بين سحر الموسيقى ورقى المشاعر احتفل الأوركسترا السيمفونى بقيادة المايسترو ناير ناجى وبالتعاون مع المعهد الثقافى الإيطالى بالقاهرة بالعيد الثامن والعشرين لافتتاح دار الاوبرا المصرية أمس الأول. ولدى احتراقها مطلع السبعينيات أمسية أبحر فيها عازف الساكسفون الإيطالى فيديريكو موندلتشى بالجمهور إلى عالم من الخيال معبرا عن أجواء من الفرح والشجن والرومانسية من خلال مختارات من موسيقى البوب. 28 عاما تمر غدا على إنشاء دار الأوبرا ومن وقتها وهى تلعب دورًا هاماً فى إثراء الحياة الفنية وأصبحت مزاراً ومتنفسا للجماهير المصرية والعربية والأجنبية، للاستمتاع بالفنون الجادة الراقية، كما أتاحت الفرصة للفرق والفنانين الواعدين لتقديم تجاربهم المتفردة. الإيطالى فيديريكو موندلتشى ويرجع الفضل للخديو اسماعيل الذى كان شغوفا بالفنون، فقرر انشاء دار للأوبرا الخديوية عام 1869، لتقام بها الاحتفالات بافتتاح قناة السويس، وأرادها أن تكون تحفة معمارية لا تقل عن مثيلاتها حول العالم فكلف المهندسين الإيطاليين «افوسكاني» و«روسي» بوضع تصميم يراعى الدقة الفنية والروعة المعمارية، واستعان بعدد من الرسامين والمثالين والمصورين لتزيينها وتجميلها بالزخارف واستغرق العمل فيها ستة اشهر، وكانت رغبة الخديو أن تفتتح بأوبرا «عايدة» التى تروى قصة خالدة من التاريخ المصري، إلا أن الحرب الفرنسية الألمانية وحصار باريس واستحالة شحن الملابس والديكورات التى كانت تصنع هناك حال دون ذلك، وقدمت بدلاً منها أوبرا «ريجوليتو». دار الاوبرا المصرية بأرض الجزيرة بعد أعوام كانت الأوبرا الخديوية خلالها بمثابة المنارة الثقافية الوحيدة فى الشرق الأوسط وإفريقيا احترقت فجر 28 أكتوبر 1971 فى مشهد مأساوى أصاب المصريين بالخوف على مستقبل الثقافة والفنون، إلى أن قامت وزارة الثقافة بالتنسيق مع هيئة التعاون العالمية اليابانية «JICA» بإنشاء دار الأوبرا المصرية، وتم وضع حجر الأساس للمبنى عام 1985بأرض الجزيرة، لتُفتتح بعد 34 شهرا من العمل الجاد والمتواصل فى 10 أكتوبر عام 1988 بتصميم معمارى حديث، لتكون أحدث معالم القاهرة الثقافية وقتها وأول أوبرا فى الشرق الأوسط.