أخبار مصر اليوم.. رئيس الوزراء يفتتح مستودع موانئ دبي العالمية    أول تعليق من محمد سلام بعد مشاركته في احتفالية «وطن السلام»: عاشت فلسطين حرة عربية (فيديو)    مدبولي: منطقة قناة السويس الاقتصادية جذبت استثمارات بقيمة 11 مليار دولار.. وأنشأنا 82 جامعة في 10 سنوات    الصين تقرر تأجيل قيود تصدير المعادن النادرة لمدة عام    لافروف: دعوات وقف إطلاق النار في أوكرانيا هدفها كسب الوقت لصالح زيلينسكي    الجيش الإسرائيلي يقول إنه قضى على تاجر أسلحة في عمق لبنان    توتنهام يكتسح إيفرتون بثلاثية نظيفة في الدوري الإنجليزي    وزير الشباب والرياضة يتلقي خطابًا من رئيس الكونفدرالية الإفريقية للمصارعة بشأن الجهود الدولية لمكافحة التجنيس    محمد عبد الجليل يكتب: فضيحة التجسس الصحفي.. "الديلي ميل" ترسل "عملاء" في زي سائحين لتصوير المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية.. ومحاولة خبيثة لتصوير القاهرة ك"عاصمة الإرهاب"!    تبة الشجرة تستقبل فرق مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين    مهرجان القاهرة للطفل العربي يطلق دورته الثالثة 10 نوفمبر    عرض مسلسل «جولة أخيرة» بطولة أحمد السقا على mbc.. قريبًا    محافظة المنيا تحقق الترتيب الرابع على محافظات الجمهورية في ملف التقنين    الأرصاد تكشف توقعات حالة الطقس وفرص الأمطار المتوقعة غدا بمحافظات الجمهورية    وزير المالية: إعطاء أولوية للإنفاق على الصحة والتعليم خلال السنوات المقبلة    الكوكي يعلن تشكيل المصري لمباراة الاتحاد الليبي بالكونفدرالية    الوزير وأبوريدة معًا فى حب مصر الكروية    5 أبراج تهتم بالتفاصيل الصغيرة وتلاحظ كل شيء.. هل أنت منهم؟    نقابة الصحفيين تحتفل باليوم الوطني للمرأة الفلسطينية.. والبلشي: ستبقى رمزا للنضال    ضبط المتهم بإصابة 3 أشخاص في حفل خطوبة بسبب غوريلا.. اعرف التفاصيل    طاهر الخولي: افتتاح المتحف المصري الكبير رسالة أمل تعكس قوة الدولة المصرية الحديثة    هل رمي الزبالة من السيارة حرام ويعتبر ذنب؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة يبحث مع جمعية أطباء الباثولوجيا المصريين في أمريكا تعزيز التعاون في التعليم الطبي والبحث العلمي    البابا تواضروس يكلف الأنبا چوزيف نائبًا بابويًّا لإيبارشية جنوب إفريقيا    وزير الخارجية يتابع استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير    بسبب خلافات بينهما.. إحالة مدير مدرسة ومعلم بالشرقية للتحقيق    الهجرة الدولية: نزوح 340 شخصا بولاية شمال كردفان السودانية    محافظ المنوفية يتفقد عيادات التأمين الصحي بمنوف    القوات المسلحة تدفع بعدد من اللجان التجنيدية إلى جنوب سيناء لتسوية مواقف ذوي الهمم وكبار السن    إطلاق مبادرة "افتح حسابك في مصر" لتسهيل الخدمات المصرفية للمصريين بالخارج    محافظ المنوفية يتفقد إنشاءات مدرسة العقيد بحري أحمد شاكر للمكفوفين    تجهيز 35 شاحنة إماراتية تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة    مستوطنون يهاجمون المزارعين ويسرقوا الزيتون شرق رام الله    مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين جراء هجمات روسية على منطقة خاركيف    محمود عباس يصدر إعلانًا دستوريًا بتولي نائب الرئيس الفلسطيني مهام الرئيس «حال شغور المنصب»    كنز من كنوز الجنة.. خالد الجندي يفسر جملة "حول ولا قوة إلا بالله"    الأمن يكشف حقيقة فيديو فتاة «إشارة المترو» بالجيزة    نقابة الصحفيين تعلن بدء تلقي طلبات الأعضاء الراغبين في أداء فريضة الحج لعام 2026    لأول مرة في جنوب سيناء.. افتتاح وحدة علاج الأورام والعلاج الكيماوي بمجمع الفيروز الطبي    الزمالك يوضح حقيقة عدم صرف مستحقات فيريرا    محافظ كفر الشيخ يتفقد التجهيزات النهائية لمركز التحول الرقمي    المرشح أحمد حسام: "شرف كبير أن أنال ثقة الخطيب وأن أتواجد ضمن قائمته"    كيف تتعاملين مع إحباط ابنك بعد أداء امتحان صعب؟    