عنوان هذا المقال سوف يثير أعصاب النظام السوري، وبالتالي سوف يطفئ شمعة عقله وعقل مؤيديه ويدفعهم إلى هاوية التخبط التي تحجب الرؤية الموضوعية عن أعينهم فلا يفرقون بين العدو والصديق وبين الخطأ والصواب تماماً كما يفعلون الآن في وسائل إعلامهم عندما يكيلون الاتهامات للآخرين ويوجهون اتهامات التآمر لكل من لا يقف إلى جانب دكتاتورية النظام السوري ولكل من لا يصفق للفساد والظلم والقهر والتعسف الذي يمارسه هذا النظام بحق الشعب السوري. لهذا أتمنى من هذا النظام أن يتمهل قليلاً ويقرأ جيداً ما أقصده بهذا العنوان الذي لا أتهمه فيه بالعلاقات الحميمة والجيدة مع العدو الصهيوني لأننا نعلم جميعاً أنه نظام "ممانع" ونظام "مقاوم" لهذا العدو وهذا ما نلمسه من خلال إعلامه ومن خلال دعمه لحركات المقاومة العربية، وإن كنا نتمنى أن يقوم بهذا الدور "بنفسه" في الجولان المحتل.. وأن يقوم بهذا الدور المقاوم بشكل مباشر لا أن يدفع الآخرين لقتال العدو الصهيوني نيابة عنه. ورغم قناعة المواطن العربي أن هذا النظام لا يمكنه استخدام هذه الأسلحة الإعلامية وهذا الدور في مواجهة العدو الصهيوني بالدعم لحركات المقاومة في إعفائه من المواجهة المباشرة ضد هذا العدو، خاصة في الجولان المحتل فإننا نقول "أخذ القليل خير من ترك الكثير"، فنحن مضطرون لأخذ هذا القليل من هذا النظام ووقفنا معه مدة طويلة ودعمناه بكل ما نملك من قوة.. لكن هذا القليل بدأ يصبح عبئاً ثقيلاً على المواطن العربي السوري وعلى كل مواطن عربي عندما استغل هذا النظام هذا التعاطف والتأييد له ضد العدو الصهيوني وبدأ يمارس أقسى وأبشع صور القهر والظلم والاستبداد ضد هذا الشعب وما يقوم به الآن من قتل وإجرام بحق الثوار يؤكد ذلك. لقد صبر الشعب السوري طويلاً وطويلاً على ظلم وديكتاتورية وقهر وفساد هذا النظام من أجل أن يحقق هذا النظام لهذا الشعب تحرير الجولان وتحرير فلسطين وقهر العدو الصهيوني وتحمل هذا الشعب كل هذا الظلم والتعسف أملاً منه أن يقوم نظامه بتحقيق هذه الآمال والأحلام التي هي آمال وأحلام كل مواطن عربي ولكن ورغم مرور حوالي أربعين عاماً على هذا الصبر لم نر تحريراً للأرض المحتلة حتى الآن. النظام السوري لا يزال حتى الآن يلعب على الوتر "العاطفي" للشعب السوري ولا يزال يسلك نفس الأسلوب في تصوير نفسه بأنه "الممانع" و"المقاوم" ضد العدو الصهيوني ويساعده في ذلك العدو نفسه عندما نسمع من القادة الصهاينة بضرورة "تنحي" الرئيس بشار الأسد ومن حلفاء هذا العدو، خاصة الإدارة الأمريكية وهي تطالب بضرورة تغيير هذا النظام وأيضاً "تنحي" الرئيس الأسد. إن هذه المواقف "الإعلامية العدائية" التي نسمعها من العدو الصهيوني وحلفائه ضد نظام بشار الأسد تدفع الشعب السوري إلى التردد في مساندة ودعم الثورة، خاصة الأغلبية الصامتة لأن شعبنا "عاطفي" وهذه العاطفة تدفعه إلى مساندة ودعم المواقف الممانعة والمقاومة ضد العدو حتى ولو كانت إعلامية أو فقاعات صابون.. لهذا يمكن القول إن "إسرائيل" هي الداعم الأول للنظام السوري. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية