوجة عن المحضر وعادت لشقة الزوجية بعد أن استمالها بكلام الحب المعسول ووعدها برعايتها وحسن معاملتها. مرت الأيام وتبخرت الوعود وتناسى كلامه، ليعود إلى البيت عاطلاً لا يرغب فى العمل ويجلس على أريكته المفضلة وينام عليها ليلاً ونهاراً، لتثور زوجته غيظاً «انت طول الوقت نايم.. هو أنت اتجوزتنى ليه»؟ محمود: «بمشاعر باردة ليغيظها» تزوجتك علشان تخدمينى ولا عمرى ضحكت عليكى وقولتلك أنا مجنون بعشقك ولا وقفت تحت بيتك بورد أطلب نظرة منك.. إحنا جوازنا كان تقليدى. فاتن: بغيظ تصرخ: «طيب الخدامة دى ليها حقوق ومرتب.. بقالك سنة من غير شغل وقاعد عاطل فى البيت وطول الوقت نايم». محمود: ده بيتى أقعد فيه وقت ما أنا عايز وأنام براحتى وحقوق إيه اللى انت عايزاها مش كفاية إنى مستحمل نكدك اليومى. فاتن: أنا محتاجة أحس إنى متجوزة أحس بوجودك على السرير.. تفاجئنى فى يوم بهدية تفرحنى بها.. محتاجة أعيش لحظات حب ورومانسية. محمود: إيه الكلام الفارغ اللى انت بتقولى ده.. أنا ولا بتاع حب ولا بتاع ورد وسيبك من أفلام أبيض وأسود دى.. كمان انا مش معايا فلوس للحاجات الفارغة دى. فاتن: انزل اشتغل.. ارجع تانى لمهنتك.. على الأقل كان فى كيس فاكهة بتدخل به علينا. محمود: ما انت عارفة إن البلدية أخدت عربية البسبوسة بتاعتى.. وأنا قولتلك من أول مرة شوفتك فيها انى بحب عربيتى ومقدرش أشتغل فى أى مكان تانى غير على عربيتى وبس. تأخذ فاتن نفساً عميقاً وتتركه وتدخل حجرتها بعد أن شعرت بعدم فائدة للحديث معه، وأصرت على إقامة دعوى خلع لتتخلص من هذا العذاب التى تعيشها يومياً، وأمام القاضى أصرت على الانفصال عن زوجها، قائلة: «ترددت كثيراً قبل ذلك بسبب حديث الناس ونظرة المجتمع.. لكننى أخشى إلا أقيم حدود الله ويميل قلبى لآخر أثناء زواجى منه.. فحياتى معه أصبحت مستحيلة وأنا على استعداد أن أرد مقدم الصداق له مقابل الحصول على حريتى».