يعتبره البعض أجرأ وأشهر صحفى بريطانى منذ السبعينات حتى الآن، ويراه آخرون مجرد صحفى مبالغا كتاباته وتقاريره، وأنه عين بريطانيا والغرب المخادعة أو الكاذبة فى الشرق الأوسط، صنع شهرته من خلط الحقيقة بالخيال، وإضفاء تصورات وتوقعات على كتابته التى تصادف أن صدق بعضها فأصاب من ورائها المال والشهرة، بما فيها مقابلات خاصة مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى، وأنه شهد لهذا الإرهابى بقوله: قد يكون «بن لادن» يمثل الإسلام المعتدل، فلماذا قتلوه؟، وإن اختلفت الآراء حوله، فإنه لا يختلف اثنان على أنه حقق شهرته على حساب الحروب والصراعات فى الشرق الأوسط، وأن كثيراً من مقالاته أججت وغذت خلافات وانقسامات فى الرأى داخل بلدان عربية منها مصر، والتى لم يتوقف عن مهاجمتها منذ اندلاع ثورة 25 يناير، ومحاولة إثارة الفتن والفرقة بها بمقالاته التى تروج لصورة سلبية مغلوطة وكاذبة عن مصر فى بريطانيا وكافة دول الغرب التى تترجم عنه، اعتقادا أنه عين ثاقبة للتغطية الخبرية والرؤية التحليلية لمجريات الأحداث فى دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها لبنان الذى يتخذه الآن مقراً لإقامته لمراسلة صحيفة «إندبندنت»، إنه الكاتب والمحلل المعروف البريطانى روبرت فيسك. ولد روبرت فيسك فى 12 يوليه 1946 فى ميدستون بانجلترا، وهو الابن الوحيد لوالديه، والده كان يعمل أمين صندوق فى إحدى الشركات، وقد خاض الحرب العالمية الأولى، وحكى لابنه روبرت الكثير عن ويلات هذه الحرب، ومن هنا كان ولع روبرت بتغطية أخبار الحروب والصراعات عندما صار صحفياً، حصل روبرت على تعليمه من جامعة لانكستر، وعلى الدكتوراه من كلية ترينتى عام 85 فى العلوم السياسية، تزوج من المراسلة الصحفية لارا مارلو عام 94 وانفصل عنها عام 2006، بدأ حياته كمراسل لصحيفة فى البرتغال لتغطية آثار ثورة القرنفل،، ثم عمل كمراسل حر فى منطقة الشرق الأوسط بشكل متقطع عام 1976 لوسائل إعلام بريطانية مختلفة، حتى التقطته صحيفة «إندبندنت» البريطانية عام 1989 بسبب تغطياته التى اعتبرتها ناجحة فعينته مراسلاً لها فى الشرق الأوسط، كما سبق وقام بتغطية مشاكل أيرلندا الشمالية، وأخبار الثورة البرتغالية عام 1974، والحرب الأهلية اللبنانية، والثورة الإيرانية فى عام 1979، والحرب السوفيتية فى أفغانستان، والحرب الإيرانية - العراقية، وحرب الخليج، والحرب البوسنية، والمدنية الجزائرية، حرب كوسوفو، كما كان من قبل شاهدا على مذبحة صبرا وشاتيلا ومذبحة غزة، والتدخل الدولى عام 2001 فى أفغانستان، غزو العراق فى عام 2003، الربيع العربى فى عام 2011 والحرب الأهلية السورية المستمرة. يأخذ عليه الصحفيون والمراقبون السياسيون المعتدلون أنه لا ينقل الواقع بصورة حيادية، وأنه يتجاهل بصورة تامة مصادر المعلومات والتحليل انطلاقا من الواقع المحلى، ويقول أشياء كثيرة عن يساريين وليبراليين فى الشرق الأوسط دون الاقتراب الحقيقى منهم، بل اكتفى منذ سنوات طويلة بعلمه وأفكاره الخاصة القديمة التى لم يغيرها، وإنه تمركز حول السرد والخطابات الغربية الثابتة ليكتب عن الشرق الأوسط من وراء قناع «المهنية»، ولم يخرج من مرحلته الظلامية القديمة إلى نور الحقيقة الحديثة، فهو لا يفرق فى ذلك بينه وبين ظلامية الجهاديين، الذين اكتفوا بعلمهم القديم المستقر، الوطنيون فى مصر يعتبرونه كارهاً لمصر، وأنه يتاجر بأحداث هامشية لخدمة أطراف بعينها، وهو يثير جدلاً وغموضاً إضافياً لأنه يتنبأ بكوارث قبل وقوعها، منها تنبؤه بعمليات إرهابية، وبعناصر من تنظيم داعش تدخل من سيناء، كما تنبأ بسقوط حكم مبارك، فيما كشفت الوثائق التى تركها أسامة بن لادن،أنه طلب من روبرت التواصل معه بغرض إعداد فيلم وثائقى يجرى بثه تزامناً مع الذكرى ال10 لأحداث 11 سبتمبر، وكشفت رسالة موجهة من ابن لادن إلى قيادات بالتنظيم، أنه أسند إليهم تكليفاً بأن يرسلوا روبرت فيسك لعمل هذا الفيلم لإيضاح دوافع التنظيم لمواصلة هذه الحرب. حصل على العديد من الجوائز البريطانية والدولية فى الصحافة، ونشر عدداً من الكتب، وهو يرى الآن أن الجيش السورى لا يزال حيوياً ونشطاً، وسيقوم على الأرجح بمهمة إعادة بناء البلاد عندما تنتهى الحرب فى نهاية المطاف، وأن مأساة سوريا ستنهى الغطرسة الغربية.