كتب : حمدى أحمد قال محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء، إن التطرف هو انحراف في الفكر والسلوك وقد يكون دينيا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو غير ذلك، وهو من شأنه أن يفتح التقليد الأعمى للآخرين نظرًا لانتشار التقليد لأفكار وممارسات الآخرين، لا سيما إن كانت مغلفة بغلاف ديني، وما يحدثه ذلك من ارتكاب أعمال إجرامية. وأضاف زقزوق، خلال كلمته بمؤتمر "التطرف وأسره السلبي على مستقبل التراث الثقافي العربي" الذى عقد اليوم الإثنين، أن انتشار الأمية الدينية والفكرية يساعد كثيرا على نشر هذا الفكر المتطرف، فالعقل هو أهم نعمة أنعم الله بها على الإنسان وتربية العقول على الفهم الصحيح من أوجب ما يكون على الوالدين حتى لا يقع الشباب فريسة سهلة في يد العابثين، فهم ثروة نعتمد عليها في بناء الأوطان. وأوضح أن المتطرفون ينشرون أفكارهم بإبعاد الآيات القرآنية أوالأحداث النبوية عن سياقها، فالقرآن يبين لنا أن العقل الإنساني نور من نور الله، والقرآن بين لما أن الله عندما خلق الإنسان نفخ فيه من روحه، واستحق الإنسان لذلك أن تسجد له الملائكة، ويعبر القرآن يعبر عن مسؤلياتنا عن نعم الله علينا. وأكد زقزوق، أن الشرع أوجب النظر بالعقل في الموجودات، والتراث ميراث، وعندما تؤل تركة إلى شخص ويقذف بها في البحر يوصف بالجنون، فإذا بددها ولم يحسن استخدامها فهو أحمق، لكن إذا استغلها واستخدمها أحسن استخدام فهو شخص بصير، فلا ينبغي أن ننظر إلى التراث على أنّه ماض فقط، فالزمن حلقات متصلة ماض وحاضر ومستقبل فالفكر يتطور ولا فهم للفكر والواقع إلا بالقديم، فنحن مع التواصل المستمر بين التراث ومتطلبات العصر. ولفت عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن التراث منجم وبحر زاخر يحتاج إلى غواصين مهرة يستطيعون استخلاص ما يثري حياتنا، مع حمايته من عبث العابثين، ولا بد من أن نفصل هنا بين التراث البشري وبين مصدري الدين وهما القرآن والسنة النبوية فهما فوق التراث وليسوا من التراث، فالدين شيء والتراث شيء آخر.