سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات الصباحية السبت 4 مايو 2024    المالية: الانتهاء من إعداد وثيقة السياسات الضريبية المقترحة لمصر    إزالة فورية لحالتي تعد بالبناء المخالف في التل الكبير بالإسماعيلية    بلينكن: حماس عقبة بين سكان غزة ووقف إطلاق النار واجتياح رفح أضراره تتجاوز حدود المقبول    الحوثيون يعلنون بدء المرحلة الرابعة من التصعيد ضد إسرائيل    لاعبو فريق هولندي يتبرعون برواتبهم لإنقاذ النادي    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام وولفرهامبتون    نظراً لارتفاع الأمواج.. الأرصاد توجه تحذير للمواطنين    إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا    بعدما راسل "ناسا"، جزائري يهدي عروسه نجمة في السماء يثير ضجة كبيرة (فيديو)    حدث ليلا.. خسارة إسرائيل وهدنة مرتقبة بغزة والعالم يندفع نحو «حرب عالمية ثالثة»    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم السبت 4 مايو    اليوم، تطبيق أسعار سيارات ميتسوبيشي الجديدة في مصر    تفاصيل التحقيقات مع 5 متهمين بواقعة قتل «طفل شبرا الخيمة»    الداخلية توجه رسالة للأجانب المقيمين في مصر.. ما هي؟    إسكان النواب: إخلاء سبيل المحبوس على ذمة مخالفة البناء حال تقديم طلب التصالح    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    وفاة الإذاعي الكبير أحمد أبو السعود.. شارك في حرب أكتوبر    إغماء ريم أحمد فى عزاء والدتها بمسجد الحامدية الشاذلية    دراسة جديدة تحذر من تربية القطط.. تؤثر على الصحة العقلية    رسالة من مشرعين ديمقراطيين لبايدن: أدلة على انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي    صحيفة: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الجونة    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    لو بتحبي رجل من برج الدلو.. اعرفي أفضل طريقة للتعامل معه    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من تهديدات انتقامية ضدها    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    استقرار سعر السكر والأرز والسلع الأساسية بالأسواق في بداية الأسبوع السبت 4 مايو 2024    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الأزهر" يساند "الأقصى"
بعد موقفه الرافض للاستيلاء على القدس
نشر في الوفد يوم 13 - 12 - 2017


تحقيق - حمدى أحمد - اشراف :- نادية صبحى
نالت مواقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، القوية الرافضة قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده فى إسرائيل إلى القدس إشادة الجميع.
كما رفض شيخ الأزهر لقاء مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، خلال جولته المرتقبة لمنطقة الشرق الأوسط، وأعادت مواقف «الطيب» للأذهان المواقف التاريخية للأزهر الشريف أمام أى عدوان وظلم واجهته الدول الإسلامية وخاصة مصر منذ عهد المماليك، مروراً بالدولة العثمانية وحكم أسرة محمد على باشا، وصولاً إلى العدوان الثلاثى على مصر 1956 وثورتى 25 يناير2011 و30 يونيو 2013.
دور الأزهر الوطنى والسياسى طوال تاريخه منذ ألف عام لم يبتعد عن دوره الدينى والتعليمى الرائد، فبجانب الدور الدينى الخاص بالحفاظ على الدين الإسلامى والتراث وتدريس العلوم الشرعية من القرآن والحديث والتفسير والفقه وغيرها، يظهر دائماً الدور السياسى والوطنى للأزهر فى المواقف الصعبة التى يمر بها الوطن العربى والإسلامى.
مواقف شيوخ الأزهر الشريف مع الحكام والسلاطين شاهدة على عظمته وقوته والتى أعادها إلى الأذهان الشيخ أحمد الطيب بمواقفه المتتالية لما يحدث للمسلمين حول العالم، وكان آخرها موقفه القوى والرافض لقرار الرئيس الأمريكى ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بجانب رفضه طلب لقاء مبعوثه الخاص للمنطقة مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، فضلاً عن مواقفه مع مسلمى الروهينجا مؤخراً، وإرساله بعثة الأزهر للإغاثة لهم فى مخيماتهم ببنجلاديش، إضافة إلى مواقفه الثابتة من مواجهة الإرهاب وعند قيام ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو.
