دمياط كغيرها من باقي محافظات مصر فيها الوحدات السكنية ذات الاسعار الخيالية والتي تسكنها شريحة معينة من الناس ذات أوضاع اجتماعية ودخول مرتفعة وفي المقابل تجد وحدات ومنازل أخري قديمة يسكنها أناس أقل في المستوي الاجتماعي عن غيرهم من ساكني الابراج العالية، وبعض هذه المنازل القديمة يصلح للسكن والآخر منها آيل للسقوط ويعيش سكانها في قلق وخوف دائم من أن تكون نهايتهم تحت الانقاض مثلما حدث في شارع القنطرة بسوق السمك الاسبوع الماضي بخلاف عمارة الموت التي انهارت بميدان عمر افندي. ودمياط مليئة بمثل هذه المنازل التي تعب أصحابها من كثرة الشكاوي التي تقدموا بها إلي الاحياء التابعين لها ولكن هذا دون جدوي فشكواهم ذهبت ادراج الرياح. ترجع هذه الظاهرة عندما بدأ الاهالي يشكون بأن الأسقف الخرسانية الجديدة تتساقط عليهم وبدأت الجدران تتفتح من الأجناب ولا تتركز هذه الظاهرة في منطقة بعينها بل امتدت إلي جميع مراكز دمياط، وعندما فقد الأهالي الأمل في المسئولين اتفق الجميع علي ان يجمعوا من كل عقار 100 جنيه حتي تتيح لهم فرصة للاستعانة بخبير يري حلاً لهذه الكارثة في البداية. يقول محمد القصبي أحد الضحايا: هذا كابوس مخيف أصبح يطارد كل مبني في الفترة ما بين عام 2000 إلي عام 2005 بأسمنت السويس أو المصرية حسب رواية المهندسين الذين قاموا بمعاينة المنازل بقرية البصارطة لتحديد السبب وأكدوا أن الاسمنت في هذه الفترة لم يكن صالحاً للاستعمال الامر الذي جعل الاسمنت يتسبب في تآكل الحديد ويصيب اسقف وكمارات المنازل بالتشققات الكبيرة والمثيرة. وأضاف أنا شاب من بين الشباب المطحونين فمنذ صغري وانا اعمل إلي أن استطعت تكوين مبلغ مالي قمت ببناء هذا العقار وتزوجت في عام 2006 وفوجئت في شتاء نفس العام أن مياه الامطار تهبط علينا من فوق سطح المنزل فهرعت إلي سطح المنزل لاكتشف ان به تشققات غريبة وواسعة داخل الصبة فهالني المنظر لأن المنزل لم يمض علي بنائه سنتان فقط فقمت باستشارة مهندس معماري فأكد لي أن سقف المنزل بحالة سيئة جداً ويحتاج إلي اعادة صبه من جديد للبناء وأنه يجب فوراً الشروع في هدم الخرسانة حتي لا ينهار المنزل علي رؤوس ساكنيه. ويكمل أمين الشلقاني محامي فوجئت بعدد كبير من اهالي قريتي والقري المجاورة لنا يأتون إلي مكتبي طالبين المساعدة وعند استفساري علمت أن منازلهم الحديثة التي تم بناؤها بها عيوب خطيرة وتشققات فوق اسطح المنازل وبالفعل لجأت إلي الوحدة المحلية بكفر سعد والتي قامت بعمل لجنة هندسية للوقوف علي حقيقة الأمر وجاء تقرير المهندسين: أنه من المعاينة الظاهرية لوحظ وجود عيوب متشابهة بين المنازل التي تمت الدراسة عليها لكشف هذه العيوب هي شروخ شبكية في البلاطات الخرسانية وشروخ طويلة وعلوية بكمارات الأسقف ورشح للمياه ببلاطات وأجمعوا علي أن الاسمنت هو السبب وأنه غير صالح ما أدي إلي ضعف الخرسانات وقمت علي الفور بتحرير العديد من المحاضر داخل قسم شرطة كفر سعد وقد وصل عدد هذه الحالات داخل قريتي التوفيقية إلي 50 منزلاً علي وشك الانهيار بالإضافة إلي حالات يومية يتم اكتشافها والابلاغ عنها. واشار أحمد عبد الله بالفعل جاءت لجنة من المستشارين والدكاترة من القاهرة نزلت علي الطبيعة في القري وبدأوا في اخذ عينات من عدة منازل وأماكن متفرقة وجدوا أن 90٪ من الناس بنت بأسمنت السويس الذي ثبت أنه مغشوش وغير صالح للبناء وأكدوا أن السبب هو الملوحة في الرملة والزلط وارجعوا السبب إلي المحاجر مواد البناء فيها غير آمن واصبح عدد المنازل يصل إلي 3 آلاف منزل فيها. اشار مهندس مدني جمال ماريا رئيس جمعية حماية المستهلك أن المباني عموماً لها حماية مدنية لمدة 10سنوات بعد البناء طبقاً للقانون من جهة المقاول وإذا كانت الاحداث وقعت في هذه المدة وحدثت مضار يعاقب عليها القانون. وأكد محمد فتحي مسعد جميل من قرية العنانية مركز دمياط احد المتضررين أنه ارسل عدة شكاوي وفاكسات إلي محافظ دمياط الحالي اللواء محمد علي فليفل إلا أنه لم يفعل شيئاً وكذلك محافظ دمياط الاسبق ووزير الاسكان الحالي الدكتور محمد فتحي البرادعي حيث دخلت الشحنة في عهده مطالب بمعاينة تلك المنازل بالقرية لبيان المتسبب فيها واشار إلي ضرورة صرف تعويض عن هذه الأضرار مؤكداً أن المحافظة قامت بارسال لجنة هندسية من مجلس مدينة دمياط لفحص المنازل إلا أنها لم تعلن التقارير الخاصة بهذا الموضوع حتي الآن، فيما طالب مصطفي السيد احد المتضررين من استخدام هذا الاسمنت المغشوش. من ناحية أخري تجمهر الاسبوع الماضي المئات من أهالي مركز الزرقا وكفر سعد ومدينة دمياط أمام ديوان عام المحافظة اعتراضاً علي تعرض منازلهم للانهيار بسبب شحنة أسمنت فاسدة وردت إلي محافظة دمياط عامي 2004 و2005 وقام الاهالي باستخدام الشحنة في البناء وتعلية منازلهم إلي أنهم فوجئوا بعد مرور ما يقرب من عامين بتصدع المنازل وانهيار الاجزاء الخرسانية منها واصبحت مهددة بالانهيار علي رؤوسهم وتم عمل عشرات المحاضر بدمياط من بينهم هذه الارقام محضر رقم 906 لسنة 2011 مركز دمياط و943 لسنة 2011و942 و933 و932 و930 مركز دمياط لسنة 2011 ولم يتحرك احد من المسئولين بالمحافظة لعمل معاينة وناشد المتضررون المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء بسرعة حل المشكلة قبل أن تنهار المنازل فوق رؤوس اصحابها مثلما حدث في عمارة الرداد بعمر افندي وسوق القنطرة.