حالة من التفاؤل المصحوب بالخوف يعيشها القطاع السياحى المصرى التفاؤل عقب لقاء الرئيس السيسى والرئيس الروسى «بوتين» فى الصين على هامش قمة «بريكس» عندما أشاد الرئيس بوتين بجهود مصر لتأمين مطاراتها، وجاءت تصريحات وزير النقل الروسى لتؤكد عودة الرحلات بين مصر وروسيا فى غضون شهر بعد توقف دام أكثر من عامين والذى أثر بشكل كبير على تدفق الحركة السياحية لمصر وخاصة منطقة شرم الشيخ التى تأثرت بنسبة تزيد على 70٪، وذلك منذ حادث الطائرة الروسية. أما حالة الخوف فهى من عدم التزام وزير النقل الروسى بتنفيذ ما أعلن عنه، فيما يرى آخرون أن الأمر هذه المرة لا يدعو إلى تلك المخاوف، خاصة أن الأمر مرتبط بمفاوضات مشروع الضبعة والتى نجحت فيها حكومتنا والتصريحات هذه المرة مؤكدة.. ورغم التفاؤل والخوف فالسؤال الذى يطرح نفسه هل نحن مستعدون لعودة السوق الروسى مرة أخرى؟ وهل فنادقنا مؤهلة لذلك؟ وهل ستستمر فى حرق الأسعار وبيع الغرف بالسعر المتدنى، وبالتالى ما يقابلها من تدنٍ فى الخدمة؟ وهل سيطبق تصنيف NN على الفنادق؟ تساؤلات كثيرة طرحتها على بعض المستثمرين من أصحاب الفنادق والشركات ومنهم رجل الأعمال والمستثمر السياحى حسام الشاعر الذى أعرب عن تخوفه وعدم ثقته من تصريحات وزير النقل الروسى، خاصة أنه سبق وأعلن مثل تلك التصريحات ولم تتم. وأكد الشاعر أن حالة المخاوف تزول بصدور قرار رسمى بذلك رغم توقعى اليقيني بعودة السياحة الروسية، ولكن صعب تجديد التوقيت. وقال الشاعر: الأمر المحزن أننا لسنا مستعدين لاستقبال السياحة الروسية وهذا يتطلب سرعة التحرك لأن هناك مشاكل عديدة ومن الضرورى حلها، فلدينا أزمة كبيرة فى النقل السياحى وطالبنا وزير السياحة بضرورة فتح الاستيراد للنقل السياحى المستعمل لمدة سنتين، وإذا لم يحدث ذلك فنحن أمام كارثة حقيقية، فضلاً عن ذلك أكثر من 50٪ من فنادق شرم الشيخ غير مستعدة والكثير منها مغلق، ونفس الأمر فى الغردقة وكثير من الفنادق العاملة لا تعمل بالجودة المطلوبة، فالغالبية العظمى من الفنادق محتاجة لعمليات صيانة وإحلال وتجديد، متسائلاً أين مبادرة البنك المركزى ومبادرات الوزارة؟ مطلوب مبادرة سريعة للحفاظ على سمعة مصر سياحياً.. ومطلوب اهتمام كبير من وزير السياحة بملف التدريب. فيما يؤكد المستثمر السياحى سامح حويدق، عودة السياحة الروسية بنسبة 100٪، ولكن يظل التوقيت غير معلوم وما نسمعه أنه من المحتمل عودة الرحلات بدءاً من شهر أكتوبر المقبل على خطوط القاهرة فقط. وأكد «حويدق» أن الفنادق غير مستعدة لعودة السياحة الروسية وخاصة شرم الشيخ، فهى الأكثر تضرراً فنسبة كبيرة تصل إلى 50٪ من فنادقنا ما بين غير جاهزة ومغلقة وفى البحر الأحمروالغردقة 25٪ من الفنادق غير مستعدة، فعلى الحكومة التحرك سريعاً لتفعيل مبادرة البنك المركزى المحددة بخمسة مليارات جنيه لمساعدة الفنادق فى عمليات الصيانة والإحلال والتجديد. بينما أعرب المستثمر السياحى مودى الشاعر عن مخاوفه