وعبر تاريخه الطويل، كان الأزهر منارة للعلم والمعرفة الدينية والدنيوية، وكان وجوده فى مصر حافظاً للتراث الإسلامى فى عصر الجهل والخرافة الذى ساد فى ظل حكم المماليك والعثمانيين لقرون طويلة، روجوا فيها للخرافة من أجل السيطرة على الشعب المصرى.
لكن دور الأزهر التاريخى المحفوظ له هو ما قام به شيوخ الأزهر إبان الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 وحتى عام 1801، فضلاً عن رفضهم الحاكم الجديد الذى أرسله السلطان العثمانى عقب خروج الحملة الفرنسية واجتماعهم لاختيار محمد على باشا والياً على مصر ضد رغبة السلطان العثمانى.
وثيقة أزهرية: العرب بنوا القدس قبل «النبى إبراهيم»
فى سبيل كشف كذب الادعاءات الأمريكية والإسرائيلية بأن القدس يهودية، أصدر الأزهر فى نوفمبر 2011 وثيقة بعنوان «وثيقة الأزهر عن القدس الشريف»، تضمنت تفنيداً تاريخياً للمغالطات التى أوردها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى خطابه، الذى أعلن فيه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، خصوصاً ما يتعلق ب«يهودية القدس».
وشددت الوثيقة على أن «عروبة القدس تضرب فى أعماق التاريخ لأكثر من 60 قرناً.. حيث بناها العرب البيوسيون فى الألف الرابع قبل الميلاد.. أى قبل عصر أبى الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- بواحد وعشرين قرناً.. وقبل ظهور اليهودية التى هى شريعة موسى- عليه السلام- بسبعة وعشرين قرناً».
وأوضحت الوثيقة: إن «شريعة موسى -عليه السلام- وتوراته قد ظهرت بمصر، الناطقة باللغة الهيروغليفية قبل دخول بنى إسرائيل غزاة إلى أرض كنعان، وقبل تبلور اللغة العبرية بأكثر من مائة عام، ومن ثم فلا علاقة لليهودية ولا العبرانية بالقدس ولا بفلسطين».
ولفتت الوثيقة إلى أن «الوجود العبرانى فى مدينة القدس لم يتعد 415 عاماً بعد ذلك، على عهد داود وسليمان- عليهما السلام- فى القرن العاشر قبل الميلاد.. وهو وجود طارئ وعابر حدث بعد أن تأسست القدس العربية ومضى عليها ثلاثون قرناً من التاريخ».
واعتبرت الوثيقة أنه «إذا كان تاريخ القدس قد شهد العديد من الغزوات والغزاة، فإن عبرة التاريخ تؤكد دائماً أن كل الغزاة قد عملوا على احتكار هذه المدينة ونسبتها لأنفسهم دون الآخرين.. صنع ذلك البابليون والإغريق والرومان وكذلك الصليبيون.. ثم الصهاينة الذين يسيرون على طريق هؤلاء الغزاة، ويعملون الآن على تهويدها واحتكارها والإجهاز على الوجود العربى فيها».
وأضافت: «لقد صنع الغزاة ذلك، بينما تفرد الإسلام الذى تميز بالاعتراف بكل الشرائع والملل واحترم كل المقدسات، وتفرد بتأكيد قداسة هذه المدينة، وإشاعة ذلك بين كل أصحاب الديانات والملل.. الأمر الذى جعل- ويجعل- من السلطة العربية على القدس ضماناً لمصالح الجميع، فالقدس فى ظل السلطة العربية هى- دائماً- مدينة الله، المنفتحة الأبواب أمام كل خلق الله وعباده».
