سعت صحيفة "الجارديان" البريطانية لتفسير عدم قدرة الإدارة الأمريكية على التأثير على المجلس العسكري الحاكم في مصر في أزمة المواطنين الأمريكيين الذين كانت تحتجزهم القاهرة، رغم أنه يحصل على معونة سنوية من واشنطن، مشيرة إلى أن المعونة تفيد الاقتصاد الأمريكي أكثر من المصري، لأنها تمول شراء معدات عسكرية أمريكية، مما يؤمن الكثير من فرص العمل. وقال الصحيفة إن مأزق النشطاء الأجانب من المنظمات الأمريكية غير الحكومية في مصر، ومنهم سام لحود نجل وزير النقل الأمريكين الذين منعوا من السفر لمدة أسابيع قبل أن تتوصل الإدارة الأمريكية الى تفاهم مع السلطات المصرية سمحت لهم بموجبه بالمغادرة، يصعب فهمه. وأضافت مما يثير الاستغراب أن مصر تحصل على معونة أمريكية بقيمة 1.5 مليار دولار، ومع ذلك تحتجز السلطات مواطنين أمريكيين وتقف الحكومة الأمريكية عاجزة عن التأثير على المجلس العسكري المصري لإطلاق سراحهم. وتابعت إن أحد التفسيرات يستند إلى الدور الذي يلعبه النظام المصري كحليف للولايات المتحدة يحمي مصالحها في المنطقة، من حرية المرور في قناة السويس إلى الحفاظ على أمن إسرائيل، في وقت تجد فيه (إسرائيل) نفسها محاطة بدول تصل فيها تيارات إسلامية إلى السلطة بفضل الربيع العربي، بينما تلوح بإمكانية شن حرب على إيران في عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فيما ويتحدث تفسير آخر عن المعونة الأمريكية لمصر فيقول إنها تعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي، حيث يذهب معظمها لتمويل شراء معدات عسكرية أمريكية، مما يؤمن الكثير من فرص العمل في المصانع العسكرية الأمريكية، وهو أمر لا ترغب الإدارة الأمريكية بالمجازفة بالتأثير السلبي عليه في العام الذي سيشهد الانتخابات الرئاسية.