أعترف بأنني وحتي أيام قليلة ماضية فشلت في العثور علي كامل خيوط سر التحول العلني وحالة الود المفاجئ في تعامل الادارة الأمريكية مع الإخوان المسلمين أو حزبهم الجديد الحرية والعدالة، وذلك حتي اللحظة التي حصلت فيها علي معلومة تفيد بحدوث «توافق» حسب تعبير مصدري الأمريكي أو «صفقة» كما تبينها تفاصيل هذه المعلومة والتي تؤكد أن الولاياتالمتحدة حصلت علي مساعدة الإخوان وتنظيمهم الدولي لتسهيل مهمة «تحرير سوريا من نظام الأسد» ايضا التعبير من مصدري الأمريكي الذي غير الحديث بسرعة ولم يشأ ساعتها الإجابة عن اسئلتي المتلاحقة لاسيما حول ما إذا كانت هذه الصفقة تشمل مصر وسياستها الداخلية والخارجية مع تمكنهم من السيطرة علي مجلس الشعب، إلا أن أخباراً تواردت قبل أيام عن وجود خلاف مكتوم بين قيادات حماس في غزة واقصد إسماعيل هنية وقيادة الخارج أي خالد مشعل بسبب شكل ومضمون الموقف المفترض لحماس تجاه الدائر في سوريا مع رفض حماس الخارج دعوة طهران لها بتأييد النظام السوري في أزمته الحالية، مثلما فعل حزب الله، ثم سفر هنية السريع إلي إيران وتصريحاته من هناك والتي ثمن فيها المقاومة المسلحة، وقال فيها إن الحركة «لن تعترف أبدا بإسرائيل» وهو الأمر الذي لم يقابله كالعادة أي صراخ وشجب أمريكي سوي بالكاد اعادة نشر هذه التصريحات في بعض وسائل الإعلام المحسوبة علي أقصي يمين اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة، كلها أمور دفعتني لأن أعود لنفس المصدر وبإلحاح هذه المرة، وقد افادني بشرح واف وتحليل دقيق - في رأيي - للنظرة الأمريكية المستجدة لمسألة التعاون مع الإخوان، فهي في رأيه كانت ضرورة حتمية ليس فقط لضمان تسيير المصالح الأمريكية بنفس الشكل السلس الذي كانت عليه خلال حقبة مبارك حين تطوع الاخير علي مدي ثلاثين عاماً لتقديم خدمات مجانية لا تقدر بمال لامريكا وحلفائها بالمنطقة بل لضمان تحقيق أهداف امريكية علي المستويين الأقليمي والاسلامي بمساعدة التنظيم الدولي للإخوان بدءا من تسهيل التخلص من انظمة وكيانات معوقة ومتمردة مثل حماس وحزب الله وسوريا وإيران، أي ضمان انسحاب حماس من محور إيران وحزب الله وسوريا والانضمام لمحور قطر وتركيا والسلطة الفلسطينية وذلك مقابل اقتناع واشنطن من ثم إسرائيل بحماس الجديدة والتطبيع معها، وحتي الحصول علي علاقات أكثر ايجابية مع شعوب العالم الإسلامي التي خسرتها أمريكا بسبب سياسات وحروب إدارة بوش - تشيني ضد دولة اسلامية وذلك في لحظة دقيقة من لحظات الولوج بالمصالح الأمريكية نحو الهيمنة علي باقي الشرق الأوسط الكبير والمحيط الاسيوي الواسع الممتد حتي حدود الصين منافس وربما عدو الغد.