الشوربجى: الصحافة القومية تسير على الطريق الصحيح    مهرجان القاهرة يهنئ أحمد مالك بعد فوزه بجائزة أفضل ممثل في «الجونة السينمائي»    منح العاملين بالقطاع الخاص إجازة رسمية السبت المقبل بمناسبة افتتاح المتحف    حسام الخولي ممثلا للهيئة البرلمانية لمستقبل وطن بمجلس الشيوخ    رئيس الوزراء يستعرض الموقف التنفيذي لأبرز المشروعات والمبادرات بالسويس    حصاد أمني خلال 24 ساعة.. ضبط قضايا تهريب وتنفيذ 302 حكم قضائي بالمنافذ    مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية ، عن 10 آداب في كيفية معاملة الكبير في الإسلام    مصدر من الأهلي ل في الجول: فحص طبي جديد لإمام عاشور خلال 48 ساعة.. وتجهيز الخطوة المقبلة    هيئة الرقابة المالية تصدر قواعد حوكمة وتوفيق أوضاع شركات التأمين    الكشف على 562 شخص خلال قافلة طبية بالظهير الصحراوى لمحافظة البحيرة    د. فتحي حسين يكتب: الكلمة.. مسؤولية تبني الأمم أو تهدمها    تداول 55 ألف طن و642 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    موعد بدء شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيام الصيام    مصرع شخص في حريق شقة سكنية بالعياط    بث مباشر الأهلي وإيجل نوار اليوم في دوري أبطال إفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الأزهر" يساند "الأقصى"
بعد موقفه الرافض للاستيلاء على القدس
نشر في الوفد يوم 13 - 12 - 2017


تحقيق - حمدى أحمد - اشراف :- نادية صبحى
نالت مواقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، القوية الرافضة قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده فى إسرائيل إلى القدس إشادة الجميع.
كما رفض شيخ الأزهر لقاء مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، خلال جولته المرتقبة لمنطقة الشرق الأوسط، وأعادت مواقف «الطيب» للأذهان المواقف التاريخية للأزهر الشريف أمام أى عدوان وظلم واجهته الدول الإسلامية وخاصة مصر منذ عهد المماليك، مروراً بالدولة العثمانية وحكم أسرة محمد على باشا، وصولاً إلى العدوان الثلاثى على مصر 1956 وثورتى 25 يناير2011 و30 يونيو 2013.
دور الأزهر الوطنى والسياسى طوال تاريخه منذ ألف عام لم يبتعد عن دوره الدينى والتعليمى الرائد، فبجانب الدور الدينى الخاص بالحفاظ على الدين الإسلامى والتراث وتدريس العلوم الشرعية من القرآن والحديث والتفسير والفقه وغيرها، يظهر دائماً الدور السياسى والوطنى للأزهر فى المواقف الصعبة التى يمر بها الوطن العربى والإسلامى.
مواقف شيوخ الأزهر الشريف مع الحكام والسلاطين شاهدة على عظمته وقوته والتى أعادها إلى الأذهان الشيخ أحمد الطيب بمواقفه المتتالية لما يحدث للمسلمين حول العالم، وكان آخرها موقفه القوى والرافض لقرار الرئيس الأمريكى ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بجانب رفضه طلب لقاء مبعوثه الخاص للمنطقة مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، فضلاً عن مواقفه مع مسلمى الروهينجا مؤخراً، وإرساله بعثة الأزهر للإغاثة لهم فى مخيماتهم ببنجلاديش، إضافة إلى مواقفه الثابتة من مواجهة الإرهاب وعند قيام ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو.