وتابعت: «احتكار القدس وتهويدها- فى الهجمة المعاصرة- إنما يمثل خرقاً للاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية التى تحرم وتجرم أى تغيير لطبيعة الأرض والسكان والهوية فى الأراضى المحتلة، ومن ثم فإن تهويد القدس فاقد للشرعية القانونية، فضلاً عن مخاصمته حقائق التاريخ التى تعلن عروبة القدس منذ بناها العرب البيوسيون قبل أكثر من ستين قرناً من الزمان».
وأكدت الوثيقة، أن «الأزهر الشريف - ومن ورائه كل المسلمين فى الشرق والغرب، إذ يرفض هذه المشروعات، يحذر الكيان الصهيونى والقوى التى تدعمه من التداعيات التى تهدد سلام المنطقة بل سلام العالم كله، ويذكر الكيان الصهيونى بأن الصليبيين قد احتلوا مناطق أوسع مما تحتله الصهيونية.. ووقعت القدس فى الأسر الصليبى مدة تزيد على ضعف السنوات التى وقعت فيها فى قبضة الصهيونية الباغية.. ومع ذلك مضت سنة التاريخ التى لا تتخلف إلى طى صفحة الاحتلال وإزالة آثار عدوان المعتدين على الحقوق والمقدسات».
وأشارت الوثيقة إلى أن «القدس ليست فقط مجرد أرض محتلة، وإنما هى - قبل ذلك وبعده- حرم إسلامى مسيحى مقدس.. وقضيتها ليست - فقط- قضية وطنية فلسطينية، أو قضية قومية عربية، بل هى - فوق كل ذلك- قضية عقدية إسلامية، وإن المسلمين وهم يجاهدون لتحريرها من الاغتصاب الصهيونى، فإنما يهدفون إلى تأكيد قداستها، ويجب تشجيع ذلك عند كل أصحاب المقدسات لكى يخلصوها من الاحتكار الإسرائيلى والتهويد الصهيونى».
ألف عام من مقاومة الاحتلال
لسان حال الشعب ووكيله أمام جبروت الأمراء والسلاطين
الدكتور عبدالمقصود باشا، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، قال إن الأزهر ليس قلب مصر فقط، وإنما قلب العالم الإسلامى النابض فيه الحياة العلمية والدينية و«ترمومتر» الأمة، فقد كان قديماً ينصر الضعفاء أمام الظالمين وما زال إلى الآن.
وأضاف عبدالمقصود، أنه يوم جاءت الحملة الفرنسية على مصر، وقف الأزهر وشيوخه ضد الجيش الفرنسى. وعندما أراد نابليون وضع الشارة الفرنسية التى تعتبر أعلى وسام فرنسى على صدر الشيخ الشرقاوى، ما كان من الشرقاوى إلا أن ألقى بها تحت قدمه ولم يأبه لاعتبارها إهانة لفرنسا.
ولولا مقاومة الأزهر للحملة الفرنسية ما خرجت من مصر، فالأزهر حامل لواء المقاومة وليس المحاربة.
وأوضح أستاذ التاريخ الإسلامى أن الأزهر حافظ على التقاليد والعادات المصرية ضد محاولة الإنجليز والعثمانيين الذين حاولوا جلنزة وتتركة مصر، لافتاً إلى أن الأزهر وشيوخه وقفوا ضد الحكام الظالمين من ملوك وسلاطين المماليك والعثمانيين وأسرة محمد على.
أما الرئيس جمال عبدالناصر فلم يستطع تجييش الشعب لصد عدوان 1956 إلا بعدما ذهب إلى الأزهر وخطب من على منبره،
وباركه علماؤه.
وحول قوة ومكانة شيوخ الأزهر طوال تاريخه عند الشعب، أشار عبدالمقصود إلى مكانة الشيخ الخراشى أول شيوخ الجامع الأزهر، حيث كان ناصراً للمظلومين وله مواقف قوية ضد الحكام، حتى إن جملة «يا خراشى» التى يتداولها المصريون حتى الآن باللغة العامية ترجع إلى الشيخ الخراشى.
فقد كان علماء وشيوخ الأزهر ملجأ الشعوب. وكان إذا ظلم الرجل أو نهب ماله يلجأ إلى شيوخ الأزهر للحصول على حقه، ومن هنا عرف الحكام قوة الأزهر وأنه أساس الدولة، وعمدوا إلى تخريبه وإبعاده عن مركز القيادة.
