قبل ثمانية أعوام كشفنا في صحيفة "الوفد" عن مخطط صهيوني يستهدف ضرب قناة السويس، عن طريق شق ممر ملاحي من العقبة للبحر الأبيض بمحاذاة الحدود المصرية.. ووقتها ناقش مجلس الشعب القضية و اكتفى بالإعراب عن قلقه، وردت علينا وزارة الخارجية بأنها تتابع الأمر باهتمام.. وفي الوقت الذي كنت أنتوي فيه التحذير من اعتزام إسرائيل الإسراع بتنفيذ مخططها، بمعاونة الدول الغربية.. خاصة بعد عرض الرئيس الفرنسي ساركوزي دعم المشروع بثلاثة مليارات دولار.. قرأت خبراً عن استضافة جامعة القاهرة لمؤتمر بعنوان "مشروع قناة طابا العريش" الذي يطرحه المهندس سيد الجابر.. حقيقة لا أدري ما هوية هذا المشروع ولا مقدمة.. لكنه كارثة بكل المقاييس.. فمثل هذا المشروع لو افترض أن لدينا تمويله وقدرتنا على منافسة التمويل الأوروبي للمشروع الإسرائيلي.. لن ينتج عنه إلا تحقيق الحلم الإسرائيلي بمشاركة مصر في ممر ملاحي يربط بين البحرين وستدخل الأردن أيضاً شريك ثالث فيه.. والنتيجة الحتمية لمثل ذلك المشروع سواء طرح بحسن نية أو غيرها هو أن تتحول قناة السويس لترعة لتربية البط.. أحذر جامعة القاهرة العريقة من تبني مثل تلك المشاريع المشبوهة وما تحويه من وعود براقة.. والبديل الأمثل الذي كان يجب على جامعة القاهرة تبنيه هو مشروع توسعة وتطوير وتعميق قناة السويس، فهذا أجدى اقتصاديا وأقل كلفة.. و أقوى استراتيجيا بكثير من ممر ملاحي في مرمى نيران إسرائيل والفصائل الفلسطينية.. والرأي القائل بأن قناة "طابا العريش" المزعومة يساعد في تنمية سيناء، مردود علية بأن التنمية من الغرب ستكون أجدى عنها من الشرق.. مع استمرار مصر في التمسك بحقها في خليج العقبة، وعدم السماح لإسرائيل باستغلال مياهه بحفر قناتها المشبوهة، لأن مياه الخليج في هذه المنطقة حق لجميع الدول المشاطئة.. و أخيراً أقول يجب ألا تلهينا قضايا اللحية ومسلسلات رمضان عن التصدي لذلك المخطط الصهيوني بكل السبل، وأولها عدم منح إسرائيل الموافقة على الحفر في خليج العقبة تحت أي ذريعة.