سألني صحفي سويسري جاء لمصر المحروسة علي حس الثورة - كتبت ايه في الثورة. قلت - ماكتبتش حاجة. قال لي - ازاي دا أنت بالذات اللي لازم تكتب في الثورة. قلت له - وليه أنا بالذات. قال لي - حسب معلوماتي انت أكتر شاعر بشرت بالثورة في مصر. قلت له - شفت ازاي أنا بشرت بالثورة. قال لي - وليه لما قامت الثورة اتكلمتش؟ قلت له - عشان اسمع الثورة وهي بتتكلم عن نفسها، احنا اتكلمنا كثير ولازم نسمع بقي. قال لي - تسمع مين؟ قلت له اسمع الثوار اللي صنعوا المعجزة خصوصا وأنهم جايين وجابين عزالهم معاهم. ضحك وقال لي - يعني ايه عزالهم؟ قلت له - يعني رأيهم في العالم ووجهة نظرهم في الواقع اللي ثاروا عليه وأسقطوه وتصورهم للواقع اللي عايزين يخلقوه وصدقني ماحدش حيعرف يشرح لنا المسألة أصدق ولا أبلغ منهم. قال لي - بس هما حاسبينك انت وبعض الشعراء والفنانين حاسبينكم عليهم وبيقولوا انهم استفادوا منكم. قلت له - وفي المقابل احنا لازم نستفيد منهم ونعرف ايه الفرق اللي بينا وبينهم الفرق اللي خلاهم عملوا اللي احنا مقدرناش نعملوا. فسألني - اعتبروه تواضع منك. قلت له - لا تواضع ولا دياولو ده اعتراف بالحقيقة. فضحك قائلا: - تقصد اعتراف بالعجز. قلت - هو كده تمام أنا بالنيابة عن جيلي أعلن اعترافي التام بالعجز عن فعل ما فعله ثوار 25 يناير وهم أولادنا وفي الموروث الشعب المصري يتباهي الأب المصري بابنه الذي تفوق عليه وصنع ما عجز هو عن صنعه لأن الأب هو الحاضر والابن هو المستقبل ومن هنا جاءت فرحتي وحماسي لهم، يعني لو سألتني قبل ثورة 25 يناير المجيدة تحب تشوف شاعر أكبر منك حيكون جوابي بلا تردد هو لا، أما الآن فأنا أتمني أن يظهر عشرات الشعراء أفضل مني ومن جيلي من الشعراء. قال لي - وهل تحقق هذا حتي الآن؟ قلت له - حتي الآن لا أعتقد ولكن البشائر تنبئ بأن عشرات الشعراء والموسيقيين والفنانين التشكيليين هم في الطريق إلي الحضور والتحقق وسوف أستعرض لك من بعض الأسماء في كل أنواع الإبداع ولن يطول الوقت كثيرا. قال - هل هذا وعد منك؟