استعاد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك توازنه مرة أخري بعد الفوز بثلاثية علي وادي دجلة أول أمس ضمن منافسات الجولة للدوري الممتاز . وظهر الزمالك بشكل جيد علي مدار شوطي المباراة بعد التعديلات التي أجراها مديره الفني المونتنيجري نيبوشا علي تشكيل فريقه . "الوفد" ترصد أبرز الملامح الفنية لزمالك نيبوشا بعد مضي سبعة جولات من مسابقة الدوري .. مهمة شبه مستحيلة .. منذ تولي نيبوشا مقاليد الأمور داخل القلعة البيضاء، والكل يدرك جيداً أن الرجل تنتظره مهمة صعبة للغاية خاصة انه وصل لقيادة الفريق قبل انطلاق بطولة الدوري بأسبوع واحد فقط. واذا وضعنا في الاعتبار ان هيكل الفريق قد تم تغييره بالكامل، فمن الطبيعي ان يعاني الفريق ولفترة طويلة من قلة الانسجام وتذبذب الاداء والنتائج . وعلي الرغم من ذلك ظهر الزمالك خاصة في الاسابيع الاربعة الأولي بشكل أفضل مما توقعته الجماهير الزملكاوية . طريقة اللعب .. يميل نيبوشا بشكل واضح للعب بطريقة 4-4-2 أو 4-2-3-1 ، وهي الطريقة التي بدأ بها مشواره مع الزمالك في مباراة طنطا بالدفع بالثنائي داوودا ومحمد أشروف روقة فقط في الوسط في ظل غياب طارق حامد امام الانتاج الحربي في أول مباريات الدوري . مع عودة طارق حامد عدل نيبوشا من الطريقة للعب بثلاثي في خط الوسط بإضافة طارق حامد مع الثنائي داوودا وروقة، وهي الطريقة التي حقق بها الفوز علي الداخلية ثم المصري قبل التعادل مع انبي . مميزات 4-3-3 في الزمالك تضمن طريقة 4-3-3 للاعبي الزمالك كثافة اكبر في وسط الملعب، وهو مايمنحهم الفرصة في إستخلاص الكرات بشكل أسرع وبالتالي الإستمرار في وضع الهجوم لأطول فترة ممكنة . يعاني الزمالك من عدم وجود عدد كبير من اللاعبين المميزين بالقدرة علي التمرير، حتي في وجود محمد أشرف المميز في التمرير القطري وتغيير اتجاه الهجمة بتمريرات طولية، لذلك تحد هذه الطريقة من ازمة ضعف القدرة علي التمرير، في ظل وجود داوودا بجانب روقه وطارق حامد وهو المميز بالانطلاق بالكرة بشكل رأسي عكس زميليه . كما تشير النتائج الي أن الفريق لعب بهذه الطريقة في اربعة مباريات حقق الفوز في ثلاثة منها وتعادل مباراة واحدة، بينما لم يحقق اي فوز في كل مرة قرر فيها نيبوشا تغيير هذه الطريقة . وعلي الرغم من كل هذه المؤشرات الا أن الطريقة الرقمية اياً كانت ليست هي اللوغاريتم الأكبر في الفريق الابيض هذا الموسم . التجارب عرض مستمر رغم تحسن النتائج والإعتماد علي تشكيل شبه ثابت في مباريات الداخلية وانبي والمصري، عاد نيبوشا ليغير الطريقة امام طنطا ثم لعب بطريقة ثالثة امام سموحة، قبل العودة لطريقته الأولي في مباراة دجلة . الزمالك يحتاج الآن لإستقرار فني اكبر وتثبيت للتشكيل ولطريقة اللعب، للوصول الي نسبة مقبولة من الانسجام والانضباط بين اللاعبين، حتي وان كان نيبوشا يفضل رسم تكتيكي وأسلوب مختلف، عليه أن يدرك ان ظروف الفريق لا تسمح بإضاعة المزيد من الوقت او التفريط في عدد أكبر من النقاط والا سيجد نفسه خارج أسوار قلعة ميت عقبة وهو سيناريو مكرر ومحفوظ . رغم ذلك فإن السيناريو الأقرب هو العودة لتجربة طريقة 4-4-2 بوجود مهاجمين أحدهما متأخر وهو الدور الذي نفذه صلاح عاشور بشكل جيد في مباراة طنطا، قبل أن يعتمد عليه المدرب المونتنيجري في