وعبر تاريخه الطويل، كان الأزهر منارة للعلم والمعرفة الدينية والدنيوية، وكان وجوده فى مصر حافظاً للتراث الإسلامى فى عصر الجهل والخرافة الذى ساد فى ظل حكم المماليك والعثمانيين لقرون طويلة، روجوا فيها للخرافة من أجل السيطرة على الشعب المصرى.
لكن دور الأزهر التاريخى المحفوظ له هو ما قام به شيوخ الأزهر إبان الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 وحتى عام 1801، فضلاً عن رفضهم الحاكم الجديد الذى أرسله السلطان العثمانى عقب خروج الحملة الفرنسية واجتماعهم لاختيار محمد على باشا والياً على مصر ضد رغبة السلطان العثمانى.
وثيقة أزهرية: العرب بنوا القدس قبل «النبى إبراهيم»
فى سبيل كشف كذب الادعاءات الأمريكية والإسرائيلية بأن القدس يهودية، أصدر الأزهر فى نوفمبر 2011 وثيقة بعنوان «وثيقة الأزهر عن القدس الشريف»، تضمنت تفنيداً تاريخياً للمغالطات التى أوردها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى خطابه، الذى أعلن فيه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، خصوصاً ما يتعلق ب«يهودية القدس».
وشددت الوثيقة على أن «عروبة القدس تضرب فى أعماق التاريخ لأكثر من 60 قرناً.. حيث بناها العرب البيوسيون فى الألف الرابع قبل الميلاد.. أى قبل عصر أبى الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- بواحد وعشرين قرناً.. وقبل ظهور اليهودية التى هى شريعة موسى- عليه السلام- بسبعة وعشرين قرناً».
وأوضحت الوثيقة: إن «شريعة موسى -عليه السلام- وتوراته قد ظهرت بمصر، الناطقة باللغة الهيروغليفية قبل دخول بنى إسرائيل غزاة إلى أرض كنعان، وقبل تبلور اللغة العبرية بأكثر من مائة عام، ومن ثم فلا علاقة لليهودية ولا العبرانية بالقدس ولا بفلسطين».
ولفتت الوثيقة إلى أن «الوجود العبرانى فى مدينة القدس لم يتعد 415 عاماً بعد ذلك، على عهد داود وسليمان- عليهما السلام- فى القرن العاشر قبل الميلاد.. وهو وجود طارئ وعابر حدث بعد أن تأسست القدس العربية ومضى عليها ثلاثون قرناً من التاريخ».
واعتبرت الوثيقة أنه «إذا كان تاريخ القدس قد شهد العديد من الغزوات والغزاة، فإن عبرة التاريخ تؤكد دائماً أن كل الغزاة قد عملوا على احتكار هذه المدينة ونسبتها لأنفسهم دون الآخرين.. صنع ذلك البابليون والإغريق والرومان وكذلك الصليبيون.. ثم الصهاينة الذين يسيرون على طريق هؤلاء الغزاة، ويعملون الآن على تهويدها واحتكارها والإجهاز على الوجود العربى فيها».
وأضافت: «لقد صنع الغزاة ذلك، بينما تفرد الإسلام الذى تميز بالاعتراف بكل الشرائع والملل واحترم كل المقدسات، وتفرد بتأكيد قداسة هذه المدينة، وإشاعة ذلك بين كل أصحاب الديانات والملل.. الأمر الذى جعل- ويجعل- من السلطة العربية على القدس ضماناً لمصالح الجميع، فالقدس فى ظل السلطة العربية هى- دائماً- مدينة الله، المنفتحة الأبواب أمام كل خلق الله وعباده».
