جولة وتصوير: أحمد عبدالعليم «من حكمدار بوليس العاصمة إلى المواطن أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس، لا تشرب الدواء، الدواء الذى أرسلت ابنتك فى طلبه، الدواء فيه سم قاتل..» وكما كان هذا النداء أشهر نداء فى تاريخ السينما المصرية، كان فى المقابل أجزخانة «مترو» أشهر أجزخانة فى تاريخ السينما، بل هى بالفعل أشهر أجزخانة فى مصر حيث تأسست عام 1910 وعلاقتها بالفن تعود لشراء معظم الفنانين والفنانات برفانات وعطورًا ومستحضرات تجميل من الأجزخانة، حيث إنها كانت حاصلة على توكيل البرفانات العالمية من باريس وفيينا وبعض الدول الأوروبية. كانت كاميرا «الوفد» تتجول فى وسط البلد تحديدًا بشارع عماد الدين وبجوار محلات «الأمريكين» لاحظنا صيدلية على شكل جمالى وكأنها سنتر لمستحضرات التجميل، ولكن فوجئنا بلافتة أعلى واجهة المكان مكتوب عليها أجزخانة «مترو»، ولأن كلمة أجزخانة انتهى عمرها الافتراضى منذ سنوات طويلة مضت، فأخذنا الفضول لدخول الصيدلية للسؤال عن تمسك صاحبها بهذا الاسم حتى الآن ونحن على مشارف 2018. فأجاب الدكتور كرم مسئول الصيدلية وقال: كيف أقوم بإلغاء كلمة «أجزخانة» وهى أقدم أجزخانة فى مصر حيث تأسست عام 1910؟ وكيف أقوم بإلغاء كلمة «أجزخانة» وهى ما زالت وستظل تظهر على شاشات التليفزيون بهذا الاسم؟ فيها تم تمثيل فيلم «حياة أو موت» من إنتاج 1954 وفيلم «اللص والكلاب» وغيرهما من أفلام السينما القديمة والتى ما زالت وستظل عالقة فى أذهان المصريين، بل والوطن العربى كله، وحتى الآن هناك عروض تعرض علينا لتمثيل أفلام فى الصيدلية من بعض المنتجين والمخرجين وعروض مغرية، ولكننا نرفض حتى يتسنى لنا تقديم خدمة للمرضى المحتاجين للعلاج أكثر من أى إغراءات أخرى. وأشار الدكتور كرم إلى أنه لن ينسى عظمة الفنان الراحل القدير «حسين رياض» عندما طلب منهم التدريب على تحضير وتركيبة الدواء، وبالفعل كم كان عظيماً عندما أخطأ بوضع السم «سهوا» فى تركيبة الدواء وعلى الفور ظهر انزعاج شديد على وجهه وقام بالفور بالاتصال بالنجدة للإبلاغ عن نفسه بما حدث خوفًا على حياة المريض لدرجة شعرنا معها بأنه لم يكن يمثل وكأن هذا حدث فعلاً، حتى الطفلة الصغيرة «ضحى» مثلت دورها ببراعة، حيث عانت عناءً شديدًا بسبب عدم معرفتها لمكان الأجزخانة ومع زحمة المواصلات معرِضة حياتها للخطر وهى تجرى مسرعة بين السيارات، ومع وصولها لأبيها متزامنًا مع صوت حكمدار العاصمة الراحل القدير «يوسف وهبى» عبر الميكروفونات «لا تشرب الدواء، الدواء فيه سم قاتل»، وكان هذا الفيلم الوحيد لبطلة الفيلم الطفلة «ضحى» من إنتاج وإخراج كمال الشيخ.