مجلس الشعب ليس للمنظرة او الشهرة او حب الظهور،وانما دوره التشريع والرقابة ، فاذا كنا سلمنا ان اعضاءه هم من يمثلون الشعب ،فلابد ان يكون هذا التمثيل يليق بمكانة شعب مصر محليا ودوليا ، وان يحترم اعضاءه الشعب والوطن ،وان تكون هيبة الدولة على روؤس هولاء جمعيا ، وان يكون المجلس المثل فى التعامل والحوار وعرض القضايا وكيفية التفاهم معا للوصول الى رؤية فى مصلحة المواطنيين وان يتعاف جميع اعضاءه عن المصالح الشخصية او تحقيق مكاسب من المنصب ، فاذا سقط عضوا فى تلك المفاهيم ونسى دوره الذى وكل له ، فان الامر ايضا متروك للشعب ، وليس معنى ان شخصا قد وصل بالانتخابات الى تلك المرتبه الحصينة " عضوية مجلس الشعب المصرى " ان يكون قد وصل الى عدم المسالة او الحساب ، بل اذا كان العضو يراقب اداء الحكومة ، فان الشعب يراقب اداء اعضاءه ، واذا كان العضو هو ممثلا عن دائرته وباصواتها فانه فى النهاية عضوا ممثلا لمجلس الشعب المصرى ويمثل صوت الشعب وليس تخصيصا لدائرة ، وطالما ان الامر له اهمية خاصة ونظرة تتعلق بمستقبل وقرارات الامة فلابد ان يكون العقاب اشد واقوى ،فكلما زادت المسؤلية زادت المحاسبة لمن يريد الخروج عن النص وعقابه قانونيا وبلائحة المجلس الداخلية ثم من الشعب نفسه ، اناى عضو عضو اذا تخطى المسؤلية العامة الى امورا تضر بالمجتمع وهيبة الدولة يجب معاقبته اولا بفصله من مقعده الذى وضع فيه ولم يراع قيمته واهميته ثم بمعاقبته قضائيا وادبيا نتيجة اخطاءه ،ولعل اهم الاخطاءالتى لا يقبلها المصريين ، هما هيبة الدولة والاخلاق ، فاذا تعدى على اي منهما سقط العضو ،وانتهت صلاحياته التى فوضها الشعب له ،فاصبح لا يصلح ان يراقب الحكومة او يشرع للشعب وهو شخص غير كفوء او يحتاج للتقويم والاصلاح . قبل انتخابات مجلس الشعب كنت طرحت رؤية بخصوص الاشخاص الذين يودون خوض الانتخابات ، بان يتم الكشف عليهم من قبل لجنة مشكلة من المختصين ،ويتم الكشف عليهم نفسيا وثقافيا وصحيا وغيره ، حتى نستطيع ان نحكم على الشخص انه يصلح ان يكون فى منصب قيادى وخاصة اذا كان بالغ الحساسية مثل عضوية مجلس الشعب ،ولكى يكون عضو مجلس الشعب له مميزات وصفات خاصة فى الحدود الدنيا ، ولا يقل مجلس الشعب مكانة او اهمية من الشرطة او النيابة او التدريس او غيرها التى تجرى مسبقا اختبارات قدرات للحكم على مقدرة الشخص ليكون فى تلك الوظيفة ، فهو شخص سوف يكون من مهامه مناقشة قرارات تهم الدولة ،فعلى الاقل يكون لدية حد معين من المعلومات والثقافة بشأن كيفية التعامل الدولى والاتفاقيات التجارية والنصوص القانونية ، له القدرة على التحدث ، سلوك اجتماعى محترم ، لم يسبق له الاشتراك فى فساد او قضايا شرف او جنايات ، لدية القدرة على الحوار والمناقشة ويؤمن بالرأى واحترام الاراء الاخرى ، يؤمن بالديمقراطية وقرار الاغلبية ، يرعى شئون المواطنيين ويحافظ على هيبة الدولة وغيرها ، واذا كان القانون المنظم لحق الترشيح لعضوية مجلس الشعب يشمل شروط الترشيح الا انه بالتأكيد لا يراع بعض الامور المتعلقة بشخصية المتقدم ، كما ان قسم المجلس عند استلام العضو مهامه يجب ان يكون العضو مقيدا به ، ولا يظن انه مجرد كلمات