وأكد أستاذ التاريخ الإسلامى، أن الأزهر قاده علماء أجلاء وأقوياء أبرزهم الشيخ حسن العطار ومحمد عبده ومحمد مصطفى المراغى، وعبدالحليم محمود، وجاد الحق على جاد الحق، وآخرهم الشيخ أحمد الطيب.
وحول موقف الشيخ الطيب الأخير من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قال عبدالمقصود إن ترامب كذاب وأفاق وضرب ب18 قراراً دولياً صادراً من الأمم المتحدة ومجلس الأمن عرض الحائط، وزيّف التاريخ.
وأضاف أن هذا القرار يجلب الدمار على إسرائيل، لأن القدس كلها عاصمة فلسطين وليست القدس الشرقية فقط، فالقدس لنا نحن العرب، موجهاً حديثه إلى ترامب «كان غيرك أشطر.. الصليبيون احتلوها 100 عام ولم يستطيعوا احتلالها أكثر من ذلك وكذلك إسرائيل لن تتمكن من احتلالها بشكل دائم، وسيأتى اليوم الذى يخلصها الله منها».
ويقول الدكتور محمد عبدالعاطى، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع القليوبية، إنه لابد من الإشادة بموقف الإمام الأكبر ووقوفه ضد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، لأنه يدل على أن الأزهر يستمد عافيته وقوته من هذا الإمام الذى لا يخشى فى الله لومة لائم.
وأضاف عبدالعاطى أن دور الأزهر ليس تعليمياً ودينياً فقط وإنما تتعدد أدواره.. ومن هنا استمد قوته فى العالم الإسلامى عبر 1000 عام منذ إنشائه، فالأزهر يمتد طولاً فيستوعب الزمان كله ويمتد عرضاً فيشمل العالم الإسلامى كله، والدور الاجتماعى والسياسى لا يبتعد عن دوره الدينى.
وأوضح عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن شيخ الأزهر كان فى القديم والحديث له كلمة مسموعة.. وإذا ما تكلم سمع له الجميع، فقد كان الأزهر لسان حال الشعب ووكيله إلى الأمراء والسلاطين.
ودلل على ذلك عندما انتشر الغلاء بين الناس وأغلقت المحال، فصعد الشيخ أحمد الدردير مئذنة الجامع الأزهر ودعا إلى الوقوف بجانب الفقراء واجتماع الناس لكى تنخفض الأسعار وتفتح المحال مرة أخرى، وحدث ذلك بالفعل، مشيراً إلى أن الأزهر كان بإمكانه أن يعزل سلطاناً أو يبقيه خاصة أنه يتحدث باسم الدين والشعب فى نفس الوقت.
وأكد عبدالعاطى أن الأزهر ينظر إلى القدس على أنها مسألة دينية عقدية وليست سياسية فقط، حيث إن الله وصف الشخصية التى ستدخل القدس فى الآية الكريمة، «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أولى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً»، مشيرا إلى أن ما أقدم عليه ترامب هو الإرهاب بعينه فقد أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، فكيف يقول بعد ذلك إنه يحارب الإرهاب وهو يمارسه.
ثورة العمائم ضد مدافع الحملة الفرنسية
استطاع الأزهر بشيوخه وعلمائه مواجهة الحملة الفرنسية على مصر وقيادة الكفاح الوطنى ضد الفرنسيين فى ثورتى القاهرة الأولى والثانية بقيادة الشيوخ عمر مكرم، والشرقاوى، والسادات، وغيرهم ممن قادوا النضال والكفاح بعد هروب المماليك إلى الصعيد وخارج مصر.
وقائع الثورتين كانت خطيرة حيث شهدت إقدام الشعب المصرى على الكفاح المسلح بأدوات بسيطة ضد القوات الفرنسية، ما دفع قادة هذه القوات إلى اقتحام الأزهر الشريف وتدنيسه بالخيول لكونه مركز الثورة وقلبها ومحركها.
