في عام 1863 أنشئ متحف بولاق على ضفاف نهر النيل كأول متحف للآثار في مصر الحديثة، في مكتب مهجور لإحدى شركات الملاحة النهرية، خلال حفل رسمي كبير اجتمع فيه كبار رجال الدولة. ويعود الفضل في إنشاء المتحف إلى عالم الآثار الفرنسي أوجست مارييت بسبب حبه الشديد للآثار المصرية، استطاع أن يقنع والي مصر محمد سعيد، ليساعده في إنشاء دار للآثار. بعد أن شرح له كيف تنهب آثار مصر مدللًا على صدق كلامه بأنه أمضى أربع سنوات بين الفلاحين، اكتشف فيهم اختفاء 700 مقبرة من أبو صير وسقارة. وبالفعل اقتنع سعيد باشا بكلام ماربيت، وعينه مديرًا لمصلحة الآثار المصرية، وبدأ إنشاء متحف بولاق على ساحل رملي وعر تجور عليه مياه النيل في أغلب الأوقات، وقاعات العرض فكانت مليئة بالآثار، وكانت تحوز على إعجاب الزوار. في عام 1878 زاد فيضان النيل وغمرت المياه مبنى المتحف، وأتلفت الكثير من الآثار، وعندما انحسرت المياه أخذ "مارييت" في التنقيب عن المعروضات تحت الطمي ووضع ما تبقى في صناديق. ولجأ إلى الخديوي إسماعيل طالبًا المساعدة للحفاظ على ما تبقى من الآثار فأعطاه الخديوي عربخانة أمام مبنى المتحف ليزود بها متحفه. وبدأ مارييت العمل من جديد في ترتيب المعروضات وتنظيفها من الطمي لتصلح للعرض. وتم افتتاح المتحف من جديد في عام 1881، وبعد ذلك تم نقله إلى سراي الجيزة واستمر بها إلى أن تم نقله للمرة الثالثة والأخيرة عام 1902 إلى ميدان التحرير وهو المتحف المصري.