قبل ان نقرأ: لا أدرى من هو الزميل الصحفى الذى اشتبك مع «علاء عبد الفتاح» فى مداخلة لفظية انتهت بسبه واحتمال ضربه –كما قال علاء على «تويتر» لكنى ادعوه ليكون قدوة ويعتذر من زميلى ومن كل الصحفيين الذين يقدرونه ويحترمون نضاله. سألنى «علاء» باستغراب – وربما باستهزاء سؤالا لم أقبله عن زملاء في الوفد، كان ذلك ردا منه على «تويت» أرسلته له بعد ان وجه سبابا بذيئا على «تويتر» لأحد الزملاء الصحفيين بجريدة الوفد, والحقيقة اننى تضايقت جدا من علاء لعدة اسباب ربما كان على رأسها اننى منحاز لهذه الصحيفة – وإلى مؤسسة روز اليوسف – بحكم الانتماء المهنى. ففى الوقت الذى بدات فيه الكتابة فى «صحف الوفد» فى الثمانينيات كان تعتبر ولا تزال حتى الآن - قماشة واسعة جدا من الحرية تتسع لكتاب من «سمير رجب» أقصى اليمين المؤيد انذاك الى «صلاح عيسى» اقصى اليسار المعارض انذاك.. وأما الصحفيون فهم فى الوفد شأنهم شأن نظرائهم فى الاخبار والاهرام والجمهورية.. فكل هذه المؤسسات مليئة بالصحفيين, الأصل فيهم الشرف والامانة والمهنية الى ان يثبت العكس.. فليس معنى ان الدكتور عبد المنعم سعيد ترأس الاهرام ان كل صحفييه اعضاء فى لجنة السياسات او فى الحزب الوطنى.. وليس معنى ان عبدالله كمال تولى تحرير روزاليوسف وأنه حرر كثيرا من المواد تحسينا لصورة النظام وتمهيدا لتوريث جمال.. ان كل «روزا» أصبحت مؤيدة للتوريث وأن صحفييها لديهم مكاتب فى فروع مباحث أمن الدولة, فالصحافة كجزء من المجتمع «فيها» و«فيها»، والمسألة نسبية هنا فى التأييد وفوائده, والمعارضة واضرارها, فرب معارض يشد ازر المفاوض ورب معارض آخر «يقبض» أكبر بكثير من «المؤيد»!!..والمعول عليه هنا فقط هو ادلة «الادانة».. تماما مثلما حدث فى قضية التمويل الخارجى لبعض منظمات المجتمع المدنى.. هناك قضية وقدمت ادلة للنيابة لا يملك أحد إلا الانتظار حتى يتم الفصل فيها من القضاء...إذن المسألة حينما تكون اتهامات فإنها تطول الجميع..ثوريين أو سياسيين.. جنرالات او مدنيين.. قضاة أوبرلمانيين.. مدونين أوصحفيين. المعنى واضح ان كل انسان برىء الى أن يثبت انه فاسد.. فإن أحدا لا يحق له اتهام شخص فى شرفه ما لم يكن لديه دليل.. وقد اقبل اتهام المجلس الاعلى للقوات المسلحة بالديكتاتورية لكن لن اقبل اتهامه بالفساد.. أو مثلا اتهام الصحفى الكويتى فؤاد الهاشم الذى كتب قبل اربعة شهور متهما احد الجنرالات المصريين بالاثراء وبملايين الدولارات!! ومع اننا لم نر نفيا ولم نقرأ احتجاجا او تكذيبا.. رغم شهرة «علامة تعجب» فى«الوطن» الكويتية.. إلا أننا لا نأخذ هذا حكما نهائيا.. وكل ما آخذه انا على «الجنرال» - المتهم حتى الآن هو عدم مقاضاة الصحيفة او تكذيبها رغم مرور هذه الفترة الطويلة.!! (الهاشم اتهم أيضا رموزا بالجامعة العربية وفريق التفتيش فى سوريا بأنهم قبيضة مرتشون ولم ينف احد!!) ربما الباحثون عن «السقطة واللقطة» للعسكر يخلب ألبابهم مثل هذا الاتهام لكننى كمعارض لسياسات وممارسات المجلس العسكرى لا أفعل ذلك انطلاقا من قاعدة المتهم برىء... وفى الحقيقة فإننى شخصيا إذا لم أول هذا المبدأ القانونى اعتبارا.فإننى إنما ارتكب جرما كبيرا.. فلطالما دافعت عن منظمات وحركات احتجاجية مثل «كفاية» و«جمعية التغيير» و«6 ابريل».. فى مواجهة رميها جزافا بتهم العمالة وتلقى التمويل الأجنبى.. وصدقت رؤيتى فمازالت وقائع القضية تلهب ظهر الوسط السياسى وتعكر مشهد مؤسسات المجتمع المدنى إلا أن هذه الحركات رغم أنها كانت سببا فى تفجير الاتهامات لم يطلها اتهام حتى الآن مما يشوه السمعة النضالية. عندما بعثت ردا ل«علاء عبدالفتاح» أذكره فيه بهذه المبادئ – بل إننى ذكرته بمقال نشرته «الوفد اليومية» بعنوان «المجد لعلاء عبدالفتاح» (ولو قارناها بما نكتبه دفاعا عن شهدائنا فسوف نجد ان الهوة سحيقه تماما) إلا أن المقال نشر بنفس العنوان, مثلما نشر مقال ل «حنان خواسك» فيه اتهام لعلاء فى أحداث ماسبيرو.. وهنا اعيدكم الى «قماشة الوفد» التى تتسع لكل التيارات.. وكان مقصدى ان ينتصر «علاء» للمبدأ القانونى .. وأن يؤكد أنه مع الصحافة الشريفة الى أن يثبت العكس.. وقلت له هذا فى تويتات متوالية رغم أننى لا أعرف ما جرى بينه وبين الصحفى من «الوفد» الذى فاجأنى علاء بسبه بلفظة مقذعة.. استكثرت ان تصدر عنه.. تماما كما استكثر على «رشاعزب» - وقريناتها من الثائرات - أن تنعت المخالفين لها فى السلوك الثورى بأنهم م(...)رصين!! وأيضا تسخر منهم بتلك اللفظة المصرية شديدة السخرية, والتى يتفوه بها الغاضبون فى مواقف الميكروباص, وفى الخنافات اليومية بين الناس العاديين وتظهر اكثر بين باعة «الجبنه القديمة» و«القشطة الفلاحى» على الارصفة وفى المقاهى.. وهى لفظة من حرفين وتسبق غالبا كلمة «يا عمر» الشهيرة جدا؟!! مثل هذه الألفاظ – وأسوأ منها يرصع ال«تويت».. ولكنه يثير مساجلات عديدة ودائما ما أرى «بللا» رافضا لأنها بذاءات تنفر من الثوار.. لكن مع هذا فإن علاء - وحوارييه - يستخدمونها.. واعترف اننى لم أغضب إلا عندما سب زميلنا (وقال ايضا انه سيضربه !!) إنها أزمة مفزعة.. بل وخطيئة فى مواجهة الرأى خاصة من «مدون» مشهور. بعد ان قرأت أسألك: ماذا لو نعت احد العسكر «علاء» بأنه كذا وكذا.. فهل يا ترى سنأخذ نحن الأمر على المحمل العادى والطبيعى ونذهب بالأمر لمقبرة النائب العام.. أم اننا سنذهب لنملأ الفضاء الالكترونى بذاءات!! أم سنكتب فى الوفد: لا.. للبذاءات؟!