كتبت- نسمة أمين: أمر الله سبحانه وتعالى بإكرام الوالدين، والإحسان إليهما، وطاعتهم في شتى أمور الحياة، حتى قرن طاعته بطاعتهما، بل وجعل لهذا عظيم الأجر والثواب والتوفيق في الدنيا والآخرة، ولكن حث الإسلام أيضًا على التمسك بالحياة الزوجية وعدم الإقدام على إنهائها، فماذا يفعل المسلم إذا طالبه والديه بهدم حياته الزوجية والإقدام على طلاق زوجته، هل يقبل بهذا الأمر لإرضائهم وبرهم، أم أنه لا يجوز طاعة الوالدين فى الأمر بالطلاق. تحدثت دار الإفتاء المصرية فى إحدى فتواها حول هذا الأمر، لتبين ما يجب على المسلم فعله لينول رضا ربه سبحانه وتعالى، مفيدة بأن الإسلام حث على التمسك بالحياة الزوجية وعدم هدم استقرار الأسرة، إلا إذا استحالت العشرة بين الزوجين واستنفذت كل مساعي الصلح بينهما. وأوضحت الإفتاء، بأن الله سبحانه وتعالى جعل الطلاق من أبغض الحلال، كما جعل بر الوالدين من أوجب الواجبات، وعقوقهما من الكبائر المهلكات، فقال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، إلا أنه لا يجب على الابن أن يطيع والديه في طلاق زوجته، بل يحافظ على زوجته وأسرته ما استطاع. وأكدت الإفتاء، أنه ليس تطليق الزوجة من برهما، فالبر بالوالدين معناه الإحسان إليهما بالقول اللين اللطيف الدال على الرفق والمحبة، وتجنب غليظ القول الموجب للنفرة، واقتران ذلك الشفقة والعطف والتَّودد والإحسان بالمال وغيره من الأفعال الصالحات، كما قال تعالى: "فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۞ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا".