إيمان مجدي: يلجأ رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لنشر العديد من المشكلات والتجارب شديدة الخصوصية على صفحاته، بجانب نشر بعض المنشورات الخارجة عن نطاق القيم والأخلاق، ما يثير المتابعين للرد بتعليقات الجاد منها والساخر. وفي هذا السياق أكد محمد ابو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، أن الانترنت "نكبة" على البيت المصري والعربي، وأصبح سلاح لهدم العلاقات الاسرية، وفضح اسرار البيوت وذلك بعرضها على صفحات التواصل الإجتماعي. كما قال أبو ليلة في تصريح خاص ل"بوابة الوفد":"الله ستار، وأمرنا ألا نجاهر بالمعاصي والكلام البذئ ولا نشنع بالناس ولا بأنفسنا، وسبحانه يستر العلاقات الزوجية، وغيرها من العلاقات سواء علاقات أسرية أو صداقة وجيران والتي نقوم نحن ونفضحها على صفحات التواصل"، معتبر ما يحدث جريمة أخلاقية في حق النفس والمجتمع. ولفت إلى أن هناك بعض المخطوبين والأزواج والزوجات ينشرون قصص إنفصالهم بالتفصيل والتجاوز في حق الطرف الأخر ، موضحًا ان الإسلام حرم تشنيع الزوج بالزوجة والعكس وذلك على نطاق المجتمع الضيق من الأسرتين والأصدقاء والجيران والزملاء، -فما بالنا اليوم تعرض على الانترنت فيقراها البعيد والقريب_على حد قوله. واستنكر أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، ما يقوم به رواد تلك الصفحات، والتي شببها بالصحف الصفراء التي كثيرًا ما وجهنا لها اللوم لأنها تشنع بالناس وتنشر الفضائح وتخوض في الأعراض، مؤكدًا أن تلك الصفحات أصبحت أشد خطورة من الصحف الصفراء. وتابع قائلا إن الإسلام دعا إلي الخُلق واحترام الخصوصيات والمبادئ والاحتفاظ بأسرار النفس والمجتمع كله، لأن لا يوجد انسان ليس له سر، وموضوعات شخصية لو ظهرت تفتت المجتمع. "ارتكاب الرذيلة بقى هين على الناس والعار لا يثير احد فانعدمت الغيرة بين الناس على العرض والخصوصية والثقافة الوطنية وهذا له مردرو سلبي عميق على المجتمع، ولو اباحنا نشر كل شئ من خصوصيات وغيره، سنجد الكثير يخترعوا القصص الوهمية للحث على الفساد وإظهار القبح والخبرات السيئة الخارجة عن القيم والله تعالى أمرنا بالستر"هكذا أكد أبو ليلة. اما عن نشر التجارب الهادفة والمفيدة بدون التعمق في تفاصيل بهدف نشر التوعية والاستفادة منها، فأشار أنه أمر ليس به حرج ويستفيد منه الأخرين، منوها أن هناك بعض المشاكل الخاصة لابد من عرضها على أهل العلم. واستطرد" وصلني أمر بنشر ما يسئ للأخرين وذلك بالقرى التي دائما محصنة وتلتزم بالقيم، مما سيجعل الأمر يتطور وقد يصل للقتال حفاظا على خصوصيات الأسر وعرضهم". وأخيرا قال أن ما يقوم به رواد صفحات التواصل الإجتماعي بنشر كل شئ على العلن أمر يضر بصالح المجتمع لأن هناك أجهزة خارجية تتربص للشعوب وتحاول السيطرة عليها، وذلك يسهل عملها لأنها يصلها كل الأخبار بسهولة على الأنترنت.