أثارت ما عرف إعلاميا بقائمة الأزهر للفتوى جدلا واسعا، منذ تداولها من خلال عدد من المواقع الصحفية الأربعاء، ففي الوقت الذي نظر إليها البعض على أنها محاولة جادة للتصدي للفتاوى الشاذة وبخاصة من خلال القنوات الفضائية، كان هناك وجهة نظر مغايرة اعتبرتها وسيلة لاستبعاد عدد ممن تصدروا مشهد البرامج الدينية على عدد من القنوات الفضائية الخاصة. وفي سياق متصل، طرح مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" تساؤل "هل يمكن للأزهر أن يتجاهل مستشار الرئيس في قائمته للفتوى".. إلا أن مصدر مسئول أكد ل"بوابة الأهرام"، أن القائمة التي تم إرسالها إلى المجلس الأعلى للإعلام تضم 53 اسما وليس 50 اسمًا، كما تم تداوله، لافتا إلى أن الثلاثة أسماء الأخيرة، والتي لم تعلن هي الدكتور أسامة السيد الأزهر مستشار الرئيس للشئون الدينية، والدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية. وفي خطوة لتجديد دماء الفتوي، حرص الأزهر الشريف في تشكيل قائمته على أن تضم وجوها من أبنائه الشباب، فإلى جانب رموز الأزهر والإفتاء أمثال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، والدكتور شوقي علام المفتي الحالي، والدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشأن الديني، والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر وآخرين، عددا كبيرة من الوجوه الشابة التي لم تألف شاشات الفضائيات ظهورها يتراوح أعمارهم بين 35 و45 عامًا أغلبهم من حملة شهادة الماجستير في العلوم الشرعية. القائمة تختص بالفتوى فقط ولا تستبعد أحد، هكذا أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أما غيرهم ممن يزخر الأزهر بهم فلهم مطلق الحرية في الظهور ومناقشة القضايا التي تهم الناس. مؤكدًا أن القائمة ليست نهائية ولا تستبعد أحد من العلماء الذي يزخر الأزهر بهم، واصفا إياها ب"القائمة الأولية"، وقال في تصريحات صحفية: إن الأزهر الشريف به من العلماء المؤهلين للإفتاء ما يصعب حصرهم، وماتم إرساله إلى المجلس الأعلى للإعلام هو جزء من هؤلاء العلماء والشباب بناء على طلب المجلس ورغبته في ترشيح الأزهر لبعض المفتين الذين يمكن الاستعانة بهم في مجال الإفتاء من خلال وسائل الإعلام. وتابع وكيل الأزهر "ولا يعني هذا حصر المفتين من الأزهر في القائمة التي تم إرسالها، وقد تلحق بهذه القائمة قوائم أخرى لمفتين يوافقون على تقديم الفتاوى عبر وسائل الإعلام، وكذلك تقديم مرشحين للتحدث في الشأن الديني في تخصصاته المختلفة غير المتعلقة بمجال الفتوى". ودلل شومان، على قوله، بإن القائمة أولية لا تستبعد أحد بقوله "يمكن للراغبين التواصل مع مشيخة الأزهر للتنسيق في هذا الشأن". دعا الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، الأسماء التي تضمنتها القائمة إلي اجتماع عاجل في الواحدة من ظهر اليوم الخميس، بمقر مشيخة الأزهر الشريف بالدراسة "للتشاور وتنسيق الجهود في مجال الفتوى" بحسب قوله. وكان مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، قد أكد خلال لقائه بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، منذ أربعة أيام بمقر مشيخة الأزهر بالدراسة، أن الأزهر الشريف هو المسئول عن الشأن الديني، بصفته المرجعية الإسلامية المعتمدة ليس في مصر فقط بل في العالم الإسلامي كله، منددًا باستضافة بعض وسائل الإعلام لأشخاص يسيئون إلى الدين الإسلامي من خلال الفتاوى الشاذة على حساب الاستقرار المجتمعي في مصر. القائمة التي أثارت الجدل، لم تكن هي القائمة الأولي التي يعلن عنها الأزهر الشريف في محاولة للتصدي للفتاوي الشاذة والمتطرفة وعدم السماح للفتوي لغير المختصين، ففي عام 2015، أعلن الأزهر قائمة لنفس الغرض وقام بإرسالها إلي جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، إلا أنه لم يتم الالتزام بها الأمر الذي يطرح من جديد التساؤل حول مدى جدوى إعلان قائمة جديدة وهل سيكون لها قوة القانون لإلزام الإعلام بها.. سؤال ربما نجد إجابته خلال الأيام القادمة.