حلم الخديوى إسماعيل دومًا، أن يحول القاهرة الحديثة إلى باريس الشرق الأوسط، وتميزت فترة حكمه بالدفعة الحضارية التي حققها، ومن أهم إنجازاته إنشاء دار الأوبرا الخديوية أو الملكية. تم افتتاح الأوبرا الخديوية عام 1869 بعد عمل دام لمدة ستة أشهر مع احتفالات قناة السويس. وكلف الخديوى إسماعيل المهندسين الإيطاليين بيترو أفوسكاني وروسيي، بوضع تصميم لها يراعى فيه الدقة الفنية والروعة المعمارية، واستعان بعدد من الرسامين لتزيين الأوبرا وتجميلها. وكانت أول دار أوبرا في أفريقيا والشرق الأوسط، وعرفت وسط العالم بفخامتها وعظمتها. وكانت أول معزوفتها مقطوعة ريجوليتو، للمؤلف الإيطالي جوزيبي فيردي، وأول عروضها المسرحية أوبرا عايدة الفرعونية. واستمرت الأوبرا الخديوية كواجهة لمصر لخدمة الفن الراقي، حتى اندلعت النيران بها عام 1971، لتحرقها بالكامل ولم يتبقَ منها سوى ذكراها.