كما طارد الفرنسيون شيوخ الأزهر وحاولوا التخلص منهم لوقف حركة المقاومة، فضلاً عن محاولة نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر التقرب من الشيوخ والبعض أشاع أنه أعلن إسلامه، وطلب من شيوخ الأزهر مساعدته فى حكم البلاد من خلال تأسيس مجلس نيابى كما عرض عليهم المناصب الإدارية العليا، إلا أنهم رفضوا التعاون معه وحشدوا الشعب المصرى ضد الاحتلال الفرنسى.
وبرز دور شيوخ الأزهر بعد خروج الفرنسيين، حيث أرسل السلطان العثمانى خورشيد باشا والياً جديداً على مصر، لكنهم رفضوا هذا الاختيار فى سابقة تعد الأولى من نوعها كسرت هيبة السلطان العثمانى وأجبرته على احترام إرادة الشعب المصرى ممثلة فى شيوخه وعلمائه، وبعدها اختار شيوخ الأزهر محمد على باشا حاكماً لمصر ضد رغبة السلطان، وساعدوه فى توطيد أركان حكمه إلا أنه بدأ التخلص منهم بعد ذلك لكى ينفرد بالحكم.
ورغم تخلص محمد على من شيوخ وعلماء الأزهر، إلا أنه لم يجد أمامه سوى طلبة الأزهر ليرسل منهم أول البعثات المصرية إلى الخارج ليعتمد عليهم فى تحقيق مشروعه وبناء مصر الحديثة، وعادوا بعد سنوات قلائل بمعرفة ضخمة، ساهمت فى نهضة مصر بشكل حقيقى وسريع.
وكان هناك دور كبير للشيخ حسن العطار شيخ الأزهر فى توجيه دفة الأمور أيام محمد على، فهو الذى اقترح البعثات إلى فرنسا وأقنع محمد على بضرورة الاستعانة بالعلم الحديث لبناء دولة قوية، وكان رفاعة الطهطاوى ينقل التجربة الفرنسية فى الحكم والسياسة إلى شيوخ الأزهر، ولكنهم فشلوا فى فرضها على محمد على.
ولم يتأخر الأزهر عن المشاركة فى ثورة 1919، فقد خرج طلبة الأزهر خلف شيوخهم والتحموا بإخوانهم الأقباط ورفعوا شعار عاش الهلال مع الصليب، وخرجت التظاهرات من الجامع الأزهر الشريف، ثم جاء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ولم يستطع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يحشد معه الشعب إلا بعد توجهه للجامع الأزهر وخطب من على منبره،
والتف الشعب حوله فى مواجهة العدوان.
ثم جاء موقفه من ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، حيث أكد ضرورة سلمية التظاهرات فى 25 يناير وحث الشباب على التعقل وحماية البلاد من الانزلاق فى الفوضى الكاملة، وفى 30 يونيو دعا كل مصرى إلى تحمل مسئوليته أمام الله والتاريخ والعالم وحذر من الانجراف إلى الحرب الأهلية التى كانت بدت ملامحها فى الأفق وتنذر بعواقب لا تليق بتاريخ مصر ووحدة المصريين ولن تغفرها الأجيال لأحد.
وآخر تلك المواقف القوية للأزهر وشيوخه، ما أعلنه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، من رفضه لقرار الرئيس الأمريكى ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس، فضلاً عن رفضه مقابلة نائب ترامب، مايك بنس، خلال زيارته المرتقبة للمنطقة.
ودعا «الطيب» كافة القوى والمنظمات الدولية المحبة للسلام والمناهضة لسياسات الاستعمار المقيت أن تتحرك جميعًا لوقف هذه الكارثة الدولية والإنسانية التى تحل بعالمنا، مضيفاً «كيف لى أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس الأمريكى التراجع فوراً عن هذا القرار الباطل شرعاً وقانوناً».
ووجه الإمام الأكبر، نداء عاجلًا لأهالى القدس قائلاً: «لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم ومحبتكم لوطنكم.. ونحن معكم ولن نخذلكم».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.