كتب عبدالمنعم السيسى وإسلام فرج: كشفت مصادر مطلعة، أن الموضوعات الخلافية، وأزمة مقاطعة قطر من قبل الدول الخليجية (السعودية، الإمارات، البحرين) ومصر، لن تكون مدرجة على جدول أعمال القمة الخليجية التى تنعقد يومى الثلاثاء والأربعاء. وأوضحت المصادر، أن القمة ستبحث جميع قضايا وموضوعات التعاون فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنمائية والتعليمية وغيرها من أوجه تنمية الروابط الخليجية، بما يخدم مصالح وشعوب دول المجلس والمقيمين على أرضها. وأشارت المصادر إلى أن طرح ملف الأزمة القطرية ومعالجتها متروكان للوساطة الكويتية وجهود ومساعى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، الذى سيتخذ الموقف والإجراء المناسب متى يشاء. وربط مراقبون وساسة خليجيون بين عقد القمة السنوية فى موعدها فى ديسمبر وبين وجود دلائل متزايدة على أن قطر بدأت الإذعان لمطالب الدول الأربع المقاطعة، لا سيما أن الفترة الأخيرة شهدت تحركات مكوكية بين الدوحةوالكويت وأبوظبى، قالوا إنها فتحت نافذة لحل الأزمة القطرية بحسب صحيفة «عكاظ» السعودية. وأشاروا فى هذا الصدد إلى إيفاد أمير قطر مبعوثين إلى الكويت، الأسبوع الماضى، وعلى الأثر أوفد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، الذى يتولى الوساطة وزير خارجيته برسالة للملك «سلمان»، وأوضحوا أن تغريدة وزير الدولة الإماراتى، أنور قرقاش، التى أشار فيها إلى أن التناقض هو التنازل فى الظلام، وتنفيذ المطلوب فى الغرف المغلقة، يعزز الاحتمالات باستجابة قطر للمطالب ال13 التى تشترطها الدول الأربع المقاطعة. ورجح مراقبون، أن يقدم أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، تصوراً جديداً لحل الأزمة، بديلاً عن المطالب ال13 التى كانت قد قدمتها الدول الثلاث، بالإضافة إلى مصر لقطر. وأشارت المصادر إلى أن السويعات التى ستسبق اجتماع وزراء الخارجية ستشهد اجتماعاً موسعاً لشخصيات كبرى لبلورة المواقف، وبحث إمكانية تنقية الأجواء، مشيرةً إلى وصول وفد سعودى يضم «36» شخصية للمشاركة فى هذه التحضيرات. وأعربت المصادر عن تفاؤلها بإمكانية تحقيق الوساطة الكويتية نتائج إيجابية وحلاً للأزمة. كما كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لصحيفة «السياسة» الكويتية، أن الكويت تلقت ردوداً إيجابية من السعودية والإماراتوالبحرين بشأن مستوى تمثيلها فى القمة الخليجية المقررة انعقادها يومى الثلاثاء والأربعاء. ونقلت الصحيفة الكويتية عن مصادر دبلوماسية فى المنامة تأكيدها أن البحرين ستشارك فى القمة بوفد رفيع المستوى، فيما اعتبرت مصادر مُطلعة أن مستوى التمثيل للدول الخليجية سيكون مفاجئاً للمراقبين والمتابعين، وسيغلق الأبواب أمام كل محاولات ضرب مجلس التعاون ووحدة دول الخليج. وجدّدت القول بأن «انعقاد القمة فى الكويت رسالة تثبيت لمسيرة واستمرارية وحدة ووجود كيان مجلس التعاون بعد الكم الكبير من التشكيك بمستقبل هذا الكيان والتسريبات المشبوهة التى روجت لانفصال هذه الدولة أو استبعاد تلك من المجلس». وكان العاهل البحرينى، الملك حمد بن عيسى، ووزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد، هدّدا بعدم حضور القمة الخليجية حال حضور قطر، فيما أكد الشيخ سلطان بن سحيم آل ثانى، أحد أفراد العائلة الحاكمة القطرية، ضرورة حضور المعارضة القطرية القمة الخليجية، مشدداً على أهمية الفصل بين تنظيم الحمدين ودولة قطر فى التعامل مع الأزمة الراهنة. من ناحية أخرى، تجرى الاستعدادات المكثفة فى الكويت لعقد القمة الخليجية المقررة على قدم وساق. واستكملت الكويت جميع التحضيرات والتجهيزات اللازمة لاستضافة القمة. وقررت وزارة الداخلية الكويتية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين القمة ومقر إقامة الوفود الرسمية والإعلامية. وقد تزينت الكويت فى شوارعها الرئيسية بأعلام الدول الخليجية الست كما هو معتاد فى القمم السابقة، وفى إطار التحضيرات الرسمية التقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى، عبداللطيف الزيانى، ووزير الخارجية الكويتى، الشيخ صباح الخالد الصباح؛ لبحث التحضيرات اللازمة ومتابعة الاستعدادات المكثفة التى اتخذتها الكويت والأمانة العامة لدول مجلس التعاون.