كأنها تعيد سيرة حياتها السينمائية التي هجرتها منذ عقود، فكما جسدت دور الوحيدة في عدد من أفلامها تعيش الآن الوحدة بحذافيرها بأوامر طبية صارمة، حيث فرض الأطباء عليها ستاراً حديدياً، لذا فكلما اتصل إعلامي أو محب لصوتها بالحاجة شمس البارودي القريبة من «شادية»، اكتفت بالقول «ادعوا لها فالدعاء يصنع المعجزات.. ويحقق ما يعجز عنه الأطباء». والفنانة الكبيرة والمعتزلة «شادية» إحدى الظواهر الفنية المضيئة في تاريخ مصر تم نقلها إلى مستشفى الجلاء العسكري مساء أمس الأول، حيث تعاني من جلطة بالمخ.. وكان قد تم نقلها لأحد المستشفيات الخاصة بالمهندسين مساء الخميس الماضي، ويفرض المقربون منها حالة من التكتم الشديد حول طبيعة مرضها ولم يصدر أي بيان عن حالتها الصحية.. و«شادية» تبلغ من العمر 86 عاماً، حيث ولدت في 8 فبراير 1931وترافقها بالمستشفي «سحر» ابنة شقيقها والمطربة المعتزلة ياسمين الخيام، والملايين يدعون لها بالشفاء. يذكر أن «شادية» قررت الاعتزال نهائياً في عام 1986، وتحديداً في 14 نوفمبر 1986 بعد يوم واحد من أغنيتها الأخيرة «خد بإيدي» على مسرح الجمهورية في الليلة المحمدية. كان قرارها بالاعتزال نهائياً ولا رجعة فيه ومنذ هذا التاريخ رفضت «شادية» الظهور في أي قناة تليفزيونية أو الادلاء بأي أحاديث صحفية، لكنها في عام 2011 وبعد أيام من اندلاع ثورة يناير شعرت بالخوف الشديد على مصر ووافقت على اجراء مكالمة هاتفية لإحدى القنوات الفضائية مع عمرو الليثي أبدت خلالها حزنها الشديد على ما يحدث في مصر. رحلة «شادية» الفنية 40 عاماً كاملة من 1946 وحتى 1986 قدمت خلالها مئات الأغنيات وعشرات الأفلام، غنت لمصر حتى استحقت لقب صوت مصر. يكفي أن نقول انها عبرت عن مصر في عصور الانكسار والانتصار من ينسي رائعة «يا حبيبتي يا مصر» التي نتغنى بها في كل المناسبات الوطنية وحتى الرياضية وغنتها 1971 وعبرنا الهزيمة و«يا أم الصابرين.. والوطن الأكبر.. وادخلوها سالمين» وعندما رحل «السادات» غنت له «مصر نعمة ربنا». حدث ولا حرج عن أغانيها العاطفية «آخر ليلة.. يا روح قلبي.. يا قلبي سيبك.. الحب الحقيقي.. أول حب»، وغنت للطفل «سِيد الحبايب.. ويا نور عيني.. برجالاتك» وغنت للأم، وتألقت في السينما بعشرات الأفلام، «المرأة المجهولة.. لحن الوفاء.. شاطئ الذكريات.. معبودة الجماهير.. ارحم حبي.. انت حبيبي». وتبقى «شادية» دائماً حبيبة المصريين.. يدعو لها الملايين بالشفاء.