كشفت تقارير عبرية إسرائيلية عن تدريب جنود إسرائيليين لأكراد شمال العراق من رجال ونساء على حمل السلاح، ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت صورا لعمليات التدريب من بينها صورة امرأة كردية محجبة تتدرب على يد إسرائيلى. والعلاقة بين الأكراد وإسرائيل يؤكدها أيضًا الباحث الأمريكى أدوموند جاريب فى كتابه «القضية الكردية فى العراق» إذ يقول: شكَّل جهاز السافاك الإيرانى والموساد جهاز مخابرات كرديا ذكيا للغاية لجمع معلومات عن الحكومة العراقية والأوضاع العراقية والقوات المسلحة، ولم يكن يخفى المعلومات التى يحصل عليها عن الجهازين الاسرائيلى والإيرانى، وبالإمكان الاستدلال على هذه الحقيقة من التصريحات والأقوال التى أدلت بها أوساط عراقية رسمية وشبه رسمية. وقال موقع «ميداه» البحثى الإسرائيلى، إنه فى فترة ذروة العلاقات مع الأكراد بين عاميّ 1965-1975، قدّمت إسرائيل المساعدة بشكل سرّى للأكراد على المستوى العسكرى، مثل تدريب البيشمركة؛ وهو جيش العصابات الكردية، وتوفير الأسلحة، وفى المجالات الاجتماعية مثل إقامة مستشفى ميدانى، أو تجهيز الكتب الدراسية باللغة الكردية. وفى المقابل تمتّعت إسرائيل بمعلومات استخباراتية بمساعدة الاكراد لخروج اليهود من العراق. وأشارت البروفيسورة عوفرا بنجو، الباحثة فى مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، إلى أن لدى إسرائيل مصالح واضحة بأن ينجح الأكراد فى صراعهم، وإنّ حقيقة كونهم جهة موالية للغرب، معتدلة، علمانية نسبيّا، ولديها قدرة إدارية مثبتة، تشكّل رصيدًا مهمًّا فى ضوء قوى التدمير والخراب فى المنطقة. ولقد ثبت أيضًا بأنّهم جهة أكثر ودّية مع إسرائيل من بقية شعوب المنطقة، وذلك بفضل الشعور بالمصير المشترك بين شعبين صغيرين لا يُعترف بحقّهما فى دولة خاصّة بهما. وتضيف «عوفرا» على المستوى العملى، هناك مجال واسع للتعاون خصوصًا مع الإقليم الكردى فى العراق. وبالإضافة للجانب الأمنى والتجارى فقد افتُتح أفق محتمل جديد وهو شراء النفط من الإقليم الكردى العراقى، الذى لم تستطع دول أخرى الشراء منه بسبب المعارضة القانونية لحكومة العراق. وقد يتطوّر هنا أيضًا مثلّث من العلاقات غير المحتملة بين إسرائيل والإقليم الكردى فى العراق وتركيا، التى ينتقل النفط الكردى عن طريقها. ويجب على إسرائيل أيضًا أن تُقدّم المساعدات الإنسانية على قدر الإمكان للأكراد فى سوريا وفى أماكن أخرى لا يزالون فيها يُضطهدون من قبل دولهم. وهناك استنتاج مهمّ آخر وهو أنّ الغموض والعمل من وراء الكواليس يبدو أنهما الطريق الأفضل لإقامة العلاقات فى هذه المرحلة. وكشف مسئولون رفيعو المستوى فى إسرائيل عن دعمهم قيام دولة كردية، وتفكيك العراقوسوريا إلى دويلات، بما يخدم مصلحة إسرائيل. ولا يستغرب مراقبون فى إسرائيل إعلان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو دعمه للدولة الكردية المستقلة فى العراقوسوريا، وقال نتنياهو فى مؤتمر نظمه معهد دراسات الأمن القومى إن إسرائيل تؤيد إقامة دولة مستقلة للأكراد فى العراقوسوريا لأنهم جديرون بها. وتطرق نتنياهو للشأن الكردى فى سياق محاضرته عن التحولات الحاصلة فى المنطقة، وعن الفرص الناشئة أمام إسرائيل لبناء تحالفات مع شركاء لها مصالح مشتركة معهم، لافتا إلى دعمه مساعى دولية، وتابع «نشهد اليوم تطورات تاريخية فى منطقتنا تترتب عليها تبعات مركزية لأمن إسرائيل والعالم واتفاقية سايكس بيكو التى صاغت حدودها قبل قرن». ودعت وزيرة العدل الإسرائيلية، أيليت شاكيد، بلدها إلى دعم إعلان الدولة الكردية وإقامتها بين حدود سوريا وتركيا والعراق، مؤكدة أن الأكراد شعب محب للسلام، ولا يشكل خطرا على أمن إسرائيل. وقالت شاكيد فى كلمة أمام المؤتمر السنوى التاسع لمعهد بحوث الأمن القومى بجامعة تل أبيب «نحن نشهد عملية تفكك الدول القومية، التى قامت عوضا عنها قوى إسلامية، مثل داعش وإيران بعد الاتفاق النووى. وأشارت إلى أن على دولة إسرائيل أن تعلن صراحة دعمها لتطلعات الشعب الكردى فى حكم ذاتى على الأراضى الواقعة بالمناطق الشمالية من سورياوالعراق. وقالت شاكيد إن «الأكرد هم شعب قديم وديمقراطى محب للسلام ولم يهاجم أى بلد قط». وأشارت الوزيرة إلى أن الشعب الكردى شريك للشعب الإسرائيلى، معبرة عن رأيها بأنه «يوجد فى الوقت الراهن وحدة فى المصالح بين الشعبين تتمثل فى الدفاع ضد نشطاء الجهاد الإسلامى». وأضافت «علينا أن ندعو صراحة لإقامة دولة كردية، وسوف تفصل هذه الدولة بين إيران وتركيا، وسوف تساعد إسرائيل. وعلينا أن نبنى علاقات اقتصادية وغيرها مع الأكراد، هذا هو الوقت المناسب لمساعدتهم».