كتب سناء حشيش وسيد العبيدى: طالب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بسرعة إصدار قانون الفتوى من البرلمان لحسم أى جدل يثار بشأنه. أكد الوزير أنه سلم قائمتين بترشيح بعض الأئمة المتميزين للبرامج الدينية العامة والإفتاء، والثانية للمرشحين للبرامج الدينية العامة. عقب لقائه أمس برئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد احمد بعد الإعلان عن قصر حق الإفتاء على 50 عالمًا فقط من أصحاب الرأى بالأزهر والأوقاف. كشف وزير الأوقاف عن مجهودات متواصلة بين مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مع الأزهر الشريف، حيث اتفق الطرفان على قصر حق الإفتاء على 50 عالمًا فقط من أصحاب الرأى بالأزهر والأوقاف. ورحب الشارع السياسى بالخطوة التى اتخذها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتنسيق مع مؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، متمثله فى قصر الفتوى على 50 شخصية من كبار العلماء وأساتذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، بالحديث حول ما يهم المواطن من أمور دينية مرتبطة بالعقيدة الإسلامية، وعدم السماح لغير المتخصصين من الظهور الإعلامى. وتعد القائمة مرجعية إسلامية منضبطة نحو وقف مهزلة الفتاوى الشاذة التى انطلقت عقب ثورة يناير محملة بالكثير من المفاهيم المغلوطة والأفكار المتطرفة التى ساهمت بشكل كبير فى انزلاق الكثير من الشباب خلف الجماعات الإرهابية والقيام بعمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة المصرية. وضمت «القائمة»، عشرات من كبار العلماء بينهم الدكتور شوقى علام مفتى الديار الحالى والدكتور على جمعة المفتى السابق والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف والدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر الأسبق وغيرهما من كبار العلماء المشهود لهم بالوسطية والاعتدال، وتأتى الخطوة تتويجًا للجهود المتواصلة التى تبذلها الدولة المصرية نحو محاربة الإرهاب والتصدى للفكر الخاطئ والتحريض على العنف. وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن الأزهر يزخر بالعديد من العلماء المؤهلين للإفتاء، وما تم إرساله إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فيما يخص قائمة المفتين هو جزء من هؤلاء العلماء والشباب بناء على طلب المجلس ورغبته فى ترشيح الأزهر لبعض المفتين الذين يمكن الاستعانة بهم فى مجال الإفتاء من خلال وسائل الإعلام. وأضاف شومان، فى بيان صادر عن الأزهر أن هذا لا يعنى حصر المفتين من الأزهر فى القائمة التى تم إرسالها، لأنه قد تلحق بهذه القائمة قوائم أخرى لمفتين يوافقون على تقديم الفتاوى عبر وسائل الإعلام. قالت الدكتور آمنة نصير عضو مجلس النواب، إن القائمة التى خرجت من الأزهر الشريف باسماء علماء قصر الفتوى عليهم إذا استطاعت أن تقدم لكل ما يطرح من فتاوى تمس المواطن من حلول تليق بهذا العصر فى ظل الفوضى المستباحة التى نعيشها تكون قد حققت غايتها على الطريق الصحيح. واعتبرت نصير، أن القائمة تجربة جديدة تتنمى لها التوفيق وعلى العلماء الذين شملتهم القائمة السعى نحو تقديم فتاوى تليق بهذا الزمن وترتقى لعقول الإنسان باعتباره سمع وشاهد الكثير عبر الشاشات وينتظر الفتوى التى تليق بالعصر وتوضح صحيح الدين. قال حاتم زكريا، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن قائمة المتخصصين فى الفتوى التى أعلنت منذ يومين ليست نهائية وقد تشمل أسماء وشخصيات أخرى وأيضاً قد يعتذر أحد الشخصيات ضمن القائمة عن إصدار فتاوى فى وسائل الإعلام، فهى قائمة ليست نهائية، مضيفاً أن انضمام أى شخصية جديدة لقائمة الفتوى التى أعلنت يتطلب موافقة الأزهر والإفتاء أولاً. وأضاف زكريا، أن المجلس الإعلى لتنظيم الإعلام يتابع من خلال لجانه ومن خلال التنسيق مع مرصد الفتوى بالأزهر الشريف ودار الإفتاء مدى ألتزام وسائل الإعلام بتنفيذ قرارات المجلس فى هذا الصدد، متابعاً تحديد الأشخاص المخالفين مسئولية الأزهر والمجلس فقط يقوم بإصدار العقوبات بعد التحقيق. وقال النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، إن ما اتفق عليه الأزهر الشريف ودار الفتوى لن يأتى من فراغ لكنه جاء بعد ما شهدنا الكثير من الفتاوى الشاذة مثل معاشرة الأموات وغيرها من الفتاوى التى أصابت المجتمع بالصدمة، مضيفاً أن هذه الشخصيات التى تم اختيارها تفهم صحيح الدين وتغلق الباب أمام المنتفعين من وراء الدين ولا تعنى القائمة عدم الثقة فى الآخرين لكنها توحد الجهود.