وتابعت: «احتكار القدس وتهويدها- فى الهجمة المعاصرة- إنما يمثل خرقاً للاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية التى تحرم وتجرم أى تغيير لطبيعة الأرض والسكان والهوية فى الأراضى المحتلة، ومن ثم فإن تهويد القدس فاقد للشرعية القانونية، فضلاً عن مخاصمته حقائق التاريخ التى تعلن عروبة القدس منذ بناها العرب البيوسيون قبل أكثر من ستين قرناً من الزمان».
وأكدت الوثيقة، أن «الأزهر الشريف - ومن ورائه كل المسلمين فى الشرق والغرب، إذ يرفض هذه المشروعات، يحذر الكيان الصهيونى والقوى التى تدعمه من التداعيات التى تهدد سلام المنطقة بل سلام العالم كله، ويذكر الكيان الصهيونى بأن الصليبيين قد احتلوا مناطق أوسع مما تحتله الصهيونية.. ووقعت القدس فى الأسر الصليبى مدة تزيد على ضعف السنوات التى وقعت فيها فى قبضة الصهيونية الباغية.. ومع ذلك مضت سنة التاريخ التى لا تتخلف إلى طى صفحة الاحتلال وإزالة آثار عدوان المعتدين على الحقوق والمقدسات».
وأشارت الوثيقة إلى أن «القدس ليست فقط مجرد أرض محتلة، وإنما هى - قبل ذلك وبعده- حرم إسلامى مسيحى مقدس.. وقضيتها ليست - فقط- قضية وطنية فلسطينية، أو قضية قومية عربية، بل هى - فوق كل ذلك- قضية عقدية إسلامية، وإن المسلمين وهم يجاهدون لتحريرها من الاغتصاب الصهيونى، فإنما يهدفون إلى تأكيد قداستها، ويجب تشجيع ذلك عند كل أصحاب المقدسات لكى يخلصوها من الاحتكار الإسرائيلى والتهويد الصهيونى».
ألف عام من مقاومة الاحتلال
لسان حال الشعب ووكيله أمام جبروت الأمراء والسلاطين
الدكتور عبدالمقصود باشا، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، قال إن الأزهر ليس قلب مصر فقط، وإنما قلب العالم الإسلامى النابض فيه الحياة العلمية والدينية و«ترمومتر» الأمة، فقد كان قديماً ينصر الضعفاء أمام الظالمين وما زال إلى الآن.
وأضاف عبدالمقصود، أنه يوم جاءت الحملة الفرنسية على مصر، وقف الأزهر وشيوخه ضد الجيش الفرنسى. وعندما أراد نابليون وضع الشارة الفرنسية التى تعتبر أعلى وسام فرنسى على صدر الشيخ الشرقاوى، ما كان من الشرقاوى إلا أن ألقى بها تحت قدمه ولم يأبه لاعتبارها إهانة لفرنسا.
ولولا مقاومة الأزهر للحملة الفرنسية ما خرجت من مصر، فالأزهر حامل لواء المقاومة وليس المحاربة.
وأوضح أستاذ التاريخ الإسلامى أن الأزهر حافظ على التقاليد والعادات المصرية ضد محاولة الإنجليز والعثمانيين الذين حاولوا جلنزة وتتركة مصر، لافتاً إلى أن الأزهر وشيوخه وقفوا ضد الحكام الظالمين من ملوك وسلاطين المماليك والعثمانيين وأسرة محمد على.
أما الرئيس جمال عبدالناصر فلم يستطع تجييش الشعب لصد عدوان 1956 إلا بعدما ذهب إلى الأزهر وخطب من على منبره،
وباركه علماؤه.
وحول قوة ومكانة شيوخ الأزهر طوال تاريخه عند الشعب، أشار عبدالمقصود إلى مكانة الشيخ الخراشى أول شيوخ الجامع الأزهر، حيث كان ناصراً للمظلومين وله مواقف قوية ضد الحكام، حتى إن جملة «يا خراشى» التى يتداولها المصريون حتى الآن باللغة العامية ترجع إلى الشيخ الخراشى.
