كتب- أحمد عبدالله: بدأت أزمة سد النهضة الإثيوبى خلال إجراء الحكومة الإثيوبية مسحًا جغرافيًا لموقع السد، عام 2009، واستمر العمل دون إعطاء القاهرة اهتمامًا للأمر حتى أعلنت أديس أبابا الانتهاء من تصميمه في نوفمبر 2010. وبعد العديد من الأحداث السياسية التي شهدتها مصر خاصة بعد ثورة 25 يناير، وإعلان إثيوبيا المشروع رسميًا في نهاية مارس 2011، ووضع رئيس وزراء إثيوبيا السابق مليس زيناوي حجر الأساس للسد في الثاني من أبريل 2011. حاولت مصر النظر للأمر بجدية بعد شروع إثيوبيا فى إطلاق شارة البدء فى إنشاء السد خشية من تفاقم المشكلة والمساس بالأمن المائى لمصر، أعلنت إثيوبيا فى ذلك الوقت تقاسمها مخططات السد مع مصر ودراسة تأثيره على المصب المصري خلال 2011، حتى يصل الطرفان على تشكيل لجنة دولية لدراسة آثار بناء السد على مصر إلى عام 2013. وقام الرئيس عبدالفتاح السيسى باستئناف العديد من المفاوضات للسد مرة أخرى، كان آخرها اجتماع ال17 للجنة الفنية الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا. وتستعرض "بوابة الوفد"، أبرز تصريحات الرئيس السيسي لطمأنة المصريين بشأن سد النهضة البداية في يونيو 2014، خلال حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسًا للجمهورية قائلًا: "أقول لأبناء الشعب المصري العظيم الذي قامت حضارته العريقة على ضفاف نهر النيل الخالد لن أسمح لموضوع سد النهضة أن يكون سببًا لخلق أزمة أو مشكلة، أو أن يكون عائقًا أمام تطوير العلاقات المصرية سواء مع إفريقيا أو مع إثيوبيا وإن كان السد يمثل حقها في التنمية فالنيل يمثل لنا حقنا في الحياة". الرسالة الثانية خلال كلمته التى ألقاها في القمة الثلاثية بالخرطوم مارس 2015 قائلًا: "مشروع سد النهضة يشكل مصدر تنمية لملايين المواطنين الإثيوبيين من خلال إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة، لكن بالنسبة لأشقائهم الذين يعيشون على ضفاف النيل في مصر، والذين يماثلونهم في العدد تقريبًا، فإنه يمثل مصدر قلق؛ وهذا لأن النيل هو مصدر المياه الوحيد لهم في الواقع هو مصدر حياتهم" وفى ديسمبر 2015، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في ختام كلمته بتدشين المرحلة الأولى من مشروع المليون ونصف مليون فدان وحديثه عن مفاوضات السد مطمئنًا جموع الشعب: "اطمئنوا الأمور تسير بشكل جيد و مطمئن، وأنا مضيعتكمش قبل كده علشان أضيعكم في ملف سد النهضة". وأثناء لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي برئيس مجلس الوزراء ووزيري الزراعة والري فى يونيو 2016، وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: "إن مصر تساند حق الشعب الإثيوبي في التنمية، وتؤكد في ذات الوقت على حقها في الحياة باعتبار نهر النيل مصدرها الوحيد للماء العذب". وفى يناير 2017، خلال انعقاد الجلسة النقاشية مع عدد من شباب الصعيد خلال المؤتمر الوطني الدوري للشباب، قال الرئيس السيسي: "إن قلق المصريين تجاه سد النهضة الإثيوبي مشروع للغاية؛ لأن الأمر ده حياتنا، ومحدش يقدر يستهين بقلقنا، المياه بالنسبة لنا حياة أو موت، ولن نسمح بأي قلة لحصة مصر في مياه النيل ، والموضوع ماشي بشكل جيد في إطار اتفاقية وقعت مع إثيوبيا منذ 3 سنوات". وخلال كلمته التى ألقاها بالجمعية العامة للأمم المتحدة وفى سبتمبر 2017، قال الرئيس السيسي: "إنه يجب احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها، انطلاقًا من هذه المبادئ كانت مصر من أكثر الدول اهتمامًا بإطلاق مبادرة حوض النيل عام 1999، وسعت للتوصل للاتفاق الثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا لمعالجة قضية سد النهضة من منظور تعاونى ينشئ إطارًا قانونيًا واضحًا لمعالجة ذلك الملف. وأثناء لقائه بوسائل الإعلام المصرية والأجنبية نوفمبر 2017، خلال منتدى شباب العالم، أكد الرئيس السيسي أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن الدولة المصرية تعتمد على نفسها فيما يتعلق ببناء سد النهضة الإثيوبى، وقال :"ليس صحيحًا أننا نعتمد على معلومات من الجانب السودانى، نحن نعتمد على أنفسنا". وشدد الرئيس، خلال لقائه مع الإعلاميين المصريين والأجانب على هامش منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، على أن مهمتنا هى الحفاظ على أمننا القومى، ونحن قادرون على حمايته، كما أن المياه بالنسبة لمصر "أمن قومى". وجاء آخر رسائل الطمئنينة "محدش يقدر يمس مية مصر".. تلك الجملة التي أكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته التى ألقاها بافتتاح بركة "غليون" للاستزراع السمكي بمحافظة كفرالشيخ، بعد الحديث الدائم عن أزمة المياة وسد النهضة، فضلًا عن إعلان فشل الاجتماع ال17 للجنة الفنية الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا قبل أيام.