كتبت- أمنية إبراهيم: على أحد مقاعد محكمة الأسرة المتهالكة بإمبابة جلست الزوجة العشرينية تنظر بعيونها إلى الحاضرين، شردت قليلا تفكر فى مأساتها التى تعد غريبة نوعا ما على محكمة الأسرة بالرغم من أن أول خلع فى الإسلام كان لنفس السبب، كان الوقت يمر عليها ثقيلا جدا على فترات متقاربة كانت تراقب الساعة حتى جاء دورها فى رول المحكمة لتقف تروى قصتها طالبة من المحكمة أن يسع صدرها إلى الاستماع إلى قصتها التى تعتبرها مأساة. بدأت كلامها قائلة: "أبلغ من العمر 27 عامًا تزوجت منذ 3 أشهر فقط وبالرغم من قصر فترة زواجى، أتمنى أن أحصل على حريتى بسبب قصر قامته والذى يثير سخرية الآخرين، وقبل أن أواجه أى انتقادات من الآخرين سأروى ما دفعنى للزواج منه. تعرفت على زوجى من خلال والدته التى كانت على علاقة قديمة بأسرتى ولأنه كان ميسور الحال وسيتمكن من الإيفاء بجميع مستلزماتها الزواج وافقت على الارتباط به بالرغم من أننى عندما شاهدته فى المرة الأولى دخلت فى نوبة من الضحك الهيستيرى، لكن والدتى أقنعتنى بأنه شاب طيب ومثالى وقصر قامته أمر لا يعيبه، بالإضافة إلى أنه سيتحمل تكاليف الزفاف كاملة. اقتنعت بكلامها وتمت خطبتنا فى حفل عائلي صغير وبعد عام واحد تم زفافنا بعد أن أنهى زوجى عش الزوجية الذى سيجمعنا، انتقلت للعيش معه وقضينا شهر العسل فى المناطق الساحلية ومنذ أن شاهدنا الناس سويًا كنت ألاحظ نظرات الاستهزاء به ما أثار حفيظتى بسبب أنه قصير القامة جدا، تمنيت العودة سريعا إلى شقتى لأنهى لحظات الإحراج التى أتعرض إليها طول اليوم. وبالفعل عدنا إلى بيننا ورويت لوالدتى ما أعانيه ربتت على كتفى برفق وطلبت منى النظر إلى الحياة بمنظور آخر وأهم لأنه رجل طيب وحاولت تهدئة روعى، مرت الأيام بيننا واكتشفت الكارثة الجديدة التى يتصف بها زوجى وهو أنه شديد البخل ويخاف من الإنفاق وتذكرت كيف تمكن من خداعى خلال فترة الخطوبة وإخفاء هذة الخصلة القاسية عنى، لم أتحمل الوضع، طلبت منه الطلاق فأنا صغيرة فى السن ومن الممكن أن أحصل على زوج أفضل من ذلك لكنه رفض طلبى بشدة، فقررت أن أهرب بنفسي من هذه الزيجة وقمت برفع دعوى الخلع ضده".