شهدت الساحرة المستديرة على مر العصور، العديد من اللاعبين الذين سطروا أسماءهم بحروف من الذهب ما زالت تلمع وتضيء حتى وقتنا الحالي للأجيال الحاضرة، وستظل دائما نهجًا تسير على خطاه الأجيال القادمة في اللعبة. وحفلت لعبة كرة القدم بالعديد من المفاجآت الغريبة التي علقت في أذهاننا، خاصة عندما تتعود أن تشاهد نجمك المفضل في مركز معين داخل المستطيل الأخضر وتعتقد من وجهة نظرك أنه الأنسب في هذا المركز دون غيره، على الرغم أن هناك العديد من النجوم في تاريخ الكرة بدأوا مسيرتهم في مركز معين داخل الملعب، لكنهم صاروا نجومًا وتوهجت أسماؤهم بعد تغيير مراكزهم ليظهروا بأداء مفاجئ للجميع. وفيما يلي أبرز اللاعبين الذين قاموا بتغيير مراكزهم فتحولوا إلى نجوم ساطعين في عالم كرة القدم: الأرجنتيني ليونيل ميسي.. يأتي النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، على رأس هؤلاء اللاعبين، حيث بدأ رحلته الكروية باللعب كجناح أيمن، وقدم أداءً رائعًا وأثنى عليه الكثيرين وقتها إلى أنه كان قليلا ما يسجل أهدافًا على الرغم من مستواه الذي يتطور يوما بعد يوم في برشلونة. وبعد مجيء المدرب الإسباني بيب جوارديولا لقيادة برشلونة، قام بتغيير مركز ميسي ليلعب كمهاجم وهمي بدلا من الجناح الأيمن، وانطلق الأسطورة بعدها ليصبح الهداف التاريخي للنادي، والهداف التاريخي للكلاسيكو أمام ريال مدريد، وحصد العديد من الألقاب مع البرسا في عهد ولاية جوارديولا. وبعد رحيل بيب عن تدريب الفريق الكتالوني، عاد ميسي إلى مركزه القديم كجناح أيمن، ومازال البرغوث يقدم أداءً مبهرًا للجميع عندما يلامس كرة القدم. البرازيلي رونالدو "الظاهرة".. استهل النجم البرازيلي المعروف ب"الظاهرة" مسيرته في الملاعب، كحارس مرمى احتياطي في نادي دي راموس البرازيلي، وكان دائما ما يخبر زملاءه في الفريق برغبته في أن يكون مهاجمًا وليس في مركز حراسة المرمى. وفي أحد المباريات، أصيب مهاجم الفريق الذي يلعب فيه رونالدو، على أن اضطر المدرب أن يشركه في المباراة كمهاجم وليس كحارس مرمى، وشهدت المباراة تألقًا للاعب بعد أن نجح في قلب النتيجة وتعويض تأخر فريقه بهدف إلى فوز في النهاية، ومنذ ذلك الحين بات هو المهاجم الأول لفريقه ونجح في تسجيل 166 هدفًا مع فريق دي راموس. وانتقل رونالدو بعد ذلك إلى العديد من الأندية الأوربية الكبرى وأهمها إنتر ميلان والميلان في إيطاليا، وريال مدريدوبرشلونة في إسبانيا، وفاز بكأس العالم مع منتخب بلاده البرازيل، وأصبح واحدًا من أفضل المهاجمين في العالم على الإطلاق. الأرجنتيني خافير ماسكيرانو.. تألق ماسكيرانو عندما كان يلعب في مركز الوسط المدافع في صفوف ليفربول الإنجليزي، بجوار زميله الإسباني تشابي ألونسو، حتى قيل عنهما أنهما أفضل ثنائي في العالم خلال ذلك الوقت. وبعد انتقال اللاعب إلى صفوف برشلونة الإسباني، قرر بيب جوارديولا المدير الفني للبرسا، تغيير مركزه ليلعب في قلب الدفاع بجوار كارلوس بيول أو جيرارد بيكيه، ومنذ ذلك الوقت قدم ماسكيرانو سنوات طويلة من الأداء القوي في هذا المركز والذي يعتبره العديد من مشجعي الفريق الكتالوني من أفضل المدافعين في تاريخ النادي. الإكوادوري أنطونيو فالنسيا.. بدأ فالنسيا الذي يتميز بسرعته العالية وقدرته على المراوغة، مسيرته الكروية في مركز الجناح الأيمن، ولعب في فياريال الإسباني وويجان الإنجليزي وحاليًا في مانشستر يونايتد. وفي عام 2011، اضطر السير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد، أن يشرك فالنسيا في مركز الظهير الأيمن، بعد تغيير اضطراري، ولاحظ السير التطور الكبير الذي طراء على اللاعب في هذا المركز، بسبب