قدر المشاركة في المؤتمر الذي نظمه مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت بالاشتراك مع المعهد السويدي للديمقراطية في السادس من الشهر الحالي فبراير وشارك في هذا المؤتمر نخبة من أهل الفكر والقلم. كان موضوع المؤتمر" رسم خارطة طريق للانتقال من الثورة إلى الديمقراطية "و قدم في هذا المؤتمر العديد من البحوث العلمية الموثقة لن أتناول ما احتوته تلك البحوث فهي ستصدر في كتاب يحتوي على الدراسات والتعقيبات عليها والمناقشات التي حدثت في قاعة الاجتماعات. إن ما يهمني تناوله في هذه الزاوية الحوارات الجانبية الثنائية منها والمتعددة. (2) قال صديق أحترم قوله وصدق معلوماته: "إنه كان في حوارات متعددة في تونس العاصمة وأنه وجد أن هناك إجماعا على أن على الأرض التونسية تنافسا شديدا بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر أحدهما يشجع ويمول الفكر السلفي والآخر يشجع ويمول الإخوان المسلمين الأمر الذي أدى إلى إغلاق بعض الكليات والجامعات خشية تصاعد الصراع والعنف بين أنصار الفكر السلفي والإخوان المسلمين وعلى وجه الخصوص حزب النهضة " قلت لمحدثي أعلم أن العلاقات التونسية السعودية ليست في أحسن حللها نظرا لوجود الرئيس السابق بن علي في السعودية وأن الحكومة الائتلافية التونسية تطالب السعوديون بتسليمه، لأمر الثاني أعلم أن السعوديين لا يدخلون تونس إلا بتأشيرة دخول مسبقة وبالضرورة أعدادهم قليلة نظرا للظروف السياسية القائمة في تونس ويمكن مراقبة حركاتهم واتصالاتهم وإذا تبين أن البعض منهم له اتصالات وعلاقات تتعارض مع النظام السياسي القائم فسرعان ما تتخذ الأجهزة الرسمية قرارا بشأنهم، وهذا سلوك كل الدول في الأزمات ومراحل التغيير.أما الإخوان المسلمين أو حركة النهضة فإن جذورهم تغوص في أعماق المجتمع التونسي وجمهورهم واسع ولا أعتقد أنهم يحتاجون إلى أي دعم سياسي للنجاح في الانتخابات. (3) التقيت بمسؤول كبير في الحكومة تربطني به علاقة ود وسألته عما سمعت وقال وقوله عندي لا يحتمل الشك: تونس تعج هذه الأيام بالشائعات الكاذبة وهناك وسائل إعلام خارجية وداخلية تروج لتلك الشائعات، في تونس تيار لا يريد لنا أن نستقر ولا يريد لحركة التحرر والتغيير الممثلة في الحكومة أن تلتفت للبناء في المرحلة الانتقالية ويريدون إشغال الحكومة والمجتمع بهدف إعاقة أي إنجاز كي يقال هذا الإسلام والمسلمون غير قادرين على أي إنجاز.ثم تابع قوله : تربطنا بقطر علاقات متميزة وكذلك عدد من الدول العربية، السعوديون لا خلاف معهم إلا في شأن الرئيس السابق زين العابدين نحن نطلب تسليمه ليمثل أمام العدالة لكن ليس بيننا وبينهم أي خلاف نتعاون مع دول مجلس التعاون على قدم المساواة ولا يوجد تنافس بين السعوديين والقطريين على الساحة التونسية إطلاقا. (4) التقيت بثلة من المشتغلين بالهم العام في تونس ودار الحوار حول أداء الحكومة المنتخبة وإنجازاتها والتيارات الدينية وصراعاتها والفرنكفونيون ودورهم في إفشال التوجه نحو العرب والعروبة والليبراليون وتطلعاتهم، امتدت تلك الحوارات لساعات خلصت منها إلى أن الفكر السلفي في تونس يشعر بأن حزب النهضة سرق الثورة منهم وأنهم سيناضلون من أجل استردادها إلى أحضانهم وأن لديهم مشاريع الإعمار والتنمية والتمويل التي تؤهلهم لقيادة تونس وبناء الدولة الإسلامية الحديثة بعيدا عن المظاهر الغربية بكل ألوانها وثقافتها الاستهلاكية (وللحديث صلة في هذا الشأن). يقول أنصار الحكومة الانتقالية نحن " سنة أولى حكم " ورثنا تركة كبيرة من الفساد وخلو خزائن الدولة من الأموال والمجتمع يريد منا إنجازات في القضاء على البطالة والفساد والتبعية ونحن لسنا ملائكة بيدنا قدرة ربانية " كن فيكون " نحن نعمل وعلى كل مكونات المجتمع التونسي أن تعاوننا للخروج من براثن الماضي، بعض الدول الخليجية منحتنا قروضا بفوائد كغيرنا من الدول هذه القروض علينا أن نصرفها على تحسين معيشة الناس، أم نصرفها من أجل خلق مشاريع إنتاجية من أجل إيجاد فرص عمل للمواطنين وبالتالي تحسين الدخول وللمدى البعيد، يقول أحد المتحدثين " صاحب الحاجة أعمى " لا يرى إلا تحقيق مصالحه، نحن في الحكومة نحمل هم الجميع ونحاول إيجاد حل للكل " أعطونا فرصة يرحمكم الله يا ناس " لا تشغلونا بخلق فتن جانبية وحرب إشاعات هدامة السلفيون إخواننا والعلمانيون والليبراليون كذلك تعالوا نتعاون من أجل تونس لا من أجل حزب هنا وحزب هناك نحن أمة واحدة والوطن لنا جميعا. آخر القول: للحديث صلة نقلا عن صحيفة الشرق القطرية