فقد كان علماء وشيوخ الأزهر ملجأ الشعوب. وكان إذا ظلم الرجل أو نهب ماله يلجأ إلى شيوخ الأزهر للحصول على حقه، ومن هنا عرف الحكام قوة الأزهر وأنه أساس الدولة، وعمدوا إلى تخريبه وإبعاده عن مركز القيادة.
وأكد أستاذ التاريخ الإسلامى، أن الأزهر قاده علماء أجلاء وأقوياء أبرزهم الشيخ حسن العطار ومحمد عبده ومحمد مصطفى المراغى، وعبدالحليم محمود، وجاد الحق على جاد الحق، وآخرهم الشيخ أحمد الطيب.
وحول موقف الشيخ الطيب الأخير من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قال عبدالمقصود إن ترامب كذاب وأفاق وضرب ب18 قراراً دولياً صادراً من الأمم المتحدة ومجلس الأمن عرض الحائط، وزيّف التاريخ.
وأضاف أن هذا القرار يجلب الدمار على إسرائيل، لأن القدس كلها عاصمة فلسطين وليست القدس الشرقية فقط، فالقدس لنا نحن العرب، موجهاً حديثه إلى ترامب «كان غيرك أشطر.. الصليبيون احتلوها 100 عام ولم يستطيعوا احتلالها أكثر من ذلك وكذلك إسرائيل لن تتمكن من احتلالها بشكل دائم، وسيأتى اليوم الذى يخلصها الله منها».
ويقول الدكتور محمد عبدالعاطى، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع القليوبية، إنه لابد من الإشادة بموقف الإمام الأكبر ووقوفه ضد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، لأنه يدل على أن الأزهر يستمد عافيته وقوته من هذا الإمام الذى لا يخشى فى الله لومة لائم.
وأضاف عبدالعاطى أن دور الأزهر ليس تعليمياً ودينياً فقط وإنما تتعدد أدواره.. ومن هنا استمد قوته فى العالم الإسلامى عبر 1000 عام منذ إنشائه، فالأزهر يمتد طولاً فيستوعب الزمان كله ويمتد عرضاً فيشمل العالم الإسلامى كله، والدور الاجتماعى والسياسى لا يبتعد عن دوره الدينى.
وأوضح عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن شيخ الأزهر كان فى القديم والحديث له كلمة مسموعة.. وإذا ما تكلم سمع له الجميع، فقد كان الأزهر لسان حال الشعب ووكيله إلى الأمراء والسلاطين.
ودلل على ذلك عندما انتشر الغلاء بين الناس وأغلقت المحال، فصعد الشيخ أحمد الدردير مئذنة الجامع الأزهر ودعا إلى الوقوف بجانب الفقراء واجتماع الناس لكى تنخفض الأسعار وتفتح المحال مرة أخرى، وحدث ذلك بالفعل، مشيراً إلى أن الأزهر كان بإمكانه أن يعزل سلطاناً أو يبقيه خاصة أنه يتحدث باسم الدين والشعب فى نفس الوقت.
وأكد عبدالعاطى أن الأزهر ينظر إلى القدس على أنها مسألة دينية عقدية وليست سياسية فقط، حيث إن الله وصف الشخصية التى ستدخل القدس فى الآية الكريمة، «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أولى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً»، مشيرا إلى أن ما أقدم عليه ترامب هو الإرهاب بعينه فقد أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، فكيف يقول بعد ذلك إنه يحارب الإرهاب وهو يمارسه.
ثورة العمائم ضد مدافع الحملة الفرنسية
استطاع الأزهر بشيوخه وعلمائه مواجهة الحملة الفرنسية على مصر وقيادة الكفاح الوطنى ضد الفرنسيين فى ثورتى القاهرة الأولى والثانية بقيادة الشيوخ عمر مكرم، والشرقاوى، والسادات، وغيرهم ممن قادوا النضال والكفاح بعد هروب المماليك إلى الصعيد وخارج مصر.
وقائع الثورتين كانت خطيرة حيث شهدت إقدام الشعب المصرى على الكفاح المسلح بأدوات بسيطة ضد القوات الفرنسية، ما دفع قادة هذه القوات إلى اقتحام الأزهر الشريف وتدنيسه بالخيول لكونه مركز الثورة وقلبها ومحركها.