سرعته العالية بين الدفاع والهجوم ومهارته في المراوغة، ومنذ ذلك الوقت بات فالنسيا هو الظهير الأيمن للمان يونايتد. الإسباني سيرجيو راموس.. لعب راموس في مركز الظهير الأيمن عندما كان في نادي إشبيلية، وانتقل إلى صفوف ريال مدريد ليكمل مسيرته في هذا المركز، والذي أدى فيه بشكل جيد حتى موسم 2010. ومع قدوم المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ليتولي القيادة الفنية للميرنجي، قرر تغيير مركز راموس ليلعب في قلب الدفاع، بدلا من الظهير الأيمن، واليوم أصبح سيرجيو من أفضل المدافعين في العالم. الهولندي روبين فان بيرسي.. بدأ فان بيرسي مسيرته الكروية، كجناح أيسر في نادي فاينورد روتردام الهولندي، وتميز بانطلاقاته السريعة وتسديداته القوية على المرمى، وفي عام 2004 تعاقد معه أرسنال الإنجليزي، وأقنعه المدرب الفرنسي آرسين فينجر المدير الفني للجانرز، بأن يغير مركزه ويلعب رأس حربة صريح. ومنذ ذلك الوقت، تغيرت مسيرة اللاعب ليصبح واحدًا من أفضل المهاجمين في الدوري الإنجليزي، خاصة بعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد في عام 2012، وأكمل مسيرته الرائعة كمهاجم مع الشياطين الحمر. الويلزي جاريث بيل.. قدم جاريث بيل مسيرة رائعة في الدوري الإنجليزي، مع ساوثهامبتون وتوتنهام هوتسبير، ولعب في مركز الظهير الأيسر، وتميز بقوته البدنية العالية وتسديداته القوية من خارج منطقة الجزاء، مما جعله يتسم بأداء رائع يجذب الأنظار. وخلال مشوار اللاعب في صفوف توتنهام، قرر هاري ريدناب المدير الفني للفريق، تغيير مركز اللاعب من ظهير أيسر إلى جناح حر، ليفاجئ بيل الجميع بمستوى أكثر من رائع منحه أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، وانتقل اللاعب إلى ريال مدريد الإسباني في صفقة تاريخية عام 2013، وأكمل مسيرته في كجناح أيمن مهاجم وقدم أداءً أكثر من رائع. الإيطالي جيانلوجيي بوفون.. بدأ الحارس الإيطالي العملاق بوفون، مسيرته الكروية كلاعب وسط في فريق بارما للشباب، قبل أن ينتقل إلى مركزه الحالي كحارس مرمى، حيث جاء هذا القرار بسبب إعجابه بأداء الحارس الكاميروني توماس نكونو في نهائيات كأس العالم في إيطاليا 1990. وعانى الفريق الأول لبارما، لعدة إصابات في ذلك الوقت خصوصًا في مركز حارس المرمى، مما جعل المدرب نيفيو سكالا يستدعي بوفون، بسبب طوله وقدراته الجسدية وتكيفه السريع مع هذا الدور، وخلال أسبوعين فقط تم ترقيته من فريق الشباب إلى قائمة حراس مرمى الفريق الأول لبارما، وفي عام 2001 انتقل إلى يوفنتوس ليصبح أفضل حارس مرمى في العالم في وقتنا الحالي. الفرنسي تيري هنري.. بدأ هنري مسيرته باللعب كجناح أيسر مع فريق موناكو الفرنسي، ويوفنتوس الإيطالي، وتميز اللاعب بسرعته العالية ومهارته الكبيرة. وبعد أن انتقل المدرب الفرنسي آرسين فينجر لتدريب أرسنال الإنجليزي من موناكو الفرنسي، جلب معه تيري هنري، وأقنعه باللعب في مركز رأس الحربة، مع الجانرز، ليصبح هداف الفريق ثم هداف الدوري الإنجليزي، ويعتبره الكثيرين من أفضل المهاجمين في تاريخ أرسنال والدوري الإنجليزي بل والعالم. الإيطالي باولو مالديني.. بدأ مالديني مشواره مع كرة القدم باللعب في مركز الظهير الأيسر في إيه سي ميلان الإيطالي الذي لم يلعب لأي ناد غيره، وتألق اللاعب في هذا المركز لفترات طويلة على الرغم من أنه يلعب بقدمه اليمنى، واعتبره الكثيرون من أفضل اللاعبين الذين جاءوا في هذا المركز للميلان. وبعد تقدم مالديني في العمر قلت سرعته، حتى انتقل إلى مركز آخر هو قلب الدفاع، ليصبح واحدًا من أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم على الإطلاق.