وعدم صحة تلك التصريحات، مشيراً إلى أن منظمى الرحلات الروس ليس لديهم أى علم عن تلك التصريحات، وكذلك المطارات فتظل المخاوف لحين الإعلان الرسمى من الحكومة الروسية وبدء العودة الفعلية. وأكد الشاعر أن البحر الأحمروالغردقة فنادقها جاهزة بنسبة 90٪ لاستقبال السياح الروس، ولكن تظل المشكلة فى شرم الشيخ، فنسبة كبيرة من فنادقها غير مستعدة، والأخرى مغلقة، إضافة لذلك ترك العمالة للعمل، أما مبادرة البنك المركزى فما هى إلا كلام فى الهواء، والأغرب من ذلك مبادرة دعم الطيران حتى الآن لشركات لم تتحصل على حقوقها. وأكد الشاعر أن عودة السياحة الروسية تحتاج إلى إعادة دراسة للسوق الروسى فى مصر موضحاً أنه لابد من تحديد سببين مهمين وهما: هل نحن محتاجون للسياحة الرخيصة أم السياحة عالية الإنفاق؟ ولا أقصد سياحة الأغنياء، ولكن أقصد السائح المتوسط وفوق المتوسط بمعنى "نحن محتاجين سائح روسى جديد" خاصة أن هناك أسواقاً لا تفضل وجود السائح الروسى مثل السائح الألمانى ووجودهم بنسبة معقولة هذه الفترة يرجع لعدم وجود السائح الروسى لأنهم دائمو الشكوى منهم، فعلينا التفكير جيداً فى نوعية السائح الروسى، مؤكداً ضرورة وضع ضوابط شديدة لإيقاف مهزلة تدنى الأسعار، وهذه الضوابط تطبق على جميع الأسواق وليس السائح الروسى فقط. ويرى مصطفى خليل، نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية، أن السائح الروسى القادم لن يقبل إلا الخدمة الجيدة، وبالتالى على جميع الفنادق أن تعلم ذلك ومن لم يلتزم بتقديم خدمة جيدة سيخرج من السوق، فالسائح الروسى لا يفرض سعراً منخفضاً والدليل على أنه يرغب فى الخدمة الجيدة أنه خلال فترة الحظر والمنع الروسى على مصر كان البديل له أوروبا والفارإيست وغيرها، فهو لا يبحث عن الأرخص وعلى الفنادق البعد عن التدنى بالأسعار وتقديم الخدمة الجيدة. وأكد «خليل» أن تطبيق نظام NN أصبح ضرورة ملحة ولا يطبق على الفنادق فقط، ولكن يطبق على السيارات والتاكسى والمطاعم الخارجية والمطارات والأسواق الحرة يطبق على كل من يتعامل معه السائح. وأكد المستثمر السياحى رامى رزق الله أن عودة الرحلات بين القاهرة وروسيا مؤشر جيد لبداية الطيران الشارتر ولدينا أمل أن تبدأ العودة على شرم الشيخ خلال شهر مارس المقبل، مؤكداً ضرورة رفع مستوى المقصد المصرى من خدمة وأسعار جيدة وتحقيق ذلك يتطلب إجراء عمليات تجديد وصيانة للفنادق، خاصة أن أكثر من 50٪ من فنادق شرم الشيخ ما بين المغلق والشغال بأسعار متدنية ويلجأ لذلك لسداد مرتبات العمالة وباقى التزاماته. وقال «رزق الله»: الفنادق أمامها مهمة صعبة وعليها سرعة البدء فى عمليات الصيانة والتجديد قبل عودة السائح الروسى خاصة أن هناك لجاناً من الروس ستقوم بالتفتيش على الفنادق والتأكد من مطابقتها للمواصفات والمعايير العالمية، وأؤكد أن الفنادق التى حافظت على أسعارها ستكون صاحبة نصيب الأسد من السوق الروسى ومن الضرورى وضع خطة لعودة السياحة الروسية.