أشارت صحيفة (جارديان) البريطانية إلى أنه بالرغم من الألعاب النارية والمظاهر الاحتفالية في الذكرى السنوية للثورة الليبية، إلا أنه كان هناك شيئا مفقوداً، ألا وهو غياب الحكومة من ميدان الاحتفال، ورأت أن السبب وراء ذلك هو خوف مسئولى المجلس الانتقالى الوطنى أن يؤدى ظهورهم إلى تحول الهتافات الاحتفالية إلى سخرية من المجلس. ونقلت الصحيفة عن "حنا الجلال"، خبير قانونى في منظمات حقوقية مدنية فى "بنى غازى"، قوله إن الاحتفال كان يخص الشعب وليس الحكومة، فالناس يقومون بجهود أفضل من الحكومة، لذلك فإن المجلس الانتقالى يحسد الشعب الليبي على قدرته على التدبر فى الاحتفالات التى حافظت خلالها الميليشيات على سلميتها . وأكدت الصحيفة أن قرار المجلس الوطنى الانتقالى بعقد اجتماعاته فى سرية والحكم عن طريق المراسيم أصاب الدبلوماسيين بالاستياء، ومن شأنه أن يعمل على تفتيت البلاد تحت أقدامه، مشيرة إلى أنه بعد عام من الثورة التى اجتاحت البلاد لأول مرة، فإن الحكومة الليبية تحولت إلى العمل سرا وبشكل غير كفء، مما جعل الشعب الليبي ينظر إليها على أنها مشكلة أكثر من كونها حلا. وقالت الصحيفة إن مشكلة الميليشيات، تتمثل في وجود أكثر من 500 جماعة مسلحة الآن فى ليبيا كل منها تتبع أنظمة خاصة بها، وما يثير الدهشة ليس مدى سوء العنف والاشتباكات المسلحة أو أن الميليشيات فى ليبيا أصبحت خارجة عن نطاق السيطرة، ولكن فى عدم وجود آلية لمحاسبة هذه الميليشيات التى ترتكب انتهاكات حقوق الإنسان.