مركز 10 بمباراة سموحة التي لعبها الزمالك ب 4-2-3-1 في وجود عاشور كصانع لعب وكاسونجو علي الناحية اليسري . وعلي الرغم من تثبيت المدير الفني لبعض اللاعبين في كل مبارياته حتي الآن الا انه سيواصل التغيير في بعض المراكز حتي يعالج بعض النواقص الواضحة في الفريق وفي الاداء والتي نلخصها في النقاط التالية : العقم الهجومي : يعاني الزمالك بوضوع من عدم وجود فاعلية هجومية في ظل تراجع مستوي باسم مرسي للموسم الثالث علي التوالي، وظهور كاسونجو بشكل باهت الي الآن وان كان يحتاج للمزيد من الوقت قبل اصدار أي أحكام عليه، وهو ما دفع نيبوشا لطلب تدعيم مركز المهاجم بشكل عاجل خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة . ومع تراجع مستوي مهاجمي الزمالك، يعاني الزمالك في الثلث الهجومي من عدم وجود الكثافة العددية الكافية وهو ما يدفع نيبوشا الي تجربة طريقتي 4-2-3-1، او اللعب بثنائي هجومي بهدف خلف كثافة عددية كافية، الا أن الطريقتان يؤديان الي خلل في منظومة الفريق الدفاعية ويؤثران في قدرة الفريق علي استرجاع الكرة، لذلك يبدو حل الاعتماد علي محمد الشامي علي الجانب الايسر هو الأكثر منطقية في الفترة المقبلة خاصة وأن اللاعب قدم مستوي مميز الموسم الماضي في هذا التوظيف مع المصري البورسعيدي، لإجادته التحرك الي العمق والتحول الي مهاجم ثاني اذا تطلب الامر، وهو ما حاول نيبوشا تطبيقه مع سيسيه الذي لم يقنع جماهير الزمالك الي الآن ثم كاسونجو في مباراة سموحة . عامل آخر يؤدي الي عقم الزمالك الهجومي الا وهو قدرات عبد الله جمعة واحمد مدبولي الهجومية، الثنائي يمتاز بالسرعة وخفة الحركة والقدرة علي المراوغة وتشكيل خطورة علي الاطراف خاصة في موقف رجل لرجل الا أن سوء التصرف والتسرع في اللمسة الأخيرة دائما ما يحرم الزمالك من خلق عدد كبير من الفرص في كل مباراة، كما ان الثنائي ليس من مميزاته القدرة علي تسجيل الأهداف، وهي مشكلة تطارد الزمالك منذ رحيل محمود كهربا الي السعودية . "الرتم" الواحد : علي الرغم من تميز الفريق الابيض مع نيبوشا في قدرته علي استخلاص الكرة سريعاً من المنافس وفرض ضغط عالي بشكل مستمر، الا أن عدم التنوع في رتم الاداء يشكل مشكلة كبيرة للفريق . الزمالك يبدأ المباراة برتم سريع وبهدف الوصول الي الثلث الهجومي في أقل وقت ممكن وهو ماينجح فيه الفريق، ثم تظهر المشكلة وهي إستمرار الاندفاع في عملية صناعة الفرصة فتخرج التمريرات غير منضبطة او نشاهد تسديدات من مناطق وأوضاع غير منطقية تماماً . الزمالك يفتقد للاعب قادر علي التحكم في هجماته، لاعب يمتلك رؤية أوسع يعرف جيداً متي يمرر بسرعة ومتي يهدأ اللعب لإعادة تنظيم الصفوف والتمركز بشكل صحيح، ومع غياب ايمن حفني بشكل متكرر يتفاقم هذا العيب الذي يؤثر سلباً في ايجابية الفريق الهجومية، كما يشكل عبئاً بدنياً علي اللاعبين . أزمة الظهيرين : الثغرة الواضحة في قوام الفريق الزملكاوي هذا الموسم، في ظل افتقاد الظهيرين مؤيد العجان او حازم إمام للقدرات الدفاعية، وهو ما يجعل التوغل من الاطراف أسهل الطرق لمرمي الفريق الابيض . وتزداد صعوبة الموقف في ظل عدم إقتناع نيبوشا الواضح بقدرات علاء الشبلي البديل في مركز الظهير الايمن، كما أن أحمد فتوح الظهير الايسر البديل لا يختلف حاله كثيراً عن العجان .