كما طارد الفرنسيون شيوخ الأزهر وحاولوا التخلص منهم لوقف حركة المقاومة، فضلاً عن محاولة نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر التقرب من الشيوخ والبعض أشاع أنه أعلن إسلامه، وطلب من شيوخ الأزهر مساعدته فى حكم البلاد من خلال تأسيس مجلس نيابى كما عرض عليهم المناصب الإدارية العليا، إلا أنهم رفضوا التعاون معه وحشدوا الشعب المصرى ضد الاحتلال الفرنسى.
وبرز دور شيوخ الأزهر بعد خروج الفرنسيين، حيث أرسل السلطان العثمانى خورشيد باشا والياً جديداً على مصر، لكنهم رفضوا هذا الاختيار فى سابقة تعد الأولى من نوعها كسرت هيبة السلطان العثمانى وأجبرته على احترام إرادة الشعب المصرى ممثلة فى شيوخه وعلمائه، وبعدها اختار شيوخ الأزهر محمد على باشا حاكماً لمصر ضد رغبة السلطان، وساعدوه فى توطيد أركان حكمه إلا أنه بدأ التخلص منهم بعد ذلك لكى ينفرد بالحكم.
ورغم تخلص محمد على من شيوخ وعلماء الأزهر، إلا أنه لم يجد أمامه سوى طلبة الأزهر ليرسل منهم أول البعثات المصرية إلى الخارج ليعتمد عليهم فى تحقيق مشروعه وبناء مصر الحديثة، وعادوا بعد سنوات قلائل بمعرفة ضخمة، ساهمت فى نهضة مصر بشكل حقيقى وسريع.
وكان هناك دور كبير للشيخ حسن العطار شيخ الأزهر فى توجيه دفة الأمور أيام محمد على، فهو الذى اقترح البعثات إلى فرنسا وأقنع محمد على بضرورة الاستعانة بالعلم الحديث لبناء دولة قوية، وكان رفاعة الطهطاوى ينقل التجربة الفرنسية فى الحكم والسياسة إلى شيوخ الأزهر، ولكنهم فشلوا فى فرضها على محمد على.
ولم يتأخر الأزهر عن المشاركة فى ثورة 1919، فقد خرج طلبة الأزهر خلف شيوخهم والتحموا بإخوانهم الأقباط ورفعوا شعار عاش الهلال مع الصليب، وخرجت التظاهرات من الجامع الأزهر الشريف، ثم جاء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ولم يستطع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يحشد معه الشعب إلا بعد توجهه للجامع الأزهر وخطب من على منبره،
والتف الشعب حوله فى مواجهة العدوان.
ثم جاء موقفه من ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، حيث أكد ضرورة سلمية التظاهرات فى 25 يناير وحث الشباب على التعقل وحماية البلاد من الانزلاق فى الفوضى الكاملة، وفى 30 يونيو دعا كل مصرى إلى تحمل مسئوليته أمام الله والتاريخ والعالم وحذر من الانجراف إلى الحرب الأهلية التى كانت بدت ملامحها فى الأفق وتنذر بعواقب لا تليق بتاريخ مصر ووحدة المصريين ولن تغفرها الأجيال لأحد.
وآخر تلك المواقف القوية للأزهر وشيوخه، ما أعلنه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، من رفضه لقرار الرئيس الأمريكى ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس، فضلاً عن رفضه مقابلة نائب ترامب، مايك بنس، خلال زيارته المرتقبة للمنطقة.
ودعا «الطيب» كافة القوى والمنظمات الدولية المحبة للسلام والمناهضة لسياسات الاستعمار المقيت أن تتحرك جميعًا لوقف هذه الكارثة الدولية والإنسانية التى تحل بعالمنا، مضيفاً «كيف لى أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس الأمريكى التراجع فوراً عن هذا القرار الباطل شرعاً وقانوناً».
ووجه الإمام الأكبر، نداء عاجلًا لأهالى القدس قائلاً: «لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم ومحبتكم لوطنكم.. ونحن معكم ولن نخذلكم».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.