تقال ثم تترك جانبا ، فهو الدستور الداخلى للمجلس ، لذلك انا لم استغرب من ان انتخابات مجلس الشعب قد افرزت اشخاص ليسوا على قدر المسؤلية ولا يتميزون بالشخصية القيادية او القدوة ، ليس عيبا فى اصوات المنتخبين لكن عيبا فى النظام الانتخابى وثقافة المجتمع . امرا عجيبا ومستغربا ان يكون نائب عن الشعب ، لا يتمتع بالاخلاق او لا يعرف القيم ولا كيفية التحدث لكى يتم توصيله فكره الا بالتطاول والتشهير، ومهما اختلفنا مع المجلس العسكرى لا نقبل ان يتطاول عضوا فى البرلمان بالالفاظ الغير مقبوله على المشير او اعضاء المجلس العسكرى ، فعضو مجلس الشعب رجل مسؤل لابد ان يدقق فى كل كلمة ويعرف تأثيرها وتوابعها ويمكن ان معارضا بارعا بأدب وخلق ويتقبله الاخرون ويحترمون رأئيه ،أما ان اريد الظهور اعلاميا بعدم احترام الاخرين سواء فى مجلس الشعب او المجلس العسكرى يدل على ان هذا الشخص لا يصلح ان يعبر عن المصريين او يعبر عن الدولة ،!! ألا يعلم هذا العضو او الاخر انه يمثل الدولة تشريعيا ورقابيا ، فكيف ؟ وهو اول من يتعدى على القانون والتشريع بتجاوزه علنا فى حق الدولة والمصريين ، بل تعدى على القيم والاعراف المجتمعية والتى تعد قانونا ، لذلك انا اطالب بعزل هولاء لحين يتعلموا كيفية التحدث والحوار، بل اطالب بمنعهم فورا من الظهور على اى قناة فى التليفزيون ، هناك فرق بين الحرية والتطاول والتشهير ،!! وليتذكر هولاء الاعضاء القهر والاستبداد للنظام السابق الذى كتم الافواة وقصف الاقلام ،، فلماذا نحن نعاقب انفسنا على الحرية . تقديم هولاء لمحكمة القيم فورا واتخاذ قرارا بشأنهم يرسى قواعد لكيفية احترام القانون واحترام اخلاقيات الواجب الوطنى ويضيف لهيبة مجلس الشعب ،وهيبة الدور الرقابى ، فاذا كان العضو فى مجلس الشعب له حصانه ،فان تلك الحصانة تنتهى بافعاله واحترامه للمجتمع وتقاليده وقيمه ،ولا يظن ان الحصانه مطلقة ،وانه لا يجوز استجوابه من الشعب ، فهو ملك المقعد بتفويض من الشعب ، فاذا ما رغب الشعب انهاء هذا التفويض سقطت الحصانه عنه ، وان العضو لابد ان يكون دقيقا فى احاديثه وبياناته التى تنشر والا عقاب الكذب منصوص عليه فى جميع قوانيين الدول ،فربما نسى هولاء انهم جاءوا بعد الثورة التى اطاحت برئيس دولة ونظام فاسد ، من مفاسده الكذب على الشعب والتغرير به وهدم قيمه والقضاء على المثل والاخلاق وضياع هيبة الدولة فى الخارج وكرامة المصريين فى دول العالم وقضى على الولاء والكرامة فى الداخل ، فلا يجب ان يستخدم اى من اعضاء مجلس الشعب بعد الثورة اسلوبا واحدا من اساليب النظام السابق ، وعلى كل فلننتظر عقاب من ارادوا الظهور بطريقة غير مشروعة ، بالتعدى والاخلاق السيئة والتشهير ، ثم سوف يعاقبهم الشعب وهى ليست شعارات فلو علم هولاء كم اصبحوا غير مرغوب فيهم لتركوا مقاعدهم التى اخذوها ولم يحافظوا على قيمتها ، انها تجربة مفيده لمن اختاروا هولاء ، ان يبحثوا من الان على اشخاص يمثلونهم اصحاب قيم ومثل عليا وعلى قدر المسؤلية . يا صاحب الرصاصة قد كذبت ، ويا صاحب عبارات التشهير والالفاظ القبيحة قد تجاوزت ، وننتظر القانون الذى سوف يعاقب على تلك الاخطاء التى لا تغتفر .