»أعلن المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام قائمة بأسماء العلماء الذين يحق لهم الفتوي في وسائل الإعلام للحد من الفتاوي الشاذة والتي تثير البلبلة في المجتمع تضم 51 اسما تم ترشيحهم بالتنسيق بين الأزهر ودار الإفتاء.. وعلي الرغم من التأكيد بأن هذه القائمة أولية ويمكن الإضافة إليها إلا أننا فوجئنا بأصوات تهاجم القرار وتتهم الأزهر والإعلام بمحاولة »احتكار الفتوي» وفوجئنا بمن كانوا يطالبون الأزهر بالتدخل للحد من فوضي الفتاوي باتهامه بأن القرار هدفه منع ظهور أسماء بعينها في وسائل الإعلام». وتوضيحاً لذلك أكد د. عباس شومان وكيل الأزهر أن الأزهر الشريف به من العلماء المؤهلين للإفتاء ما يصعب حصرهم، وأن ما تم إرساله إلي المجلس الأعلي للإعلام هو جزء من هؤلاء العلماء والشباب بناء علي طلب المجلس ورغبته في ترشيح الأزهر لبعض المفتين الذين يمكن الاستعانة بهم في مجال الإفتاء من خلال وسائل الإعلام.. وأكد أن هذا لا يعني حصر المفتين من الأزهر في القائمة التي تم إرسالها، وقد تلحق بهذه القائمة قوائم أخري لمفتين يوافقون علي تقديم الفتاوي عبر وسائل الإعلام، وكذلك تقديم مرشحين للتحدث في الشأن الديني في تخصصاته المختلفة غير المتعلقة بمجال الفتوي، ويمكن للراغبين التواصل مع مشيخة الأزهر للتنسيق في هذا الشأن. وطالب شومان غير المؤهلين الذين يتصدون للفتوي علي الفضائيات، في المسائل الفقهية التي تحتاج إلي نظر دقيق وفهم عميق، بأن يتقوا الله في أنفسهم وفي مجتمعهم وأن يبتعدوا عن تصدر مشهد الإفتاء مؤكدا أن الإفتاء ليس كلأ مباحا لمن أراده، بل هو صناعة ثقيلة لا يجيدها إلا من صقلت عقولهم بمجموعة من العلوم الشرعية والعربية والمعارف الحياتية، ووقفوا علي المنقولات من اجتهادات سابقيهم، وأدركوا واقع عصرهم وأحوال معاصريهم، ويستطيعون الاهتداء بالنصوص الشرعية بعد إمعان النظر في دلالاتها أو بالقياس عليها أو بتطبيق القواعد المستخلصة منها إلي الفتوي التي تراعي حال السائل وتناسب زمانه ومكانه، واصفًا غير المختصين بالفتوي بالجهلاء.. كما طالب وكيل الأزهر، هؤلاء الجهلاء بالتوبة إلي الله؛ لأنهم سيسألون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم لتجرُّئهم علي هذا الأمر العظيم الذي كان يفر منه كثير من المؤهلين من صحابة النبي خوفًا من عاقبته. وأكد د. عبد الحليم منصور عميد كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف وأحد الذين تضمنتهم قائمة المفتين أن القرار في مصلحة المجتمع ومجموع المواطنين والأزهر وفي صالح صناعة الفتوي وهو ليس من شأنه استبعاد أحد كما قيل في وسائل الإعلام ولكن هدفه تنظيمي فيما يتعلق بالإفتاء أما بقية البرامج الدينية العامة الأخري فالأمر فيها كما هو والأزهر لم يتدخل فيها وهذه القائمة هي قائمة أولية كما أعلن الأزهر وأعلن المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام أنه من حق الأزهر الإضافة إليها أو الحذف منها. تنظيم وليس احتكاراً وقال إن ترشيح الأزهر والإفتاء لهؤلاء المفتين من باب التنظيم وليس الحظر فقد تابعنا في الفترة الأخيرة ظاهرة التسيب في أمر الفتوي وتصدر المشهد ممن هم ليسوا أهلاً له وظهور فتاوي من شأنها تشكيك الناس في دينهم وإثارة البلبلة في المجتمع وكانت هناك مطالبات من العامة والخاصة ووسائل الإعلام بضرورة تدخل الأزهر لحل هذه الإشكالية فتم التعاون مع المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام لتنظيم هذه المسألة فتم ترشيح هذه الأسماء من باب التنظيم وليس احتكار صناعة الفتوي، فالأزهر يقدم أناساً هو مسئول عنهم وقادر علي محاسبتهم ويثق في علمهم وتخصصاتهم التي تعني بصناعة الفتوي، فالفتوي صناعة مثل أي حرفة من الحرف التي لا يقوم عليها إلا المتخصصون الذين قضوا معظم حياتهم في دراسة علم الفقه وأصول الفقه والعلوم المتصلة بعلم الفتوي وبالتالي كان علي من هاجموا القرار أن يتبينوا ويستوثقوا قبل مهاجمته، فهو يصب في مصلحة المجتمع. وشدد د. عطا السنباطي الأستاذ بكلية الشريعة والقانون وأحد أعضاء القائمة علي أهمية التزام وسائل الإعلام بقائمة المؤسسة الدينية للمفتين لأن أهم شيء يمكن أن يضبط المسألة هو الالتزام وهو أمر متعلق بأخلاقيات المهنة لأن الأزهر لن يدخر وسعاً في مد الإعلام بالمتخصصين. ووصف السنباطي الخطوة بأنها مهمة ستسهم في تجديد الخطاب الديني وهي مطلوبة في إطار جهود منع البلبلة والفتن ورد الأمر للمتخصصين ويجب احترام ذلك. قائمة أولية وأوضح الدكتور عبد الهادي زارع، رئيس لجنة الفتوي بالجامع الأزهر، »وأحد أعضاء القائمة» أن ما تم إعلانه من أسماء مفتين للحديث باسم الأزهر في وسائل الإعلام يعتبر قائمة أولية وأنه ستكون هناك ترشيحات أخري سيتم الإعلان عنها قريبا وفقا لمعايير دقيقة يتم الاختيار عليها. وأضاف أنه مطلوب توفير أشخاص مؤهلين للفتوي من الأزهر وملمين بالقواعد الفقهية يتحدثون باسم الأزهر ويفتون بالفتاوي الوسطية التي تعتمد علي المنهج الأزهري السليم، مؤكدا أنه بهذه الخطوة ستكون هناك طفرة في مواجهة الفكر المتطرف والفتاوي الضالة.. وأوضح أن فتاوي هؤلاء المفتين تعتمد علي الدليل وليس علي الأقوال الشاذة. وشدد د. محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن اختيار الأزهر 51 عالما من أبنائه للتحدث في وسائل الإعلام خطوة جيدة علي طريق ضبط الفتاوي وأن هذا الاتجاه من الأزهر صحيح للحد من فوضي الفتاوي والتي زادت عن حدها وأصدر البعض فتاوي مغلوطة لا تعبر عن شريعة الإسلام ولذلك كان لابد أن يتدخل الأزهر لضبط الفتاوي واختيار من يتحدثون باسمه في وسائل الإعلام. ونصح عضو مجمع البحوث الإسلامية، المتحدثين الجدد بأن يركزوا علي مقاصد الشريعة الإسلامية، وأخذ ما يناسب العصر والأخذ في الاعتبار المستجدات في عصرنا.